ثورة التصحيح.. انطلقت في مثل هذا اليوم 1971.. السادات أطاح برجال عبد الناصر وقضى على مراكز القوى.. وهذا ما كتبه إحسان عبد القدوس ومصطفى أمين عن الأحداث
في مثل هذا اليوم 15 مايو 1971، وبعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر بشهور قليلة واستلام أنور السادات قيادة البلاد، قامت في مصر ما سُمي بـ “ثورة التصحيح” التي أطاح فيها الرئيس السادات بجميع أصحاب التيار الناصري من رجال سلفه الذين كانوا ضد التغيير بجمعهم جميعا فى سلة واحدة وإيداعهم السجون، وتحديد إقامة بعضهم.
وأعلن السادات حينها انه قصد بهذه الثورة تصحيح مسار ثورة يوليو بالقضاء على ما أسماه مراكز القوى، وإنهاء الاعتقال السياسي وإعادة الأحزاب السياسية التي حلت مع قيام الثورة، ووضع دستور جديد للبلاد ورفع شعار دولة العلم والإيمان.
بدأت مؤشرات ثورة التصحيح في 11 مايو عام 1971، عندما وصل إلى بيت السادات ضابط شرطة يعمل في إدارة الرقابة على التليفونات في وزارة الداخلية، وكان يحمل مجموعة من الأشرطة المسجلة من بينها شريط عليه تسجيل لمكالمة بين اثنين من مراكز القوى يتضح فيها تآمرهما على السادات وبها مخطط لاغتياله.

كان أول رد فعل لــ السادات يوم 13 مايو هو إقالة وزير الداخلية شعراوي جمعة، وتعيين النبوى إسماعيل وزيرا للداخلية، فقررت مجموعة الوزراء والسياسيين ـ مراكز القوى ـ مفاجأة الرئيس باستقالات جماعية؛ بما يهدد بإحداث فراغ دستورى في البلاد؛ الأمر الذي تداركه السادات بذكائه الشديد، فقبل استقالاتهم، وشكل في 14 مايو سنة 1971 أول وزارة تخلو من مراكز القوى منذ ثورة يوليو، كان مقررا أن يسافر السادات إلى مديرية التحرير، لكنه عدل عن زيارته حيث أقال شعراوى جمعة من وزارة الداخلية، وعين بدلا منه النبوى اسماعيل وزيرا للداخلية.
أهم حدث فى تاريخ البرلمان
لكن تمثل ليلة الرابع عشر من مايو 1971 ذلك اليوم الذى يمثل حدثا تاريخيا هاما فى تاريخ البرلمان المصرى، فى هذه الليلة وبالتحديد فى الثامنة مساء وأربعين دقيقة اجتمع 263 نائبا من نواب مجلس الامة فى القاعة الرئيسية للمجلس فى جلسة طارئة برئاسة أكبر الأعضاء سنا الدكتور إسماعيل على معتوق، وكان جدول الأعمال فى هذه الجلسة الطارئة يتضمن موضوعا واحدا فقط هو: إسقاط عضوية رئيس مجلس الأمة الدكتور محمد لبيب شقير والوكيلين كمال الدين الحناوى واحمد فهيم، إضافة إلى اسقاط عضوية 15 عضوا آخرين بالمجلس وإعلان التأييد المطلق للرئيس انور السادات فى كل ما اتخذه وما أعلنه من قرارات فى التصدى لمراكز القوى.
سعد زايد يشرح ويفسر
وحول أسباب رغبة السادات في التخلص من مجموعة عبد الناصر بضربة واحدة التي أسماها فيما بعد ثورة التصحيح، قال سعد زايد وكان محافظا للقاهرة: السادات بطبعه لديه نزعة ديكتاتورية، وهذا يظهر من طريقة كلامه وشكل ملابسه، وتحديدا الزي الألماني وكم النياشين، وبالتالي لم يكن في حاجة إلى أن يشاركه أحد الصورة، وجاءته الفرصة عندما أصبح رئيسا للجمهورية ليبدأ الطريق الذي رسمه لنفسه بمفرده.

وأضاف زايد: وعندما زاره سيسكو مندوب الرئيس الأمريكي عام 1971، قال لـ السادات إنهم على استعداد لإعادة علاقاتهم مع مصر بشرط إبعاد رجال عبد الناصر عن الحكم، وثانيها طرد الخبراء السوفيت، وثالثها عودة الأحزاب، وعلى رأسها حزب الوفد وإلغاء الاشتراكية وتطبيق النظام الاقتصادي الحر، وافق السادات على شروطهم وطلب بعض الوقت للتنفيذ، وهذا الحديث بين سيسكو والسادات تم تسجيله بواسطة سامي شرف الذي كان يضع تسجيلا في حجرة عبد الناصر، ومن بعدها حجرة السادات لتسجيل المقابلات الرسمية على الورق ليسهل حفظها، إلا أننا قبل أن نفاجأ بإقالتنا من مناصبنا قدمنا استقالاتنا، وهذا كان أكرم لنا، وأذاع محمد فايق استقالاتنا قبل أن تصل إلى يد السادات، وبالفعل قامت المباحث العامة بالقبض علينا وأودعونا في سجن أبي زعبل، ثم انتقلنا إلى سجن القلعة ومنه إلى السجن الحربي.

ومن خلال خطبة شهيرة أعلن السادات عن المؤامرة التي كانت تدبر ضد البلد ومحاولة مراكز القوى لإحراقها عن طريق انهيار الجبهة الداخلية، قائلا: "أنا هسيب لكم كشعب تفاصيلها كاملة، هسيبلكم كشعب تستنتجون منها ما تستنتجون.. لكن هقرر أمامكم إحقاقًا للحق ولمسئوليتى التاريخية جملة أمور: أولها أنني لن أفرط في المسئولية إطلاقًا، ولن أسمح بقيام أي مركز من مراكز القوى، مهما كان مكانه، ومهما كانت قوته أبدًا.. وأنا أعيد هذا الكلام الذي قلته في أنشاص، أمام نصف القوات المسلحة المصرية، وأقولها علنا الآن للجيش والشعب، ويسمعنى أيضا من حددت إقامتهم، الذين تصوروا أنهم قادرون على عمل انهيار للجبهة الداخلية، محققين بذلك أهداف أعدائنا بضرب ظهر قواتنا المسلحة.. ولكن بفضل الله لم يحدث ذلك، وقواتنا ما زالت قوية".
انتخابات من القاعدة الى القمة
وأضاف السادات: “لن أفرط في الأمانة.. لن أسمح بقيام مراكز قوى أبدًا.. سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي، وسأشرف بنفسى ولجنة قضائية في مكتبى، ومستشارون من وزارة العدل، للإشراف على كل صغيرة وكبيرة، لكى نأتى باتحاد هو الذي يمثل شعبا صنع هذا التاريخ”.

اختلفت الآراء حول ثورة التصحيح فالبعض يرفض تسميتها بالثورة والبعض يراها ليست أكثر من عملية لنقل السلطة وإقالة مسئولين، فيما كان للبعض رأي ثالث تمثل في أن أحداث 15 مايو ليست أكثر من تصحيح مسار لثورة 23 يوليو.
وكتب الأديب نجيب محفوظ: كان يجب أن تكون ثورة التصحيح بعد النكسة مباشرة، إنما اتاخرت عدة سنوات.
وكتب الأديب إحسان عبد القدوس: “رغم أن أنور السادات حصل على حكم مصر إلا أنه يتصرف وكأنه متآمر عليها، حكاية إنه يتآمر على الناس، ويتخلص منهم ده عز الطلب، هما أعطوه فرصة إنه يجمعهم جميعا في سلة واحدة، يخلص منهم في منتهى الهدوء ودي لعبته، وطبعا هو راجل محترف، وفي أحداث مايو هما ربطوا نفسهم بحبل وهو شدهم”.

وقال مصطفى أمين: “قالوا لي إن السادات عايز يشيل علي صبري، قلت لهم والله يبقى كدة عايز يهيج عليه عش الدبابير، وممكن يموتوه، فإذا كان عايز يخلص بجد لازم يسحق عش الدبابير مرة واحدة ويخلص”.
أنيس منصور يقدم نفسه للخطر
وكتب أنيس منصور: “أنا قدمت نفسي للخطر بوقوفى مع السادات، لأن كل شيء كان في أيديهم لكن أنا وقفت مع مصر وقوفي إلى جانب السادات ضد مراكز القوى ليس لشخص السادات ولكن لأنه رئيس مصر الشرعي وأنا اخترت مصر ورئيس مصر”.
عبد الوهاب يغنى بالعلم والإيمان
كما نشرت جريدة الجمهورية، أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قدم لحن نشيد بعنوان “العلم والإيمان ”من شعر صالح جودت وغناء المجموعة تقول كلماته: “حنكمل المشوار بالعزم والاصرار.. ونعيش كرام أحرار/ بالعلم والإيمان بالعلم نلقى الحلم حققناه.. واللى سبقنا قمنا حصلناه ويافرحة بلدنا يوم مانشوف ولادنا اللى في الميدان / قاموا ياخدوا تارنا.. ويقولوا انتصرنا بالعلم والإيمان”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
