حراك عالٍ تقوده وزارة التعليم العالي
في الحقيقة، إن ما تشهده منظومة التعليم العالي في مصر في الوقت الحالي من حراك على مستوى كل القطاعات سواءً الجامعات الحكومية أو الأهلية أو الخاصة أو قطاع المعاهد العليا الخاصة، سيكون له مردود كبير على الدولة المصرية في الداخل والخارج. هذا الحراك الشديد والذي كان آخره الإعلان عن بدء تشغيل 12 جامعة أهلية بداية من العام الجامعي القادم 2025/2026 في سابقة وإنجاز نوعي وكمي لم يحدث في أي دولة في الشرق الأوسط.
وأصبحت الوزارة تؤكد على التعزيز الفعلي للتكامل مع الصناعة ومواكبة تحديات العصر، ولتحقيق أغراض التنمية المستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030. وفي هذا الإطار أعلنت وزارة التعليم العالي عن إطلاق جيل جديد من الجامعات المتخصصة لدعم متطلبات الثورة الصناعية الخامسة، من خلال تطوير مهارات القوى البشرية، والتعليم المبني على المشروعات، والاقتصاد الدائري، والاستدامة، والبحوث البينية، ومسرعات الأعمال..
وكل ذلك وفقًا لما يحدده شركاء الصناعة والذكاء الاصطناعي. وسوف تركز الجامعات المتخصصة على القطاعات ذات الأولوية الداعمة للدخل القومي والناتج المحلي المصري والمتمثلة في الزراعة والتعديل والتكنولوجيا والبرمجيات والسياحة والتشييد والبناء، والبنية التحتية، والإعلام والسينما والصناعة والنقل والمواصلات.
والحقيقة البازغة أن هناك قطاعات شهدت ركودًا شديدًا متعمدًا وغير مفهوم أسبابه ودوافعه، مثل قطاع المعاهد العليا الخاصة، التي كانت قبل عهد الدكتور أيمن عاشور -وزير التعليم العالي الحالي أشبه بالإقطاعيات، والذي يصر على أن يلقي بين الحين والآخر حجارة في المياه الراكدة، تسبب إزعاجًا للتماسيح الراقدة.
وهذه القرارات الإصلاحية تستهدف رفع مستوى جودة مخرجاتها، ودمجها في منظومة التعليم العالي دون أي تفرقة. وهذا الشيء لاحظته في البيانات الرسمية للوزارة مؤخرًا حيث تذكر (المعاهد العليا) في السياق قبل الجامعات بأنواعها المختلفة.
وهذه رسالة ذكية مضمونها أن هذه المؤسسات على قدم المساواة مع باقي مؤسسات التعليم العالي. ولأول مرة تم عمل تصنيفات لهذه المعاهد مرتكزة على تقييم الأداء، ومنح امتيازات وتسهيلات لأصحاب الأداء المتميز. أبرزها العضوية في اللجان والمجالس العليا التي يصدر عنها القرارات الاستراتيجية.
في تحليلي الشخصي، فإن الدولة المصرية تستهدف تقديم منتج تعليمي تنافسي في منطقة الشرق الأوسط، يساهم في جذب السياحة التعليمية، ورفع جودة الخريج المصري، والمواءمة مع سوق العمل لتقليل نسب البطالة، والحصول على فرص وظيفية مميزة. ويجب على جميع المخلصين دعم هذا التوجه الوطني، وطبيعي أن تواجه بعض القرارات بقوى مضادة للتغيير شأنها شأن أي تغييرات تحدث في العالم، لكن سرعان ما سيبحر الجميع في سفينة الوطن.
هناك ملف شائك أعلم أن إصلاحه لن يتم إلا بتعديل تشريعي في قانون تنظيم الجامعات الحالي الذي مضى عليه 53 سنة وقد صدر في ظروف اقتصادية وديموجرافية ودولية مختلفة تمامًا عن وقتنا الراهن. هذا القانون يجعل الجامعات تعمل كجزر منعزلة عن بعضها. فلنا أن نتخيل أنه في بعض الجامعات لدينا بعض التخصصات التي أصبح عدد أعضاء هيئة التدريس يقارب أو يزيد عن أعداد الطلاب، وللأسف بعضها تخصصات لا تتناسب مع سوق العمل.
وعندما ترغب جامعة جديدة في فتح نفس التخصص أو الكلية، تقوم بتوظيف أعضاء هيئة تدريس جدد، ولا تستطيع نقل عضو واحد من الكليات والجامعات المكدسة، لأن القانون لا يسمح بنقل العضو إلا بناءً على رغبته وبعد سلسلة موافقات شائكة ومعقدة.
وهذا الأمر يجعل الجامعات تختلف عن أي مؤسسة أخرى في الدولة تتحكم في العنصر البشري وفق مصالحها ومصلحة الدولة. ويمكن بسهولة ربط النقل بالترقية، أو التصعيد لمنصب قيادي. كما أن من شأن تحريك المياه الراكدة في الجامعات القضاء على الصراعات الأبدية بين بعض الأساتذة، التي لا ينتهي بعضها حتى يلاقوا ربهم، لأن القانون الحالي جعل التعيين في الجامعة بمثابة الرباط الذي لا ينفك.
كما أن فخامة الرئيس السيسي تحدث في أكثر من لقاء باستياء شديد مرارة عن التخصصات التي يلفظها سوق العمل، مستنكرًا استمرار إلحاق الطلاب بهذه التخصصات حتى الآن. وللأسف الشديد فإن الجامعات ما زالت مستمرة في تعيين معيدين بطريق التكليف في هذه الأقسام والتخصصات! بما يؤدي إلى استمرار هذا المعيد 40 سنة على رأس هذه الوظيفة التي لا تثمر شيئًا لسوق العمل، ويحصل على مرتبه من جيوب دافعي الضرائب.
ومن هنا أقترح أن تكون الدراسة في تلك التخصصات بتكلفتها الفعلية، فكيف تدعم الدولة تخصصًا لن يفيدها في تحقيق أهدافها في التنمية والتطوير. فكما أنه من حق أي شخص دراسة ما يشاء، فمن حق الدولة أن تدعم ما تشاء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا