رئيس التحرير
عصام كامل

المدرب المصري.. غريب فى بيتي!.. خبراء الكرة المصرية يضعون روشتة عودة الثقة لابن البلد.. أنور سلامة: لابد من السفر إلى أوروبا والتعايش فى أندية كبرى.. طارق يحيى: لا يملك فرصا حقيقية

طارق يحيى
طارق يحيى
18 حجم الخط

فى البداية، أكد أنور سلامة، نجم النادى الأهلى ومنتخب مصر والمدير الفنى المخضرم السابق، أن اتحاد الكرة والأندية ومسئولى المنظومة الرياضية فى مصر هم السبب الرئيسى فى تدهور مستوى وسمعة المدرب المصرى محليًا وعربيًا وأفريقيًا.

وكشف نجم الأهلى السابق أن مدربى كرة القدم فى مصر هم نتاج دورات تدريبية “بمليم” نتيجة سياسات مستمرة منذ ما يقرب من عشر سنوات دون أى تطور. فالتدريب ليس مجرد شهادات فقط، وحتى هذه الشهادات نفتقدها، إذ لا توجد دورات حقيقية للمدربين تضم خبراء تدريب عالميين كما كان يحدث من قبل.

وأكد نجم الأهلى السابق أن الرخص التدريبية مهمة جدًا لكنها ليست كافية لإنتاج مدربين جيدين، فلا بد من تدعيمها بعوامل أخرى، إذ إن التدريب فى مصر غير موجود.

وتابع سلامة: “المدرب المصرى يحتاج إلى تثقيف وتطوير نفسه وإمكانياته، ومعرفة كل جديد فى عالم التدريب من وقت لآخر. فمثلًا، لا أجد مدربين مصريين يسافرون إلى أوروبا لمشاهدة الجديد فى التدريب والتعلم، مثلما كنا نفعل”.

وكشف أنهم كمدربين فى النادى الأهلى كانوا يتلقون رعاية واهتمامًا لتطوير مستواهم، ويدين بالشكر للكابتن عبده صالح الوحش، ويتذكر أنه فى إحدى المرات سافر إلى نادى بايرن ميونخ ومعه هانى مصطفى ومصطفى رياض وأبو العز والشاذلى على حسابهم الخاص لمعايشة وحضور تدريبات البايرن لمدة 45 يومًا، واستفادوا بشكل كبير من تلك التجربة.

وتساءل: “من من المدربين الآن يفعل هذا؟ لا أحد، وهل هناك أندية تدفع وتشجع مدربيها لفعل هذا؟ لا يوجد، وهل يقوم اتحاد الكرة بواجبه ويرسل مدربى المنتخبات إلى أوروبا للمعايشة؟ لا يحدث، فكيف سيتطور التدريب إذن؟”.

وقال إن تراجع اسم وسمعة المدرب المصرى محليًا وعربيًا وأفريقيًا هو نتيجة كل تلك السلبيات، وهذا أمر طبيعى جدًا ولن يتحسن فى ظل استمرار هذه السياسات، إذ إن تأهيل المدربين غير موجود.

وشبه المدير الفنى القدير ما يمر به التدريب المصرى بالأرض الجرداء، صحراء تحتاج إلى الحفر من البداية ووضع النبتة الجيدة للحصول على محصول جيد، وأنه لكى نستعيد سمعة المدرب المصرى ويعود للتواجد أفريقيًا وعربيًا، لا بد من خروج المدربين للمعايشة بالخارج، مع استقدام مدربين وخبراء عالميين لإلقاء محاضرات للمدربين.

عادل طعيمة يعدد أسباب تراجع مستوى المدرب المصري

من جانبه، قال عادل طعيمة، نجم الأهلى السابق، إن التدريب ليس مجرد مهنة تُكتسب بالخبرة فقط، بل هو موهبة فى الأساس. يجب أن يكون المدرب موهوبًا ويصقل تلك الموهبة بالعلم والخبرة العملية، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الموهبة أو اللعب على مستوى عالٍ فقط دون وجود الجانب العلمي، لا يصنع مدربًا ناجحًا.

وقال طعيمة: “التدريب موهبة، ودى رقم واحد واتنين وعشرة، ثم يثقلها بأن يكون لاعبًا كبيرًا ولعب على مستوى الفريق الأول والمنتخب، ثم يكملها بالعلم. ماينفعش يكون عندك موهبة وخبرة بس من غير علم، لأن العلم هو اللى بيخليك تفهم يعنى إيه وحدة تدريبية، إعداد بدني، إعداد نفسي، وأحمال بدنية، ودول الثلاث عناصر اللى بعض الأشخاص بتغفل عنهم”.

وتحدث نجم الأهلى السابق قائلًا: “فى الأهلي، كل سنة كانوا يبعتونى ألمانيا مع فريقى أو لوحدى أحضر فترة إعداد، مرة كمان بعتونى نادى بريمن، بطل أوروبا وقتها، علشان أتابع فترة الإعداد هناك، ده كله كان بيصب فى تطويرى كمدرب، عن طريق العلم والخبرة”.

وأضاف: “كمان اتحاد الكرة بعتنى البرازيل، وبعدها بعتونا فى عدة مرات لحضور دورات تدريبية، وادّونا الرخصة A، لكن السؤال: هل كل الأندية بتعمل كده؟ هل اتحاد الكرة والوزارة بيعملوا كده فى الوقت الحالي؟ للأسف لأ”.

وتابع: “التعاقد مع المدرب لازم يتم عن قناعة حقيقية، لأن أحيانًا تجد رجل أعمال رئيس نادى أو رئيس شركة وهو لا يفقه شيئًا عن كرة القدم، ويتم التعاقد مع المدرب فقط لأنه من ترشيح وكيل لاعبين ولديه صفقة يريد تمريرها، فيأتى المدرب ومعه لاعبوه”.

قال طعيمة: “هنا مجموعة عوامل لازم تتكامل مع بعض من إدارات الأندية واتحاد الكرة، وزارة الشباب والرياضة، كلهم لازم يتكاتفوا علشان يقفوا مع المدرب المصري. أنا شخصيًا، اتحاد الكرة بعتنى أنا والكابتن حسن شحاتة إلى البرازيل سنة 1985 لدورة تدريبية. أنا مكنتش طلبت ولا روّحت لهم حتى، هم اللى تواصلوا معايا وقالوا لى جهز نفسك”.

وواصل: “رجعنا بعد كده على أساس نشتغل فى المنتخبات، لكن لا أنا اشتغلت ولا هو، إلى أن جاء المهندس ممدوح عباس وتولى المسئولية داخل اتحاد الكرة مع الكابتن عصام عبد المنعم، حيث تم تكليف حسن شحاتة بقيادة منتخب الشباب”.

كما أكد طعيمة أن استعادة المدرب المصرى لمكانته فى الدول العربية والإفريقية ليس بالأمر الصعب، لكنها تحتاج إلى عمل جماعى يبدأ من الداخل.

وأكد طعيمة أن تطوير المدرب المصرى يبدأ من الداخل، وقال: “الحل مش هييجى غير لما كل المنظومة تتكاتف: اتحاد الكرة، إدارات الأندية، والإعلام. كل دول لازم يبقوا على قلب رجل واحد علشان ننهض بالمدرب المصرى ويرجع لمكانته الطبيعية”.

وأضاف: “دلوقتى لازم كل مدرب يبدأ يتعلم، وياخد دورات، ويكون عنده رخصة تدريب. مش منطقى الأندية تجيب لاعب لسه مبطل وتعيّنه تانى يوم، من غير ما يكون حاصل على أى مؤهل تدريبي، ومش فاهم أساسيات التعامل مع اللاعبين. ده مش هينفع، لازم كل مدرب يحصل على دورات تدريبية، ورخص معتمدة، ويبقى فاهم شغله علميًا وسلوكيًا، وده دور اتحاد الكرة اللى لازم يفرض شروط واضحة لأى مدرب يشتغل مع الناشئين”.

الكفاءات فى البيت وملوك السبوبة فى السوق

من جانبه، أكد عادل عبد الرحمن، نجم النادى الأهلى ومنتخب مصر السابق، أن فساد المنظومة الرياضية والأندية هو السبب الرئيسى فى تراجع اسم وسمعة المدرب المصري، مشددًا على أن المدربين الأسوأ هم من يدربون الأندية، بينما المدربون ذوو الخبرات المحلية والأفريقية والعربية والثقافة يجلسون فى المنزل.

وأضاف أنه لا توجد مساندة ودعم من اتحاد الكرة للمدربين، وأن المجاملات تطغى على اختيارات مدربى المنتخبات الوطنية، متسائلًا: كيف سنستعيد قيمة المدرب المصرى فى منظومة فاسدة؟

وأشار إلى أن الوكلاء هم من يديرون اللعبة فى مصر، فهم من يعينون مدربين ولاعبين من أجل “السبوبة”، فلا وجود للمدرب الجيد ذى الشخصية القوية، بينما التواجد فقط لمن يسمع الكلام، ولديه علاقات، ويقول “حاضر” فقط، أما من يمتلك شخصية وثقافة، فلا تواجد له.

وأشار إلى أن سمعة المدرب المصرى أصبحت سيئة جدًا، ولا يمتلك الإمكانيات التى تؤهله لقيادة فريق كبير، والدليل: هل استعان الدورى السعودى بأى مدرب مصرى كما كان يحدث فى الماضي؟

ويرى نجم منتخب مصر السابق أن عدم وجود الرخصة “برو” فى مصر يحرم المدربين من العمل خارج مصر، ويجب على اتحاد اللعبة المساهمة فى تطوير المدربين لتصديرهم للخارج، مما يعود بالنفع على سمعة مصر بشكل إيجابي.

كما يرى أن إعداد كوادر جيدة من قبل اتحاد الكرة وإعادة صياغة مدربى المنتخبات الوطنية بشكل علمى هى بداية الطريق لاستعادة قيمة واسم المدرب المصري.

طارق مصطفى يحمل اتحاد الكرة المسئولية

وفتح طارق مصطفى، نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق والمدير الفنى الحالى لفريق البنك الأهلي، النار على منظومة الكرة المصرية، خاصة اتحاد الكرة، مؤكدًا أنهم السبب الرئيسى فى تدهور مستوى وسمعة المدرب المصري، سواء محليًا أو عربيًا أو أفريقيًا، فى ظل المجاملات فى اختيار مدربى المنتخبات الوطنية.

ويرى المدير الفنى الشاب أن هناك أسبابًا كثيرة وراء تدهور مستوى المدرب المصري، أهمها أنه لا يجتهد ولا يطور نفسه، وأكبر دليل على ذلك أن المدربين المصريين فى الماضى كانوا متواجدين ومنتشرين عربيًا وأفريقيًا، أما الآن، فلا يوجد أى تواجد مصري، خاصة بالدورى السعودى الذى كان يكتظ بالمدربين المصريين لأنهم كانوا الأفضل والأكفأ.

وأضاف أن من أسباب تراجع التدريب المصرى هى عدم إعطاء الفرصة للمدربين الجيدين، والاكتفاء فقط بـ5 أو 6 مدربين يتنقلون بين الأندية بالدورى المصري، بينما الكوادر الجيدة غير موجودة ولا تأخذ فرصتها من قبل مسئولى اتحاد الكرة والأندية.

وأشار إلى أنه حرص على الحصول على الدورات التدريبية منذ كان لاعبًا فى موسم 2014 ليكون مهيئًا لذلك بعد اعتزاله، وقد نصح العديد من زملائه بذلك، مؤكدًا أنه لولا حصوله على الرخصة A مبكرًا، لما استطاع التدريب فى المغرب مع كابتن حسن شحاتة، ثم كمدير فنى لفريق الدفاع الحسنى الجديدي، ثم مدير فنى لأولمبيك آسفي، الذى نجح من خلاله فى حفر اسمه بالدورى المغربي.

وأضاف أنه يجب على جميع المدربين الاهتمام بالحصول على جميع الرخص التدريبية، خاصة الرخصة “برو”، وهى أعلى مستوى يمكن للمدرب الحصول عليه فى كرة القدم، وهى مطلوبة لتدريب الفرق فى البطولات الكبرى، مثل دورى أبطال أوروبا أو الدوريات الأوروبية الكبرى.

كما أوضح أن عددًا قليلًا جدًا من المدربين المصريين فى طريقهم للانتهاء من الحصول على الرخصة “برو”، متسائلًا: “أين باقى المدربين المصريين؟ خاصة أنها شرط أساسى فى التدريب”.

ويرى نجم الزمالك السابق أنه يجب خروج المدربين فى معايشة بالدوريات الأوروبية والتطوير من وقت لآخر، لأن عالم التدريب يتطور باستمرار، كما يجب على اتحاد الكرة وضع بنود بين المدرب والأندية يتم الالتزام بها وعدم التحايل عليها لصالح بعض المدربين.

 

طارق يحيى يرجع انتكاسة المدرب الوطنى إلى الفهلوة

 

كما قال طارق يحيى، نجم مصر والزمالك السابق: “فى الحقيقة نحن نمتلك مدربين مصريين مميزين جدًا، وتألقوا بشكل كبير خلال الفترات الماضية، ومستوى المدرب المصرى فى تصاعد مستمر فى ظل المناهج العلمية المتاحة حاليًا للجميع، وفى ظل التطور التكنولوجي، والدورات التدريبية المعتمدة التى تقام فى الاتحاد المصرى لكرة القدم (A، B، C)، والتى لم تكن موجودة مسبقًا، وهذه الأسباب ساهمت فى تطور المدرب المصرى بشكل ملحوظ”.

المدرب المصرى حاليًا يستخدم العلم أكثر من “الفهلوة”، فالأمر أصبح مختلفًا عن الماضي، والمدرب المصرى يمتلك الفرصة للتطور بشكل كبير، بالإضافة إلى الخبرات الكبيرة التى يحصل عليها من تجاربه التدريبية مع الأندية، وأرى أن هناك مدربين مصريين ناجحين ومميزين على عكس ما يتم الترويج له.

فمثلًا، فى الفترة الحالية، أرى أن هناك مدربين مميزين جدًا مثل طارق مصطفى، مدرب البنك الأهلي، الذى يقدم أداء مميزًا مع فريقه منذ العام الماضي، وأحمد خطاب، مدرب فاركو، رغم صغر سنه إلا أنه مميز جدًا، وحمزة الجمل الذى نقل مستوى إنبى لمرحلة مختلفة فى فترة قصيرة.

أنا أرى أيضًا أن المدرب المصرى أذكى من أى مدرب أجنبى يتواجد فى مصر، مع كامل الاحترام لهم ولتاريخهم.

ولكن أنا دائمًا أقول إن المدرب المصرى لو أتيحت له الفرصة كاملة، وتوفرت له نفس العوامل والإمكانيات التى تتوفر للمدرب الأجنبي، سنرى أن المدرب المصرى سيحقق نجاحات أكثر فى وجهة نظري.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية