رئيس التحرير
عصام كامل

شخصية "المصري أفندي" في الصحافة، تعبر عن المزاج العام للشعب وهذا سر الخلاف على ملكيتها

شخصية المصري أفندي
شخصية المصري أفندي
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم 7 مارس عام 1932 ولدت الشخصية الكاريكاتيرية "المصري أفندى" الرجل القصير الذى يرتدى بدلة الأفندي والطربوش على رأسه وفي يده المسبحة، كعادة الموظفين في مصر منذ الثلاثينات وحتى الخمسينات على يد الكاتب محمد التابعى كفكرة رسمها رسام الكاريكاتير الكسندر صاروخان، فعبرت الشخصية عن المزاج العام والشكل العام للشعب المصرى.

وكانت بداية نشرها في مجلة روز اليوسف، إلا أنه حين خرج التابعى من روز اليوسف لإصدار مجلة آخر ساعة عام 1934 أخذ معه عددا كبيرا من محررى روزا اليوسف، وطلب من صاروخان الخروج معه، لكن بدأ الخلاف حين رغب التابعى فى أن ينقل شخصية “المصرى أفندى” إلى آخر ساعة، وأصرت روز اليوسف على ملكيتها  للشخصية.

السيدة روز اليوسف 
السيدة روز اليوسف 

تحكي السيدة روز اليوسف في مقال لها عام 1951 عن بداية ظهور شخصية “المصري أفندي ” فقالت: في البداية كانت تصدر مجلة الكشكول تتضمن رسما كاريكاتيريا رسمه الرسام الإسباني سانتس، وفي هذا تفوقت الكشكول على مجلة روز اليوسف خاصة وأنها اختارت شخصية جحا فى رسوماتها، فكرنا فى رسام يمكن أن يملأ هذا الفراغ فى روز اليوسف وتذكرت الرجل الأرمني الكسندر صاروخان الذى طالما قدم رسوماته لنا فى روز اليوسف ورفضناها لأنها كانت تضم نكتا قديمة لا تعجبنا، أرسلت فى استدعائه ولم يكن يعرف العربية فأحضرنا له رسومات سانتس وتصوره للشخصية المصرية، وبذل الأستاذ محمد التابعى مجهودا كبيرا حتى يفهم ما نقصده، ونجح صاروخان في تقديم رسم يمثل المجلة.

صاروخان فى شخصية المصرى افندى 
صاروخان فى شخصية المصرى أفندى 


وأضافت روز اليوسف: أردنا أن تكون لنا شخصية خاصة بنا فاخترنا من الرسومات الأجنبية شخصية رجل يشبه المصرى أفندى يلبس قبعة وفي يده مظلة، لكن ألبسنا الشخصية الطربوش بدلا من القبعة واستبدلنا المظلة بالمسبحة، وبدأ صاروخان يرسم ونشرنا الرسم لأول مرة على صفحات روز اليوسف فى 7 مارس  1932.

اكتشاف التابعي لصاروخان 

كان لقاء صاروخان بالتابعى وظهور رسومات المصرى أفندى نقطة تحول فى حياة صاروخان، وكان التابعى فى ذلك الوقت رئيسا لتحرير روز اليوسف، وتم اللقاء بالصدفة فى ورشة الحفار الأرمنى بربريان التى يصنع فيها الكليشهات، فطلب صاروخان من التابعى فرصة للعمل فى روز اليوسف، وكان رد التابعى أنهم لا يعينون رسامين بل يشترون منهم الرسومات، واستمر يتردد على المجلة يعرض رسوماته، وطلب منه التابعى رسم كاريكاتير سياسي، ووافقت روز اليوسف.

المصرى افندى ينتقد الوزراء فى آخر ساعة 
المصرى أفندى ينتقد الوزراء فى آخر ساعة 


حين خرج التابعى من روز اليوسف لإصدار مجلة آخر ساعة عام 1934 أخذ معه عددا كبيرا من محررى روزا اليوسف وطلب من صاروخان الخروج معه ومعه المصرى افندى، ووقع صاروخان فى حيرة هل يبقى أم يخرج من روزا، واستقر على الذهاب مع التابعي إلى آخر ساعة بحجة أنه خرج صحفيين كثيرين وخايف روزا يقفل وتتوقف عن الصدور.

خلاف على ملكية المصرى افندى 

لكن بدأ الخلاف حين رغب التابعى فى أن ينقل شخصية “المصرى أفندى” إلى آخر ساعة، وأصرت روز اليوسف على ملكيتها للشخصية حتى إنه فى تحقيق مع صاروخان أجرته النيابة عندما استدعته بسبب نكتة سياسية رسم فيها المصرى أفندى.

وحضرت روزا اليوسف معه التحقيق وسألته النيابة من صاحب فكرة الرسم موضع التحقيق؟ قال أنا صاروخان، سألوه ومن صاحب المصرى أفندى؟ قال: أنا أرسم ما يطلبوه منى فقط.


وفى مقال كتبه الصحفى مصطفى أمين فى آخر ساعة عام 1938 قال إن صاروخان كان يرسم الكاريكاتير ويضع الأستاذ التابعى النكت والتعليق وأن صاروخان كان يتقاضى 50 قرشا ثمنا للرسمة الواحدة، وأصبحت رسومه حديث مصر كلها، حتى إنها اكتسحت رسومات سانتس فى الكشكول وأزاحته عن عرشه.

طوغان ورخا بدائل لصاروخان 

كما نشرت مجلة آخر ساعة العدد 98 أن من بين الشخصيات التي لمعت على صفحات مجلة آخر ساعة شخصية المصرى أفندى الذي كان يوجه سهامه الانتقادية سياسيا واجتماعيا بلسان محمد التابعى، أو ما يكتبه مصطفى أمين من تعليقات ساخرة في حال سفر التابعى، وبعد صاروخان رسم الرسامين طوغان ورخا رسومات المصرى افندى.

المصرى افندى يعلن عن  اصدار مجلة آخر ساعة 
المصرى أفندى يعلن عن إصدار مجلة آخر ساعة 

كان إذا ما غضبت السلطة من التعليقات المصاحبة لرسم “المصرى أفندى”، وتم استدعاء طوغان للتحقيق معه، وكان محمد التابعى يلقن طوغان أن يقول أمام السلطات إنه أرمنى غريب عن البلد ولا يعرف العربية وإنه يرسم الأفكار التي يمليها عليه التابعى.. وبهذا تحول التابعى إلى حماية للرسام أحمد طوغان باعتباره رئيس تحرير المجلة.

فيلم حسين صدقى وبرنامج خير 

وفى مارس عام 1949 عرض الفيلم العربى "المصرى أفندى" الذى قيل إن الفنان حسين صدقى منتج الفيلم وبطله ومؤلف القصة والسيناريو اقتبس اسم الفيلم وقصته من رسوم “المصرى أفندى” التى قدمت فى مجلة روز اليوسف ثم آخر ساعة، أيضا قام منذ ثلاث سنوات الصحفى محمد على خير بتقديم برنامج بنفس الاسم فى التليفزيون.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية