رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

المنتج الفنان العاشق للسينما أين هو؟

18 حجم الخط

 المنتج في رأيي هو الأصل في العملية الفنية، فهو ليس مجرد مصدر للتمويل فقط، بل يجب أن يكون صاحب رؤية وفكر ونظرة مستقبلية لا يكون هاجسه الأساسي الربح المادي فقط! بل هو فنان عاشق للفن وللسينما ملم بكل عناصر العمل الفني ومراحله، ويا حبذا لو تدرج فيه وعمل ونجح وأبدع وتبنى موضوعات مهمة تمس الناس وتعبر عنهم.. 

 

وقد زخرت السينما المصرية عبر تاريخها الطويل خاصةً في عصورها الذهبية في الخمسينيات والستينيات بمجموعة من المنتجين العظام المخلصين لها، الذين أعطوها كل جهدهم وفكرهم وأموالهم، فأعتطهم النجاح والشهرة وحب الناس والتاريخ، فمن منا لا يتذكر أفلام خالدة مثل زقاق المدق، وإسلاماه، الوسادة الخالية، رد قلبي، الناصر صلاح الدين ومنتجين استثنائيين مثل رمسيس نجيب، آسيا داغر، حلمي رفلة، حسن رمزي. 


ولكن بعد رحيل هؤلاء الأساطير، ابتليت السينما بأجيال من منتجين لا علاقة لمعظمهم بهذه المهنة الرفيعة من قريب أو من بعيد، دخلاء عليها دوافعهم الأساسية الكسب المادي السريع أولا وأشياء أخرى بعيدة عن الفن.. 

ومن ثم جاءت غالبية أفلامهم دون المستوى من نوعية أفلام المقاولات والعري والابتذال وكل النوعيات التي جعلت السينما المصرية تعيش أسوأ عصورها منذ فترة التسعينيات حتى الآن! رغم محاولات البعض القليلة لاستعادة أمجادها السابقة ولكن هيهات هيهات!

 

العميدة والفرعون 

أسيا داغر، لقبت بعميدة المنتجين ورائدة الفيلم التاريخي، حيث كانت من أوائل من أسسوا شركات إنتاج سينمائي، لوتس فيلم عام 1927، التي أنتجت عددا من الأفلام المهمة والجريئة منها آمير الانتقام، حياة أو موت، رد قلبي، الناصر صلاح الدين، والذي أعلنت إفلاسها بسببه! حيث بلغت تكلفته نحو 200 ألف جنيه عام 1963 وهو رقم خرافي وقياسي في ذلك الوقت ولم يحقق سوى نصفهم فقط إيرادات!


كما كان لهذه المنتجة العظيمة دور كبير في اكتشاف وتقديم عدد من أبرز الفنانين مثل صباح، صلاح نظمي، فاتن حمامة كبطلة لأول مرة، والمخرجين مثل بركات، حسن الإمام، عز الدين ذو الفقار، كمال الشيخ، والمعروف أن آسيا من أصل لبناني ورغم جدراتها وتاريخها كمنتجة وإقدامها على تقديم روايات كبار الأدباء ك يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس لم تكن تجيد القراءة والكتابة!

 

يعتبره الكثيرون أعظم منتج في تاريخ السينما المصرية، وأكثرهم غزارة في الإنتاج ب 70 فيلما ويلقب بعدة ألقاب منها فرعون الإنتاج، صانع النجوم، إنه المنتج النجم الفنان رمسيس نجيب، صاحب أكبر عدد من الأفلام ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية منها الوسادة الخالية، زقاق المدق، الزوجة الثانية، الخيط الرفيع، الحب الضائع.. 

 

كما كان أكثر من اكتشف وقدم وصنع نجومًا مثل نادية لطفي، محمود ياسين، محمود عبد العزيز، نجلاء فتحي، لبنى عبد العزيز التي قدمها في فيلم الوسادة الخالية مع العندليب عبد الحليم حافظ ثم تزوجها وأنتج لها عددا من الأفلام مثل غرام الأسياد، وإسلاماه، آه من حواء، وكان رمسيس نجيب متعدد المواهب، فكان منتجًا، وكاتبا لقصص وسيناريوهات عدد من الأفلام مثل جعلوني مجرما، الرصاصة لا تزال في جيبي، حتى أخر العمر، ومخرجًا لأفلام هدى، بهية، غرام الأسياد.

رفلة ونصر

من المنتجين الكبار الفنانين أيضًا حلمي رفلة الذي كان بالأساس ماكيير لأفلام أم كلثوم! درس الماكياج في فرنسا بجانب التصوير والإخراج، فأخرج أفلاما جيدة منها فتى أحلامي ومعبودة الجماهير لعبد الحليم، ألمظ وعبده الحامولي، كما كتب أفلام منها حب وجنون، عاشق الروح، هذه بالطبع بالإضافة لإنتاجه مجموعة من الأفلام الرائعة احنا التلامذة، امراة في الطريق، نهر الحب.

 

أما حسن رمزي صاحب شركة أفلام النصر التي هي من علامات الإنتاج في السينما المصرية بأفلام كبيرة منها سيدة القصر، المرأة المجهولة، غروب وشروق، كما أخرج أفلاما ك خاتم سليمان، انتصار الحب، امرأتان، وألف أعمالًا منها الليالي الدافئة، المرأة الأخرى، الرداء الأبيض، وهو والد المنتج والموزع الراحل الكبير محمد حسن رمزي والفنانة الجميلة هدى رمزي وجد الفنان شريف رمزي والمنتجة شهد رمزي.

راقصة وصاحب كباريه ونصاب

للأسف هؤلاء المنتجون العظام الذين ذكرناهم من الصعب أن يتكرروا، ولو بحثنا في المهن الأصلية لأغلب الذين اقتحموا مجال الإنتاج السينمائي منذ حقبة التسعينيات إلى الآن، سنكتشف حقائق مذهلة وصادمة! فسنجد من بينهم الراقصة غير المشهورة التي تزوجت مخرجًا لكي تمثل! وزميلتها الراقصة المشهورة التي أنتجت لنفسها عدة أفلام لم تحقق شيئا!


وصاحب الكباريه الذي أنتج بضعة أفلام أحدها بطولة النجم الراحل محمود عبد العزيز، وتاجر الأدوات الكهربائية الذي أظلم السينما بعدد من أفلام المقاولات! وتاجر الأدوات الصحية الذي أنتج فيلم للنقيب الحالي لإحدى النقابات الفنية!


وكذلك من المنتجين الذين لا علاقة لهم بالسينما وفشلوا فشلًا ذريعًا، لاعب الكرة الشهير المعتزل، والتاجر صاحب أكبر رصيد من أفلام المقاولات!، ومن أحدث الدخلاء على الإنتاج السينمائي والذين أساءوا للسينما شخص نصب على عدد من حاجزي شاليهات بمدينة ساحلية وإستولى على مائة مليون جنيه منهم اقتحم بهم مجال الإنتاج وفشل وتم القبض عليه في النهاية!.

 

قلة محترمة

ورغم كل هذه النماذج السلبية لمنتجين أصبحوا هم وأمثالهم الأكثرية للأسف في السينما حاليًا، 
إلا أن هذا لا ينفي وجود مجموعة من المنتجين المحترمين العاشقين للسينما والواعيين لأهميتها ودورها في المجتمع، والذين قدموا أفلاما جيدة ومهمة منهم هشام عبدالخالق صاحب شركة الماسة ومنتح أفلام تيتو، ولاد العم، الجزيرة 2، الجريمة، وسيصدر له قريبا فيلم فرقة الموت للنجم أحمد عز وهو من أضخم الإنتاجات. 


الأخوان وائل ولؤي عبدالله شركة أوسكار بأفلام مثل ملاكي إسكندرية، الرهينة، المصلحة، يوم 13 أول فيلم عربي 3D، زيد الكردي وشركة نيو سينشري العريقة التي أسست عام 1959 تحت اسم دولار فيلم. 

 


أخيرًا بعد هذا الاستعراض كم أتمنى أن تزداد النوعية المحترمة الجادة من المنتجين، وأن يعود سريعًا المنتجون الكبار الذين أثروا الساحة السينمائية بأفلامهم الجميلة، قبل أن يبتعدوا لأسباب مختلفة عديدة ويتركوا الملعب للمدعيين واللاهثين وراء الشهرة والكسب السريع من يطلقون على أنفسهم لقب منتجين سينمائيين والسينما براء منهم ومن أمثالهم!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية