رئيس التحرير
عصام كامل

سيف الله المسلول، أسرار أعظم عبقرية عسكرية في التاريخ "حروب المرتدين"

سيف الله المسلول،
سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، فيتو
18 حجم الخط

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعير الناس الجنود العائدين، آنذاك، بأنهم "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".

 

خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.

وقال عنه الجنرال الألماني "فون درجولتيس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".

في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.

 

معارك خالد بعد رسول الله

خاض خالد تجربة جديدة عليه، حيث انتدبه رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، لبعثة مختلفة تماما.

كانت تلك بعثته إلى قبائل بني مراد وزبيد ومذحج باليمن، يدعوهم إلى الإسلام، ويعلمهم شريعته وأحكامه.

وقيل إنه مكث بينهم شهورا يدعوهم فلا يجيبونه، فبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعده علي بن أبى طالب، كرم الله وجهه، وأمره أن يطلب من خالد ومن معه العودة.

المعروف أن خالدًا لم يسمع من القرآن ولا من فقه الدين كما سمع الصحابة ممن عاشروا النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لسنوات، وإنما هى سنوات قلائل لم يفرغ فيها إلا بضعة أشهر من الغزوات والبعوث، حتى أنه أم الناس بالحيرة، فى خلافة الصدِّيق، فقرأ من سور شتّى، ثم سلم والتفت إلى الناس معتذرًا، يقول: "شغلنى الجهاد عن كثير من قراءة القرآن".

"فارس العرب"

ويرجح بعض شارحي السيرة النبوية أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أرسل خالدا لا ليعلم الناس، وإنما ليتعرف على البطل عمرو بن معد يكرب، وليتعرف عليه عمرو، الذي يعد من أشجع الفرسان، حتى لقب بـ "فارس العرب".

وبالفعل، أسلم عمرو، وصار من أخطر المجاهدين، وعرف عنه أنه من أشد الناس قتالا فى معركتي اليرموك والقادسية، واشتهر أيضا بسيفه "الصمصامة"، وكان عمر بن الخطاب يقول عنه: "الحمد لله الذي خلقنا وخلق عَمْرًا"، تعجبًا من عظم خلقه.

وقال عمر بن الخطاب: من أجود العرب؟ قالوا: حاتم الطائي، قال: فمن فارسها؟ قالوا: عمرو بن معد يكرب. قال: فمن شاعرها؟ قالوا: امرؤ القيس بن حجر. قال: فأي سيوفها أقطع؟ قالوا: الصمصامة. قال: كفى بهذا فخرًا لليمن.

حروب الرّدة

كان طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة الأسدي، قد قدم مع وفد قومه أسد على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في عام الوفود سنة 9 للهجرة فسلموا عليه، وقالوا له ممتنين: جئناك نشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، ولم تبعث إلينا ونحن لمن وراءنا، فأنزل الله، عز وجل، قوله: "يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الحجرات: 17)، ولما عادوا ارتد طليحة وتنبأ، وعسكر في سميراء "منطقة في بلادهم"، واتبعه عامة الناس وانتشر أمره.

ويروى عنه أنه كان يرتجل الشعر ويخطب بتلقائية في ميدان القتال.

وأول ما صدر عنه وكان سببًا لضلال الناس أنه كان مع بعض قومه في سفر فاحتاجوا للماء وغلب العطش على الناس، فقال: اركبوا أعلالا (اسم فرسه) واضربوا أميالًا تجدوا بلالًا. ففعلوا فوجدوا الماء، فكان ذلك سبب وقوع الأعراب في الفتنة.

ومن خزعبلاته أنه رفع السجود من الصلاة، وكان يزعم أن الوحي يأتيه من السماء، ومن كلماته التي ادعى أنه يوحى له بها قوله: "والحمام واليمام والصرد الصوام قد صمن قلبكم بأعوام ليبلغن ملكنا العراق والشام"، وغرته نفسه واشتد أمره وقوت شوكته، فبعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ضرار بن الأزور الأسدي لمقاتلته لما سمع من أمره، ولكن ضرار لم يتمكن من ذلك؛ وذلك لتعاظم قوته مع الزمن، ولا سيما بعد أن آمن به الحليفان: أسد وغطفان.

وانتقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولم يحسم أمر طليحة تولى الخلافة أبو بكر.

وقرر أبو بكر على الفور بدء حرب المرتدين.

عقد أبو بكر الألوية للجيوش والأمراء للقضاء على المرتدين، ووجه إلى طليحة جيشًا قوامه 4 آلاف مقاتل، بقيادة خالد بن الوليد. 

خالد سيف من سيوف الله

وقال: سمعت رسول الله يقول: "نِعْم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله، سله الله على الكفار والمنافقين".

ولما توجه خالد من "ذي القصة" وفارقه أبو بكر، واعده أنه سيلقاه من ناحية خيبر بمن معه من الأمراء، وأعلنوا ذلك ليرعبوا الأعراب.

وأمره أن يذهب أولًا إلى طليحة الأسدي، ثم يذهب بعده إلى بني تميم.

وكان طليحة بن خويلد في قومه بني أسد وفي غطفان، وانضم إليهم بنو عبس وذبيان، وبعث إلى بني جَديلة والغوث من طيء يستدعيهم إليه، فبعثوا أقوامًا منهم بين أيديهم ليلحقوهم على أثرهم سريعًا. 

وكان الصِّدِّيق قد بعث عدي بن حاتم قبل خالد بن الوليد وقال له: أدرك قومك لا يلحقوا بطليحة فيكون دمارهم، فذهب عدي إلى قومه بني طيء فأمرهم أن يبايعوا الصديق، وأن يراجعوا أمر الله فقالوا: لا نبايع أبا الفَصِيل أبدا (يعنون أبا بكر الصديق)، فقال: والله ليأتينكم جيشه فلا يزالون يقاتلونكم حتى تعلموا أنه أبو الفحل الأكبر.

 ولم يزل عدي بن حاتم يحاول إقناعهم وتخويفهم حتى لانوا.

وجاء خالد في الجنود وكان على مقدمة الأنصار الذين معه: ثابت بن قيس بن شماس، وبعث بين يديه ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن طليعة، فتلقاهما حيال -ابن أخي طليحة- فقتلاه.

فبلغ خبره طليحة فخرج هو وأخوه سلمة، فلما وجدوا ثابتًا وعكاشة تبارزوا، وحمل طليحة على عكاشة فقتله وقتل سلمة ثابت بن أقرم.

وجاء خالد بمن معه فوجدوهما صريعين، فشق ذلك على المسلمين. ثم أمر بهما فدفنا بدمائهما في ثوبيهما.

رجوع بني طيء للإسلام

ومال خالد إلى بني طيء فخرج إليه عدي بن حاتم فقال: أنظرني ثلاثة، فإنهم يخشون إن تابعوك أن يقتل طليحة من سار إليه منهم، وهذا أحب إليك من أن يعجلهم إلى النار، فلما كان بعد ثلاث جاءه عدي في خمسمائة مقاتل ممن راجع الحق، فانضموا إلى جيش خالد، وقصد خالد بني جديلة فقال له: يا خالد أجِّلني أيامًا حتى آتيهم فلعل الله أن ينقذهم أيضا، فأتاهم عدي فلم يزل بهم حتى تابعوه فجاء بإسلامهم ولحق بالمسلمين منهم ألف راكب، فكان عدي خير مولود وأعظمه بركة على قومه، رضي الله عنه.

معركة “بزاخة”

ثم سار خالد حتى نزل بأجا وسلمى (جبلان شهيران)، وعبأ جيشه هناك، والتقى مع طليحة الأسدي بمكان يقال له: "بزاخة" (بُزَاخة جبل مشهور وعنده بئر مشهورة تحمل نفس الاسم، يقع في شمال نجد في السعودية، وتحديدًا في منطقة حائل).. ووقفت أحياء كثيرة من الأعراب ينظرون على من تكون الدائرة.

وجاء طليحة فيمن معه من قومه ومن التف معهم وانضم إليهم، وحضر معه عيينة بن حصن في سبعمائة من قومه بني فزارة، واصطف الناس، وجلس طليحة ملتفا في كساء له يتنبأ لهم، ينظر ما يوحى إليه فيما يزعم.

وأخذ عيينة يقاتل، حتى إذا ضجر من القتال يجيء إلى طليحة وهو ملتف في كسائه فيقول: أجاءك جبريل؟ فيقول: لا. 

فيرجع فيقاتل، ثم يرجع فيقول له مثل ذلك ويرد عليه مثل ذلك، فلما كان في الثالثة قال له: هل جاءك جبريل؟ قال: نعم. قال: فما قال لك؟ قال: قال لي: إن لك رحا كرحاه، وحديثا لا تنساه. 

فقال له عيينة: أظن أن قد علم الله سيكون لك حديث لا تنساه.

ثم قال: يا بني فزارة، انصرفوا. وانهزم، وانهزم الناس عن طليحة، فلما جاءه المسلمون ركب على فرس كان قد أعدها له، وأركب امرأته النوار على بعير له، ثم انهزم بها إلى الشام وتفرق جمعه، وقد قتل الله طائفة ممن كان معه، فلما أوقع الله بطليحة وفزارة ما أوقع، قالت بنو عامر وسليم وهوازن: ندخل فيما خرجنا منه، ونؤمن بالله ورسوله، ونسلم لحكمه في أموالنا وأنفسنا.

ارتداد بني فزارة

وكان طليحة الأسدي قد ارتد في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، فلما انتقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، انضم عيينة بن حصن بن بدر إلى طليحة، وارتد عن الإسلام، وقال لقومه: والله لنبي من بني أسد أحب إليّ من نبي من بني هاشم، وقد مات محمد، وهذا طليحة فاتبعوه.

 

فوافقه قومه بنو فزارة على ذلك، فلما هزمهما خالد هرب طليحة بزوجته إلى الشام.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية