فضائل الصحابة ومناقب آل البيت، "الفاروق عمر.. جعل الله الحق على لسانه وقلبه"
قال الله تعالى: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". [الفتح: 29].
وقال أيضا: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". [الحشر: 9].
وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ". [التوبة: 100].
فأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، أوَّل وأفضلُ مَن دَخَل فيه من هذه الأمة، ولهم منه أوفرُ حظٍّ، وأكملُ نصيب.
وقال الله سبحانه وتعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت".. وقال أبو بكر، رضي الله عنه: "ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".
في هذه الحلقات نستعرض فضائل ومناقب الصحابة وآل البيت، رضي الله عنهم.
(الفاروق عمر.. جعل الله الحق على لسانه وقلبه)
هو ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، دعا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ربه، عز وجل، أن يعز الإسلام بأحب العمرين إليه، فكانت الاستجابة السريعة من الله، سبحانه وتعالى.
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أجمع المؤرخون والمحدثون على أنه أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وكان ضمن الصحابة الذين شهدوا مع الرسول، صلى الله عليه وسلم، مراحل الدعوة الأولى.
اتسم سيدنا عمر بـ"كاريزما" متفردة، وشخصية قوية، وحكمة، وعدل، وقدرة فائقة على اتخاذ القرارات الصائبة في أصعب الأوقات.
لقبه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بـ"الفاروق" لأنه فرق بين الحق والباطل، وكان له دورٌ محوري خطير في بناء الدولة الإسلامية.
شهادة الرسول، صلى الله عليه وسلم، له
شهد له رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بأنَّ الله تعالى جعل الحق على لسانه وقلبه، وأنَّ رضاه عزٌّ، وغضبَه عدلٌ، وسمَّاه عبقريًا أي: سيدًا، ومحدثًا، فقد روي عن عائشة، رضي الله عنها، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يقول: “قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإنَّ عمر بن الخطاب منهم”. (محدثون تعني: ملهمون).
وماا يؤكد تمتع سيدنا عمر بتلك المزية، عدد كبير من الروايات والقصص، مثل القصَّة الشهيرة: الجبل يا سارية، وغيرها، وأصح ما يدلُّ علـى ذلك: شهادة النبي، صلى الله عليه وسلم، له بذلك في قوله: "إنَّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه".
تأييد الله له
أيضا، روي عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "وافقتُ ربي في ثلاث: فقلتُ: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مُصلَّى، فنزلت: "وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى". (البقرة: 125). وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله! لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنَّه يكلمهن البَر والفاجر، فنزلت آية الحجاب.
وكان موقفه من نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحادثة الشهيرة، عندما التقين معا، واتفقن في الغيرة عليه، صلى الله عليه وآله وسلم، فقلتُ لهن (يقول عمر): "عَسَى رَبُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ". (التحريم: ٥)، فنزلت هذه الآية".
وقوله: "وافقتُ ربي في ثلاث"، يعني: أنَّه وقع له في قلبه حديثٌ عن تلك الأمور، فأنزل الله تعالى القرآن مؤيدا له.
كما أيده الله، سبحانه، أيضًا في رأيه بقتل أسرى بدر، وأشار على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، به، وعلى النقيض أشار عليه أبو بكر بالإبقاء والفداء، فمال الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى ما قال أبو بكر، رضي الله عنه، فأنزل الله تعالى القرآن على نحو ما وقع لعمر في الأمور الثلاثة.
قوله الحق
قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرًّا، تَرَكه الحقُّ ما له من صديق".
وقال صلى الله عليه وسلم، أيضا: "يقول الحق وإن كان مرًّا"، أي: كريهًا عظيم المشقة على قائله ككراهة مذاق الشيء المر.
دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، نصرة الإسلام بعمر
لما دعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الله تعالى، أن يعِزَّ الإسلام سأله بعمر، فقال: "اللهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب"، فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب.
اختصاصه ببعض آيات القرآن
وأكد فقهاء المسلمين أن الله اختص عمر في بعض الآيات، فقد قال سعيد بن جبير لـمَّا سئل عن قوله تعالى: "وَصَالِـحُ الْـمُؤْمِنِينَ". (التحريم: ٤)، قَالَ: نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
إخبار الرسول، صلى الله عليه وسلم، عنه
وبشر بخلافته سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، في رؤيا، حكاها أبو هريرة، رضي الله عنه، قائلا: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، يقولُ: "بينا أنا نائم رأيتُني على قَلِيبٍ (بئر، يُذَكَّر ويُؤنَّث) عليها دلو، فنزعتُ منها ما شاء الله، ثم أخذها ابنُ أبي قحافة فنزعَ بها ذنوبا أو ذنوبيْن، وفي نزعه ضعفٌ، والله يغفر له ضعفَه، ثم استحالت غربًا، فأخذها ابنُ الخطاب فلمَ أرَ عبقريًا من الناس ينزع نزعَ عمر، حتى ضربَ الناس بعطن".
قوله، صلى الله عليه وسلم: "رأيتني"، أي رأيتُ نفسي واقفا على بئر غير محاطة بالحجارة، على تلك البئر "دلو" معلقة على خشبة معروضة على فوهة البئر، فنزحتُ واستقيتُ وأخرجتُ منها للناس ما شاء الله، ثم أخذ الدلو مني أبو بكر فاستقى الماء بتلك الدلو دلوًا مملوءة أو دلوين مملوءتين، و"أو" هنا للشك من الراوي، والمراد دلوان كما صرح به في رواية أخرى.
"وفي نزع أبي بكر ضعف"، "والله يغفر له ضعفه"، ثم تحولت الدلوُ الصغيرةُ من الصغر إلى الكبر فصارت دلوًا عظيمة، فأخذها عمر فلم أرَ سيدًا قويًا من الناس ينزع الماء وينزحه ويستقيه من الآبار، نزع عمر بن الخطاب الماء من تلك القليب حتى سقى الناس واستقوا مواشيهم، وضربوا لها بعطن أي حتى أرووا إبلهم، ثم أووها إلى عطنها، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح من تعب الازدحام على الشرب.
ويرى المفسرون أن هذه الرُّؤيا تكشف عما فتح الله تعالى على يدي النبي، صلى الله عليه وسلم، فمقدار ما فتح الله لأبي بكر من بلاد الكفر قليل، لأنَّ مدَّة خلافته كانت سنتين وثلاثة أشهر، اشتغل في معظمها بقتال أهل الرِّدَّة، ثم لما فرغ منها أخذ في قتال أهل الكفر، ففتح في تلك المدَّة بعض العراق وبعض الشام، ثمَّ مات رضي الله عنه، ففتح الله على يدي عمر رضي الله عنه سائر البلاد، واتَّسعت خطَّة الإسلام شرقًا وغربًا وشامًا، وعظمت الفتوحات، وكثرت الخيرات والبركات التي نحن فيها حتى اليوم.
فعبَّر الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن سنتي خلافة أبي بكر، رضي الله عنه، بالذَّنوبين، وعن قلَّة الفتوحات فيها بالضعف، وليس ذلك وهنًا في عزيمته، ولا نقصًا في فضله على ما هو معروف من همَّته وعزيمته، والموصوف من حالته.
سراج أهل الجنة
وفي إشادة غالية بعمر، قال ابنه عبد الله: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة".
وثمَّ حديثٌ شريف يكشف عن قوة شخصيته، فعـن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في دار فدخل عليه نسوة من قريش يسألنه ويستزدنه، رافعاتٍ أصواتهن فوق صوته، فأقبل عمر فاستأذن، فلما سمعن صوت عمر بادرن الحجب أو الحجاب، فأذن لعمر فدخل واستضحك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، مم ضحكت؟!
قال: "ألا إنَّ نسوة من قريش دخلن عليَّ يسألنني ويستزدنني رافعات أصواتهن فوق صوتي، فلما سمعن صوتك بادرن الحجاب أو الحجب".
فقال عمر: أيْ عدوات أنفسهن، تهبنني وتجترئن على رسول الله؟ فقالت امرأة منهن: إنك أفظُّ وأغلظُ، فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: "مه عن عمر، فوالله ما سلك عمر واديًا قط فسلكه الشيطان".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
