رئيس التحرير
عصام كامل

الرسول.. والشباب (1)

18 حجم الخط

 اهتم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بالشباب اهتماما بالغا؛ حتى أنه بنى دولته على سواعد الشباب، والفتية، مستعينا بحكمة الكبار، مثل أبي بكر وعمر وغيرهما.. تمكين الشباب كان هو شعار دولة الإسلام الفتية، وربما لم يتنبه المؤرخون، وكتَّاب التاريخ لهذا الأمر، وأغفلوه إلى حد كبير.

 

بالحرص على تربية الشباب بشكل صحيح، وغرس تعاليم الإسلام الحقيقية، من رحمة، وشجاعة، وزهد واجتهاد، وتسامح، وصدق، وحب، وورع، وتقوى، حارب الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، التطرف والعنف، والبغض والحقد والكراهية، والتنابز، وغيرها مما كان يزخر بها المجتمع الجاهلي قبل الإسلام.

 

فالرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وضع الشباب في مواقع مهمة، ومكنهم من مفاصل الدولة؛ في قيادة الجيوش، وإمامة المسلمين، وأيضا ولاية الأمصار المهمة، وشئون الخراج، والقضاء، والإفتاء.

 

علي بن أبي طالب.. فارس الأمة

ومن أمثلة ذلك؛ تنصيبه لسيدنا علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، في قيادة أكثر من جيش، وعلى سبيل المثال استخلافه على المدينة المنورة.. وتولية أسيد بن عتاب، الفتى ابن الـ 16 عاما على مكة المكرمة.

 

ومما لا يعرفه الكثيرون أن انطلاقة الدعوة كانت من دار فتى في مكة لم يتجاوز عمره الـ16 عاما، هو الأرقم بن أبي الأرقم.

 

ولنبدأ التفاصيل بالإمام علي، الذي ظل منذ أن دخل بيت النبي مرافقا له، صلى الله عليه وآله وسلم، زهاء 17 عاما في مكة، و10 أعوام في المدينة المنورة.

 وقد اختلف الرواة فيمن أسلم أولا، فقال بعضهم إنه علي بن أبي طالب. وعُرف عليٌّ بالشجاعة والإقدام منذ نعومة أظفاره، وكان محبا للنبي، فلم يتردد وهو فتى يناهز الـ20 من عمره في النوم في فراش رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ليلة الهجرة، وكان المشركون يتربصون بالنبي ليقتلوه في فراشه.

 

وشارك في جميع غزوات   النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إلا تبوك، حيث استخلفه على المدينة في غيابه، ولما أشاع المنافقون أن النبي،  صلى الله عليه وآله وسلم، ما خلّف عليا إلا لشيء كرهه منه، تبعه عليٌّ يسأل عن سبب إبقائه في المدينة، فقال له النبي: "يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟"، فقال علي: "رضيتُ.. رضيتُ".

وفي غزوة الخندق (عام 5 هـ) برز عليٌّ للفارس المشهور عمرو بن عبد ود، الذي كان يقوَّم بألف فارس فقتله.

وفي العام السابع للهجرة عزم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، على غزو خيبر آخر معاقل اليهود في جزيرة العرب، فاستعصت على المسلمين أياما، حتى قال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: “لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحبّ اللهَ ورسولَه، ويحبه اللهُ ورسولُه”..

 فتطلع جميع الصحابة لهذه المكانة، ولما كان من الغد سأل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، عن عليٍّ فقيل له إنه يشتكي عينيه، فأرسل إليه، ودعا له فبَرَأ حتى كأن لم يكن به وجع، ثم أعطاه الراية وأوصاه.

وقد لقي عليٌّ في هذه الغزوة أكبر فرسان خيبر، مرحب اليهودي، وكان مضرب مثل في قومه بالشجاعة والإقدام، فلقيه عليٌّ وقتله.

 

فضائل عبد الله بن عمر

أما عبد الله بن عمر، فقد تعلم من رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، الكرم والجود، والزهد في متاع الدنيا الزائلة، فكان يُكثر التصدق بما يشتهيه من الطعام، ويتقرب إلى الله بما يعجبه من ماله، أتته في ليلة عشرة آلاف درهم، ما بات حتى وزعها.

وكان في مجلس فجاءته بضعة وعشرين ألفًا فما قام من مجلسه حتى فرَّقَها وزاد عليها، وقد ينفد ما معه فيستدين ليعطي ذوي الحاجات. وكان لا يأكل طعامًا إلا على مائدته يتيم، وما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو يزيد.

 

مصعب.. الشاب الزاهد.. المجاهد

وعن سيرة ومسيرة مصعب بن عمير، زينة شباب قريش، فحدث ولا حرج، فقد وقف الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، عند جثمان مصعب، بعد استشهاده، وقال: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال: "لقد رأيتُك بمكة، وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة".

عبد الله بن عباس.. حبر الأمة

وعبد الله بن عباس، الذي دعا له سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، ذات مرة حيث كان النبي في بيتِ ميمونةَ فوضَعْ ابن عباس له وَضوءًا مِنَ الليلِ فقالتْ له ميمونةُ: “وضَع لك هذا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ”، فقال النبي: “اللهم فقِّهْهُ في الدينِ وعلِّمْهُ التأويلَ”. وضمّه النبي إلى صدره وقال: “اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ”.

وقال عنه سعد بن أبي وقاص: “ما رأيت أحدًا أحضر فهمًا، ولا أكبر لبًا، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع حلمًا من ابن عباس، ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس، ولا يجاوز عمر قوله".

 

وأخيرا علينا أن نربي أبناءنا على قراءة مثل هذه القصص وأمثالها، ففيها كل ما يحتاجه النشء من عناصر النجاح، ومقومات التميز.. فيها صدق الإيمان، والكرم، والورع والتقوى، والزهد، والشجاعة، وغيرها. والمهم أنها لا وجود فيها للعنف ولا للتطرف ولا للتشدد، وأيضا لا وجود للتفريط والانحلال.

أنصح الآباء بحث الأبناء على مطالعة قصص شباب الصحابة، ففيها الكثير من الفوائد، والدروس التي تعين على تخطي مرحلة المراهقة بزاد وذخيرة من البر، والتقوى، وحب الناس، وتقبل الآخر، والتسامح.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية