رئيس التحرير
عصام كامل

امتثلوا لأمره!

بعد ساعات من الحديث التليفوني بين الرئيس المصرى السيسى والرئيس الأمريكى بايدن بدأت بالفعل شاحنات المساعدات الإغاثية والوقود تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبوسالم، كما جرى الاتفاق بينهما.. وهذا يؤكد أن الرئيس الامريكى هو الذى يتخذ القرارات لإسرائيل في هذه الحرب الوحشية التى اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضى! 


لقد كان النقاش الدائر منذ اندلاع الحرب يتساءل هل أمريكا قادرة على إلزام إسرائيل بما تراه صائبا في إدارة هذه الحرب أم أن إسرائيل عصية على الإرادة الامريكية؟! وآثار هذا السؤال تكهنات هنا وهناك حول حدوث خلافات بين أمريكا وإسرائيل.. بل أن المسئولين الاسرائيليين أنفسهم ساهموا في ترويج هذه التكهنات، وبلغ الأمر إلى حد إعلانهم العصيان على أمريكا ورفض توجيهاتها لهم في الحرب! 


لكن ما جرى بخصوص استئناف ضخ المساعدات إلى أهالى غزة عبر معبر كرم أبوسالم كشف بجلاء أن الرئيس الامريكى أمر الاسرائيليين بذلك وهم إمتثلوا لأمره، وبدأو التنفيذ فورا بعد ساعات قليلة من إعلان القاهرة وواشنطن ذلك، بعد المهاتفة التليفونية بين الرئيسين المصرى والامريكى..

 

ولعلنا نتذكر أن بدء تدفق المساعدات لأهالى غزة أساسا عبر معبر رفح في أكتوبر الماضى لم يتم إلا بعد أن أمر بايدن شخصيا نتنياهو بذلك، وأبلغنا به عندما هاتف الرئيس السيسى وقتها أيضا! 


إذن.. من يتخذ القرارات المهمة في هذه الحرب ليسوا هم المسئولين الاسرائيليين، وإنما هم المسئولين الأمريكيين، وتحديدا أكبر مسئول أمريكى وهو الرئيس بايدن! ولعلنا نتذكر كيف لم تمتثل الحكومة الاسرائيلية في بداية الحرب لما أبلغنا به وزير الخارجية الامريكى حول دخول المساعدات عبر معبر رفح، وإحتاج الأمر لآن يهاتف بايدن شخصيا نتنياهو ليتحقق ذلك!

 


وهذا أمر لا يدعو للتعجب أو الاندهاش لآن أمريكا هى التى تنفق على هذه الحرب بأموالها التى تقدمها لاسرائيل، وهى تقدم للاسرائيليين السلاح الذى يقتلون به أهالى غزةَ ويدمرون مبانيهم ومنشأتهم.

الجريدة الرسمية