رئيس التحرير
عصام كامل

عالم بلا رحمة ولا مبادئ!

حين تشاهد مشاهد الدمار والقتل والترويع في غزة حتى إن جثث الشهداء تركت في ساحة مجمع الشفاء دون دفن إلى أن تحللت وتخطفتها الكلاب والحيوانات الضالة.. ومات الأطفال في الحضانات والمرضى على أسرة الرعاية بعد أن انقطعت عنهم إمدادات الأكسجين والوقود والماء والغذاء، وحاصرتهم آلة القتل الوحشية لجيش الاحتلال.. فلا تملك إلا أن تقول إنه عالم بلا رحمة ولا إنسانية ولا مبادئ.. 

 

فهل هناك ما يبرر هذه البربرية الوحشية التي تحصد رقاب الأطفال والنساء والتي تعيدنا لظلام العصور الوسطى؟!

المجتمع الدولى وفي القلب منه أمريكا وأوروبا شركاء في سفك دماء الأبرياء حين رفضوا أي هدنة إنسانية، وارتضوا ب جرائم حرب عنصرية تنسف كل دعاوى الزيف والبهتان التحضر وحقوق الإنسان التي طالما صدعونا بها منذ عقود وعقود.

سقطت أقنعة الغرب

اليوم سقطت الأقنعة وتهاوت دعاوى المدنية وحقوق الإنسان وتصدع بنيان النظام الدولى، وانكشفت الأنظمة المتواطئة والمتورطة في تلك الجرائم أمام شعوبها في الغرب.. وظني أن الحساب آتٍ آتٍ لا ريب.. وليكن معلومًا باليقين أن عدالة الله لن يفلت منها ظالم (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).. 

 

التاريخ سيحاسب.. الشعوب الحية ستحاسب حكوماتها.. وكما سقطت الاقنعة ستسقط أنظمة وتزول إلى مزابل التاريخ، وأولها حكومة نتنياهو الذي فشل فشلا ذريعا وارتكب جرائم وحماقات ستلقي به في غياهب السجون.. كما لن يصمد بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي باتت على الأبواب.

 

الجبهة الداخلية في إسرائيل بدأت تتفكك وتتزايد المطالبات بالإطاحة بنتنياهو الذي يداهمه الوقت وتطارده مظاهرات أهالى الأسرى.. وهو ما سيطيح به قريبًا جدًا. 

 

حكمة التاريخ تقول إن الشعوب تنتصر حتما وأصحاب الحق ليسوا كالمستعمر أوالغاصب.. فالمقاومة سيكون لها الغلبة إن عاجلا أو آجلا.. واقرءوا إن شئتم صفحات التاريخ؛ فقد هزمت أمريكا بجلالة قدرها في العراق وأفغانستان كما هزمت في فيتنام.. لكن الطغاة يملكون ذاكرة السمكة؛ إذ سرعان ما ينسون دروس التاريخ وعبره.

 

والسؤال: أين أحزابنا ومجتمعنا المدني مما يحدث في غزة.. ألا يخجل هؤلاء حين يرون شعوب الغرب تخرج بمئات الألوف لتناصر حق غزة وأطفالها في الحياة.. صدقوني.. من لم يذرف الدمع ألمًا على مشاهد دماء الأطفال في غزة فليراجع إنسانيته وضميره.. فما نراه من انتفاضة أحرارالعالم ونصرتهم للحقوق الفلسطينية يضعنا في موقف لا نحسد عليه.. فأضعف الإيمان أن نرفض ما يجرى من ظلم وقهر لأشقائنا في غزة.. وأن ننتصر لهم بكل ما نستطيع فليس للمتخلفين عذرٌ!

الجريدة الرسمية