رئيس التحرير
عصام كامل

مستشفى الشفاء في غزة، أقدم من دولة الاحتلال ومحاصر من كل الاتجاهات (صور)

مستشفي الشفاء في
مستشفي الشفاء في غزة، فيتو

مستشفي الشفاء، تزامنا مع القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، وشروع قوات الاحتلال في حصار عدد كبير من المستشفيات داخل غزة في مخالفة جسيمة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ووسط حالة من التبلد والصمت العالمي المتعمد، بات مستشفى الشفاء في غزة في قلب الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس، فقد أعلنت تل أبيب محاصرة المشفي الذي يحوي عددا هائلا من النازحين ويتكدس فيه الجرحى.

ووقعت اشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين في محيط المستشفى الأكبر في غزة بينما تقف القوات الإسرائيلية على بعد 500 متر من المستشفى.

                                                                                         

Advertisements

معلومات عن أكبر مستشفى في قطاع غزة

يقع مستشفى الشفاء في الجزء الغربي من مدينة غزة وفي النصف الشمالي من القطاع حيث تتركز العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهو عبارة عن مجمع كبير من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.

أنشئ المجمع الطبي في عام 1946 أي أقدم من دولة الاحتلال، وتصل مساحته إلى 45 ألف متر مربع وهو الأكبر في غزة.

شُيد المستشفى خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين. وظل المستشفى قائما خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريبا بعد حرب عام 1948.

وفي عام 1967، استولت إسرائيل على قطاع غزة واحتلته وظل مستشفى الشفاء مكانا محوريا لفترة طويلة قبل سيطرة حماس على القطاع حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: ابن موت لا ينام فى مكان واحد مرتين، من هو المطلوب رقم 1 في إسرائيل؟

وفي عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.

ثم انتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.

وتم توسيع المستشفى بين الحين والآخر، وجرى إنشاء قسم للطب الباطني وجناح جديد للجراحة، وبعد ذلك أضيفت مبان جديدة لطب الأطفال وطب العيون وكذلك أقسام للتوليد وأمراض النساء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعتبر مجمع الشفاء أكبر مستشفى في القطاع بسعة تصل إلى 700 سرير طبي، لكن حاليا "يتوفر سرير واحد تقريبا لكل اثنين من المرضى، وقسم الطوارئ والعنابر مكتظة، ما يتطلب من الأطباء والعاملين الطبيين علاج الجرحى والمرضى في الممرات وعلى الأرض وفي الهواء الطلق".

في الوقت الحالي يضم المجمع ثلاثة مستشفيات هي الجراحة والأمراض الباطنية والنسائية والتوليد فضلا عن قسم للطوارئ والعناية المركزة وغيرها، ويعمل فيه نحو 1500 موظف، ثلثهم أطباء.

كارثة إنسانية تحلق في الأفق

وبحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، عبر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية عن مخاوفه من قصف إسرائيل للمستشفى، قائلا "نخشى أن يقصف الاحتلال المستشفى ويدمره على رؤوسنا"، كما أشار إلي أن مخزون الوقود سينفد غدا، محذرا من أنه "بعد عشر دقائق من انقطاع الكهرباء سيموت مرضى التنفس الاصطناعي جميعهم".

ووفقا للأطباء في المستشفى فأن الطاقم الطبي يعالج حوالي 2500 مصاب في منشأة تتسع لحوالي 700 سرير فقط. وأظهرت مشاهد مروعة من المكان تكدس عشرات الجثث، فضلا عن الجرحى في أروقة وباحة المجمع.

اقرأ ايضا: موقعة حصار المستشفيات بالدبابات، الاحتلال يصل عمق غزة لأول مرة منذ انطلاق طوفان الأقصي (صور)

ولجأت الكثير من العائلات في غزة إلى مستشفى الشفاء لتفادي القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر. فوفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، لجأ ما بين 50 و60 ألف شخص إلى المستشفى وحوله، كما أقامت بعض العائلات أيضا خارج حرم المستشفى مباشرة.

 

كما يحتمي آلاف النازحين من سكان غزة بخيام مصنوعة من القماش في مرآب سيارات المستشفى وينامون في الممرات أو على الدرج ويقضون ساعات اليوم على سلالم المستشفى وينشرون الغسيل على الأسطح دون أن يتركوا أي مساحة خالية داخل المنشأة الطبية.

مركز قيادة حركة حماس في قطاع غزة

ويتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس باستخدام مستشفى الشفاء غطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز العمليات، وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورا ورسوما بيانية وتسجيلات صوتية يزعم أنها تظهر أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة الأنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.

وأدعي جيش الاحتلال بأن هذه الاستراتيجية تهدف إلى عرقلة الهجمات الإسرائيلية على حماس وجعل سقوط ضحايا من المدنيين أمرا لا مفر منه عند استهداف مسلحي الحركة.

من جانبها، نفت حماس والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة.

وأكدت حماس أن الأنفاق التي أشار اليها جيش الاحتلال هي مخزن للوقود إضافة إلى غرفة تحت الأرض.

وزعم رئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوج أن أجهزة استخباراته حددت موقع مركز قيادة حركة حماس في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه يقع تحت مستشفى الشفاء المركزي في القطاع.

وكتب هرتزوج في صحيفة نيويورك تايمز: "معلوماتنا الاستخبارية واعترافات الإرهابيين المعتقلين تشير إلى أن مركز قيادة حماس يقع تحت المستشفى المركزي في غزة". على حد قوله.

هيومن رايتس تتحدث عن مستشفي الشفاء في غزة وتكذب الاحتلال

من جانبها، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الجمعة أنها لم تجد ما يؤكد مزاعم الجيش الإسرائيلي بشأن اتخاذ حركة "حماس" من الطوابق السفلية لـ مستشفى الشفاء بمدينة غزة مقرات لها.

يشار إلي أن الاحتلال الإسرائيلي يقصف غزة جوا وبحرا وبرا منذ أن اخترق مسلحون من حماس السياج الحدودي للقطاع في السابع من أكتوبر، ونفذوا هجوما زعمت إسرائيل أنه أسفر عن مقتل 1400 شخص، واحتجاز نحو 240 آخرين.

اقرأ ايضا: التهجير الصامت كلمة السر، الضفة الغربية تشتعل وتحذيرات من انفجار وشيك يهدد أمن المنطقة

ووفقا للصحة الفلسطينية، فأن أكثر من 11 ألف شخص قتلوا في غزة منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها العسكري، وإن مستشفيات غزة تواجه صعوبات تتمثل في نفاد الإمدادات الطبية والمياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.

محاصرة المستشفيات في قطاع غزة

وتزامنا مع القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، وصلت الدبابات الإسرائيلية لأول مرة أمس الجمعة، إلى وسط القطاع وشرعت في حصار عدد كبير من المستشفيات داخل غزة، في مخالفة جسيمة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية وسط حالة من التبلد والصمت العالمي المتعمد.

وكانت إسرائيل قد كثفت خلال الساعات الماضية ضرباتها على محيط 3 مستشفيات (الشفاء والرنتيسي والإندونيسي) بغية إفراغ تلك المناطق في مدينة غزة من المدنيين الفلسطينيين الذين لجأوا منذ أسابيع إلى باحات المستشفيات للاحتماء من القصف.

قواعد القانون الدولي الإنساني

وتعد الهجمات المتعمدة على المنشآت الطبية انتهاكًا صارخًا لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما للمادتين 18، 19 من اتفاقية جنيف الأولى.

فوفقًا للقانون الدولي الإنساني، لا ينبغي مهاجمة المؤسسات والوحدات الصحية، بما في ذلك المستشفيات.

وخصصت اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 18 منها، حماية خاصة للمستشفيات، حيث يجوز بأي حال من الأحوال استهداف المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء، ويجب احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.

 

كما تنص الاتفاقية في بندها الـ 19 على "عدم جواز وقف تلك الحماية للمستشفيات المدنية" تحت أي ظرف.

وتمتد هذه الحماية لتشمل الجرحى والمرضى وكذلك الطاقم الطبي ووسائل النقل. ويشمل مصطلح الجرحى والمرضى، بحسب موقع الصليب الأحمر الدولي، أي شخص، سواء كان مدنيًا أو عسكريًا حتى، يحتاج إلى رعاية طبية ولا يشارك أو توقف عن المشاركة في الأعمال العدائية.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية