رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل لأصحاب الفخامة (12)

* وزير التموين

 

كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء منذ أيام، عن ارتفاع أسعار عدد من السلع في مصر بشكل غير طبيعي خلال شهر أغسطس الماضي، بالمقارنة بما كانت عليه في شهر يوليو الماضي، حيث قفزت أسعار البطاطس بنسبة 80.8%، وأسعار الخبز البلدي بنحو 13%، وأسعار الشاي بنسبة 81.5 %، وأسعار المياه الغازية بنحو 41.4%، وأسعار السجائر المحلية بنحو 57.3%.

 

معالي الوزير.. لا أجد مبررا واحدا لارتفاع أسعار السلع والمنتجات التي وردت بتقرير جهاز الإحصاء، حيث إن البطاطس والبصل وكل المنتجات الزراعية تنتج محليا، بل وسجلت الصادرات المصرية منها رقما قياسيا خلال النصف الأول من العام الحالي وصل لنحو4 ملايين و654 ‏ألف طن من 400 منتج زراعي تم تصديرها إلى 120 دولة في العالم.

Advertisements

 

كما أن الشركة الشرقية للدخان لم ترفع أسعار السجائر مليما واحدا، وأعتقد أن سعادتكم وكامل وزراء الحكومة تعلمون يقينا، أنه يحتكرها مجموعة من التجار يتمتعون بحماية، أما الشاي والدقيق وغيرهما من السلع المستوردة فلم ترتفع أسعارها سنتا واحدا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، التي شهدت انخفاضا في أسعار كل السلع في الأسواق العالمية.

 

بل الأغرب، أن تقرير جهاز الإحصاء كشف أيضا عن ارتفاع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في مصر من 36.5 خلال شهر يوليو إلى 39.7% خلال شهر أغسطس، وسط صمت تام من وزارتكم ومعها كامل الحكومة عن كل ما يحدث من تخبط في الأسواق، وسط حيرة من المواطن المصري الفقير، الذي بات فعليا يشعر برعب مما يخفيه يوم غدٍ.. "ربنا يسترها علينا وعلى المصريين الغلابة.. قول آمين".

* وزير الصحة

 

إعلانات الأدوية مجهولة المصدر، على قنوات بير السلم الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي، باتت ظاهرة مقيتة تهدد صحة المصريين، وتروج لعمليات نصب علنية على الشعب المسكين، دون أدنى رادع أو تحرك حقيقي من وزارتكم أو الحكومة للتصدي للظاهرة منذ سنوات.

 

معالي الوزير.. كارثة الأدوية مجهولة المصدر خاصة المتعلقة بالتجميل والتخسيس، تحمل الدولة مبالغ طائلة لعلاج الآلاف من آثارها الجانبية سنويا، في الوقت الذي لن يكلفكم أمر القضاء على الظاهرة أكثر من النسيق مع المجلس الأعلى للإعلام ووزارة الداخلية، لمنع عرض تلك الإعلانات وضبط المتلاعبين، مع تخصيص لجنة من قبل الوزارة للرصد والتحذير من أي منتج مجهول المصدر يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. "اعمل حاجة ربنا يكفيك شر المرض".

 

* وزير الاتصالات

 

هناك تباري بين شركات المحمول منذ سنوات على طرح عروض تفتقد للشفافية، بمعنى أن العميل يفاجأ بعد الاشتراك في العرض أنه مطالب بقبول شروط جميعها تصب في مصلحة الشركة، لدرجة أن انعدام الشفافية امتد حتى إلى جوائز العملاء التي تعلن عنها الشركات، والتي باتت في الغالب لا تمثل أكثر من وهم.

 

معالي الوزير.. أعتقد أنك مثل كل الشعب المصري تشعر بمدى سوء خدمة المكالمات والإنترنت المقدمة من تلك الشركات، دون أدنى تحرك منكم لفرض عقوبات رادعة تعوض المواطن وترتقي جبرا بالخدمة، غير أنه يبدو أن قيادات تلك الشركات باتوا قارئين جيدين لفكر الحكومة، الذي بات منحصرا في غرامات تافهة ودورية، يتم فرضها في صورة عقوبات ترضى غرور الحكومة، غير أنها لا تمثل للشركات أكثر من ملاليم بالمقارنة بالأرباح الفلكية التي تحصل عليها دون وجه حق من جيوب المصريين.. "وربنا ما يقطعلكم باقة".

 

* الأشقاء في ليبيا

 

قلوبنا معكم في الكارثة التي حلت بالبلاد، سائلين الله الرحمة للآلاف الذين ذهبوا، ولذويهم الصبر والسلوان، غير أنه لا يمكن فصل كارثة الإعصار عن كارثة التمزق الذي تعيشه ليبيا منذ سنوات، والذي كان نتيجته الطبيعية، صراعات على الكراسي والمناصب، وإهمال التنمية وتطوير المرافق الحيوية بالدولة، بدليل عدم الالتفات للتحذيرات من وقوع كارثة درنة التي أطلقها قبل سنوات الباحث الليبي عبدالونيس عبدالعزيز رمضان الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عمر المختار بمدينة البيضاء.

 

الباحث الليبي انتهى في دراسته العلمية قبل سنوات إلى أن الآلاف من أهالي درنة يحيق بهم خطر ينذر بوقوع مأساة كارثية في حالة حدوث فيضانات أو عواصف، نتيجة لإهمال صيانة السدود المعرضة للانهيار، ووقوع الآلاف المنازل في مجرى وأدي درنة.

 

غير أنه لم يلتفت المتصارعون على السلطة للتحذيرات الكارثية للدراسة، ووقعت العاصفة والسيول والفيضانات، وانهارت السدود، وجرفت معها آلاف المنازل والبشر الذي لا يعلم عددهم حتى اليوم إلا الله.. "ولعنة الله على السلطة والمتنازعين عليها".

 

* الأشقاء في سوريا

 

كشف تقرير أعده مركز جسور للدراسات بالتعاون مع مؤسسة إنفورماجين لتحليل البيانات أن المواقع العسكرية للقوات الأجنبية في سوريا قد وصلت في منتصف عام الحالي إلى 830 موقعًا، توزعت جميعها بين القوى الـ 4 المتحكمة في المشهد السوري على الأرض.

 

 

البيانات التحليلية للخرائط والرسومات أكدت أن إيران تُعد الأكثر نفوذا في الأراضي السورية بـ 570 موقعًا، تلتها تركيا التي تسيطر على 125 موقعًا، ثم روسيا التي تستحوذ على 105 مواقع، وأخيرا التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي ينتشر في 30 موقعًا.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الجريدة الرسمية