غراب البين يكتب: لبن مغشوش وجبنة ملهاش طعم
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. وقفت على التندة بتاعة محل الألبان بتاع المرحوم الحاج سيد اللبان جلست وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن أغمض عينى سمعت حوارا يأتى من المحل لزبون يقول للبائع: هى ليه الجبنة بقت بدون طعم؟!
هى معمولة من غير لبن ولا إيه؟! البياع ساخرا: يعنى إيه جبنة من غير لبن يا عم الحاج الزبون فى غضب: يعنى أيام الحاج سيد الله يرحمه كانت الجبنة لها طعم.. وكل نوع جبنة طعمه يختلف عن النوع التانى.. لكن النهاردة الجبنة بقت بدون طعم. ولا رائحة وكل الأنواع تشبه بعضها.. الجبنة اللى عندك لا علاقة لها بالألبان..
دا حتى اللبن اللى عندك مش بيعمل رايب ولا بيعمل زبدة ولا سمنة ولا حتى مورتة.. هو انتوا عملتوا إيه فى اللبن خلتوه يبقى بالشكل ده؟! البياع ببرود: طب ما أنت شايف أسعار الأعلاف بقت مرتفعة إزاى يا عم الحاج.. وثانيا كل حاجة ثمنها زاد.. هى جات على اللبن والجبنة يعنى؟!
وهنا أدركت أن الليلة دى مش هيبقى فيها نوم.. فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح الزبون ومعه البائع يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بعلب الزبادى ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين أم أطماعكم وعدم أمانتكم هى اللى جابتلكم النكد والفقر؟!
يعنى إيه اللبن يبقى عامل زى المياه ويصبح بدون طعم ولا فائدة بحجة أن العلف أصبح غالى الثمن؟! يعنى إيه الجبنة اللى عند اللبان أصبحت بدون طعم وكلها شبه بعضها؟! يعنى إيه ترفع السعر وتقلل من جودة المنتج فى نفس الوقت؟! أما صحيح شوية بنى آدمين لا عندهم ذمة ولا ضمير..
جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم بيستغلوا الظروف اللى بتمر بيها بلدهم علشان يحققوا مكسب سريع حتى ولو بالغش فى اللبن اللى المفروض أنه آخر حاجة ممكن تتغش!
