رئيس التحرير
عصام كامل

قصة تنصيب الخديوي توفيق حاكما على مصر

الخديوي توفيق، فيتو
الخديوي توفيق، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1879 جرى تنصيب الخديوي توفيق، حاكمًا على مصر، بعد خلع والده الخديوي إسماعيل لتبدأ صفحة جديدة من تاريخ مصر. 

 

قصة مولد ونشأة الخديوي توفيق 

ولد الخديوي توفيق عام 1852 وهو الابن الأكبر للخديوي إسماعيل من مستولدته شفق نور هانم التي لم تكن ضمن زوجاته الأربع، وربما يكون ذلك سببَ عدم إرساله مع باقي أبنائه للدراسة في أوروبا، كما يفسر ذلك العلاقة السيئة بينه وبين أبيه والتي تجلت بعد عزل إسماعيل في نأيه عنه وإقصاء كل رجاله.

Advertisements

 

تولى الخديوي توفيق حكم مصر والسودان منذ عام 1879 بعد إجبار بريطانيا والده الخديوي إسماعيل التنازل عن الحكم، وشهد عهده الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده، وفي عهده أيضا وتحديدا عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم الإنجليزي للسودان تشارلز جورج جوردون. 

 

مشوار الخديوي توفيق السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر 

شكل الخديوي توفيق وزارته الأولى في عهد والده من 10 مارس 1879 - 7 أبريل 1879، وكانت تضم وزيرين أوروبيين، ولم تدم طويلًا، إذ احتدم الخلاف بينها وبين مجلس شورى النواب، وانتهت بسقوطها وتأليف وزارة محمد شريف الأولى.

تسلم الخديوي توفيق الحكم في 26 يونيو 1879، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على ترك منصبه، عندما حاول استدراك ما فاته، وبعد أن أغرق البلاد في ديون أجنبية ضخمة مهدت السبيل للأوروبيين للتدخل في شؤون البلاد، وحاول إسماعيل التصدي للنفوذ الأجنبي، فأجبروه على ترك منصبه لأكبر أبنائه توفيق.

 

بعد تولي الخديوي توفيق الحكم، استقالت نظارة شريف الأولى، ولكن الخديوي طلب منه تأليف نظارة جديدة، فألفها في 5 يوليو 1879، ولكنه اشترط على الخديوي أن تحكم وزارته بمقتضى دستور جديد، وحينما قدم شريف ملامح الدستور الجديد مشتملًا على وجود مجلس للنواب، تكون له الرقابة على إدارة الدولة، رفض الخديوي توفيق ذلك، مما أدى إلى استقالة شريف باشا.

 

 ما هي أكبر خطايا الخديوي توفيق ؟ 

واحدة من أسوأ ملامح عهد الخديوي توفيق بيع حصة مصر في أرباح قناة السويس (15%)، إذ كانت مرهونة لبعض الماليين الفرنسيين منذ عهد إسماعيل، وبذلك فقدت مصر ما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة.

 

حاول الخديوي توفيق استرضاء الأوروبيين، عبر نفي جمال الدين الأفغاني، وفرض العديد من القيود المالية التي طالب بها دائنو مصر بموجب قانون التصفية الصادر عام 1880، الذي خصص أكثر من نصف إيرادات مصر لصالح الدين العام، وبذلك تمكن الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصري.

 

تذمر الضباط المصريون في عهد الخديوي توفيق من اضطهاد عثمان رفقي وزير الجهادية الجركسي، وإجحافه بحقوقهم وتفضيل الجراكسة والأتراك عنهم، مما دفعهم إلى تقديم عريضة في فبراير 1881 للمطالبة بعزله. 

 

إنجازات الخديوي توفيق

رغم السيرة السيئة للخديوي توفيق في السياسة والتاريخ المصرية، لكن له الكثير من الإنجازات الي لايمكن إنكارها، إذ يرجع إلى الخديوي توفيق الفضل في تنظيم مخصصات الأسرة الخديوية، فألغى مخصصات والدته وحرمه، واكتفى بمبلغ مائة ألف جنيه لمخصصاته السنوية، وكان أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه لدفع الدين المطلوب من الحكومة.

 

كان الخديوي توفيق مهتمًّا بنشر التعليم منذ أن كان وليًّا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشؤونه، واقترحت اللجنة تأسيس مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، كما اقترحت زيادة عدد المدارس، فأنشأت كثيرًا من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية، وافتتحت المدرسة العليا للمعلمين في عهده، وأنشئت مدرسة مسائية للتعليم وأنشأت الحكومة المجلس الأعلى للمعارف في 28 مارس 1881.

 

أنشأ الخديوي توفيق أيضًا مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات عام 1883 وأصدر لائحة الموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش، وأردفها بلائحتي المعاشات الملكية والعسكري، كما كان أول من ألغى السخرة وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية.

 

وأنشأ الخديوي توفيق في فترة توليه الحكم العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، على رأسها بنك الأنجلو إجبسيان، وأنشأ بنك الخصم والقطع الإيطالي والشركة المساهمة الأمريكية التي تكونت عام 1881 لتوصيل التليفونات بين القاهرة والإسكندرية، وقد تحولت هذه الشركة إلى شركة التليفون الشرقية عام 1882 واتسع نشاطها بعد ذلك.

 

ومن الشركات التي توطدت أعمالها في مصر خلال عهد الخديوي توفيق شركة ترام القاهرة وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية، وشركة الأراضي والرهونات بمصر 1880، والبنك العقاري المصري 1880، وشركة أبو قير 1887 لردم أراضي بحيرة أبو قير وإعدادها للزراعة، وغير ذلك من الشركات.

 

وبعد نحو 13 عامًا في السلطة توفي الخديوي في ريعان شبابه بقصر حلوان بالقاهرة في 7 يناير 1892 عن عمر لا يتجاوز الـ 39 عامًا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية