حكاوي زمان، حكاية علي أمين مع ريجيم الإنسان الأول وبنات الجيران
فى مجلة الجيل عام 1957 كتب الصحفى على أمين مقالا عن تجربته الشخصية فى إنقاص الوزن والتخلص من الكرش الذى بدأ يمثل إعاقة له فى الحركة، فقد زاد وزنه عن المائة كيلو كثيرًا قال فيه:
عرضت نفسى فى العاصمة السويسرية جنيف على الطبيب السويسرى “ماكس بيشر” حتى أبحث عن سبب متاعب قدمىَّ التى أصبحت لا تقوى على حملي..
نظر إلىَّ الطبيب الكبير، وقال إن الإنسان الأول كان يعمر طويلا، وكان قويا يصارع الأفيال والأسود لأنه كان لا يأكل إلا الفاكهة والنباتات فلا دهون ولا زيوت ولا غيره، فلما بدأ يطبخ النباتات ضعفت صحته، ولما بدأ يأكل اللحوم أحاطت به الأمراض..
أمرنى الطبيب أن أعود إلى حياة الإنسان الأول، فأقلل من ركوب السيارة ومن حياة الترف التى أفسدت صحة الناس هذه الأيام. كلفتنى أوامر الدكتور 15 جنيها وأنا أعرضها مجانا، لتحاول أيها القارئ أن تجربها إذا أردت أن تخفض وزنك 20 كيلو فى شهرين مع ملاحظة استبعاد الموز والبلح من الفاكهة، والفول والبنجر من الخضراوات.
لم أحاول فى البداية اتباع تعليمات الطبيب السويسرى الكبير، لقد رأيت أن أستمر فترة على النظام الذى وضعه الطبيب الإيطالى، فأمتنع عن الخبز والملح والنشويات والسكر، وآكل نصف كتكوت مشوى مع الخضراوات المسلوقة والسلاطة والفاكهة فى الغداء والعشاء.
أمضيت فى القاهرة منذ عودتى 12 يوما، وأنا أتبع هذا الريجيم القاسى علىَّ، وأعتقد أننى سأستطيع التخلص من 20 كيلوجراما فى ستة أشهر بدلا من شهرين، وحتى كتابة هذه السطور لم تعاودنى آلام النقرس اللعين، وأحس أننى أخف وزنا، وأصبحت التقى بالنوم ست ساعات كل يوم، ولم أشعر بالرغبة فى النوم بعد الغداء، واتسع الوقت أمامى للعمل والنزهة والحركة وقتما أريد.
لم أعد أتحسس المقاعد قبل أن أجلس عليها خشية أن تنكسر أو تنحنى، لم أعد أزيح مقعدى فى السيارة حتى لا يصطدم كرشى بدريكسيون السيارة، أصبحت أصعد السلالم دون أن ينقطع نفسى، وأشعر كأننى أصغر من سنى عشر سنوات. لكن هذا الشعور لم تنتبه إليه بنات الجيران حتى اليوم، فلا تزال كل نوافذ بنات الجيران مغلقة فى وجهى.
