رئيس التحرير
عصام كامل

النهايات الحزينة تكسب

نادرًا ما تهتم الصحف العالمية بالفنون العربية، إلا لو تضمنت حدثًا ملفتًا وفي الغالب يكون سياسيًا، لكن صحيفة الجارديان البريطانية خالفت العرف، وأشادت في تقرير بالمسلسل المصري تحت الوصاية للفنانة منى زكي، لأنه أثار جدلًا إيجابيًا، وسلّط الضوء على معاناة النساء والأطفال بعد وفاة الأب، ودعا لإصلاح قانون الوصاية في مصر.

 

وتناول موقع الصحيفة، أهميّة الدراما المصريّة في إلقاء الضوء على مشكلات المرأة وحقوقها التي تكافح من أجلها، ودورها في تغيير القانون الذي يستهدف النساء بشكل غير عادل ويضرّ بالأسرة.

 

حقق مسلسل تحت الوصاية، أعلى معدل مشاهدة وتفوق على المسلسلات المصرية الرمضانية، لكنه صدم المتلقي بنهاية ظالمة وحزينة تكمل مأساة ومعاناة المرأة المكافحة، انتظر الجمهور إنصافًا وفرحة بعد الشقاء والمعاناة، لكن كان مصير "حنان" منى زكي السجن، لتبتعد عن ولديها بعد كل هذا العذاب.

 

لا يدرك بعض الجمهور المتعاطف مع "حنان"، أن النهايات الحزينة أفضل وأعمق من السعيدة، ويبقى أثرها في النفس مدة أطول، لأنها أكثر إقناعًا ومنطقية في ظل واقع ظالم نعيشه، كما أنها اكثر عاطفية وقدرة على تحريك المشاعر والتأثير في المتلقي، حيث يبقى أثرها في الذهن طويلًا..

التعلم من الأخطاء 

لأن الإنسان يتذكر المصاعب والمواقف المؤلمة أكثر من السعيدة التي تسقط من الذاكرة سريعًا، فضلًا عن أن المتلقي يتعلم ويكتسب خبرة من الصعوبات والمواقف الحزينة في الدراما، ومع عدم تغير مصير البطل للأفضل واستمرار الأخطاء، يزيد تركيز المشاهد على هذه الأخطاء والتعلم منها.

 

لم تقتصر النهاية الحزينة والصادمة على مسلسل تحت الوصاية، إذ اختار مجموعة أخرى من صناع الدراما نهايات حزينة بما فيها من موت وذبح وسجن وإعدام، تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.

 

شهد مسلسل ضرب نار لياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي، نهاية مفجعة، فمع تكشف الحقائق، وتخطيط "جابر" أحمد العوضي، و"مهرة" ياسمين عبدالعزيز، للخروج من مأزق أنها أخفت عنه ابنه "حسن" وسجلته باسم "زيدان"، تأتي الصدمة في حفل الزفاف، حيث تقتل "مهرة" على يد ابن تاجر المخدرات ما أدى إلى انهيار "جابر"، الذي يتم القبض عليه بتهمة تهريب السلاح ويحكم عليه بالإعدام.

 

وجاءت نهاية المسلسل اللبناني السوري النار بالنار لكاريس بشار، جورج خباز، وعابد فهد، حزينة وصامة، إذ تعرضت "مريم" كاريس بشار، للذبح على يد زوجها، لأنها بدأت حب جديد بعد عذاب سنوات بحثت فيها عن زوجها، ليخبرها المرابي "عمران" عابد فهد، كذبًا أن زوجها مات في السجن.. وهي وسيلة انتقام منها بعد رفضها الزواج منه ووقوعها في حب "عزيز" جورج خباز. 


لم تكن النهاية متوقعة، لأن "مريم" تعذبت وتشردت سنوات ثم ماتت ذبحًا، وعاد "عزيز" إلى الوحدة ثانية بعد أن وجد امرأة أحبها حتى وان كانت سورية الجنسية.

 

في الدراما الكويتية جاءت النهاية حزينة وغير متوقعة في أربعة مسلسلات كبرى، إذ توفيت "غنيمة" سعاد عبدالله في مسلسل مجاريح، واعتبر الجمهور أن النهاية مؤلمة، لكن العمل سيعيش طويلا بما قدمه من مشاعر فياضة وحكم وقيم.

 

نهاية ماساوية أخرى لمسلسل منزل 12 للفنان سعد الفرج، بوفاة "سعود" حسن عبدال، بعد أن تبرعت له والدته بكليتها لكنها لم تستطع إنقاذ حياته. كما توفي "بوخالد" سعد الفرج، وسامحته أم أولاده في لحظة الموت، من خلال مشهد مؤثر أبكى الجمهور.

 

 

والأمر ذاته في مسلسل قرة عينك للفنانة حياة الفهد، إذ توفيت ابنتها "فاطمة" شيماء علي، وبوفاتها صارت الأسرة الأكثر ضحكًا وفكاهة هي الأكثر حزنًا وألمًا وبكاء. ولم تختلف نهاية مسلسل كذبة أبريل، حيث شهدت وفاة "بيبي" زهرة عرفات، ومحاولة قتل زوجة "أسامة" سعود بوشهري، ووفاة "ماجد" عبدالله بهمن، وهي نهاية مأساوية لعمل حفل منذ بدايته بالتشويق والإثارة لتأتي نهايته غير تقليدية.

الجريدة الرسمية