رئيس التحرير
عصام كامل

قتلوها!

لم يتبق علي زفافها إلا أيام.. حملت كثيرا من المال وأبلغت أمها أنها ذاهبة مع صديقتها التي هي زوجة زميلها في العمل لشراء بعض متطلبات بيت الزوجية.. مرت ساعة.. أربع ساعات.. لم تعد العروس.. الهاتف مغلق.. هاتف الصديقة لا يرد ثم أغلق أيضا.. الليل يزحف على القرية لا يكسر ظلامه إلا أنوار الشهر الكريم.

 

الوقت يمر وصبر الأسرة ينفد وما تبقى من أعصاب الأم يتسرب شيئا فشيئا ثم ينفجر البكاء والدموع.. انتهي اليوم.. البلاغ وتحرير محضر بالواقعة لا يجوز إلا بعد مضي زمن محدد.. انتهي الزمن المحدد وصار البلاغ باختفاء الابنة رسميا.. الشرطة تبحث.. الأسرة تبحث والأهل يبحثون والصديقة تنكر معرفتها بالأمر.. وأخيرًا.. الصدمة المأساة.. جثة تطفو على مياه ترعة القرية.

 

في جوال بلاستيكي كبير.. وبداخله الابنة مطعونة بآلة حادة.. ملقاة رغبة في التخلص من الجثة ومن أثر الجريمة.. التحريات ثم التحريات من مباحث شرطة مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية.. أصابع الاتهام للصديقة وزوجها.. السرقة دافع.. الانتقام لخلافات سابقة دافع أهم.. حوار تطور لتلاسن ثم لإهانات وتجريح ثم إلى طعن بالسكين.

 

وقتلت البريئة وذهبت عند بارئها! ولتحمل الأم الهم والحزن والمرارة إلى الأبد ندعو الله أن يربط على قلبها  ويلهمها الصبر! لكن لماذا نحكي القصة وقد جرى ما جرى؟ لأن أخريات كثيرات اليوم يخفين أسرارهن ومشاكلهن عن أمهاتهن وأخواتهن وصارت علاقاتهن بتفاصيلها خارج بيوتهن. 

 

الأسرة في أحيان كثيرة دورها تحمل تبعات وأخطاء وخطايا بناتهن.. نحتاج إلي عودة الثقة.. وإلى الأم الصديقة.. نحتاج إلى الأخت الصديقة.. نحتاج إلى الجدة والعمة والخالة الصديقة.. بل نحتاج إلى الأخ الصديق.. نصائح كل هؤلاء ومراقبتهم ستكون حتما مفيدة.. إعادة صياغة علاقات الأسرة المصرية مسألة حتمية، وإلا فلننتظر حوادث مماثلة لانفصام الصلة بين الأم وبناتها والأب وأولاده والأشقاء وبعضهم!
نحتاج إلى برنامج عمل.. نحن لا نحكي حواديت للتسالي!
رحم الله الفقيدة..

الجريدة الرسمية