رئيس التحرير
عصام كامل

مَنْ نَشَرَ الإسلامَ ومن يشوِّهُ الصورةَ الناصعةَ؟!

كتب التاريخ الإسلامي تذكر أن الدين الحنيف انتشر عبر ثلاث وسائل؛ الأولى الحروب والغزوات، التي في معظمها جاءت دفاعًا عن النفس، والحياة، والأرض والعرض.. والثانية، التجارة مع شعوب مختلفة في العقيدة والتقاليد والعادات مع المسلمين، والثالثة هي التصوف، وما يحمله من تسامح، ومودة، وحسن معاملة، وزهد، وورع.
 

لعب شيوخ الصوفية أدوارًا معتبرة في نشر الإسلام في الأصقاع البعيدة والمتطرّفة، ويُعزى إليهم الفضل في تحويل مجموعة من الشعوب إلى الإسلام، كما نجحت الطرق الصوفية المنظَّمة في نقل التطبيق العملي الرسالة المحمدية إلى مناطق مختلفة من آسيا الوسطى والبلقان والهند وغرب إفريقيا.


والمدهش أن معظم المساحات التي انتشر فيها الإسلام بعد الغزوات والفتوحات مثل أوروبا، تراجع أهلها عن الإسلام، وارتد معظمهم، بفعل فاعل غالبًا، وهو أعداء الإسلام من حكام تلك البلاد، والذين تفننوا في إبعاد الناس عن ديانتهم الإسلامية، وإعادتهم إلى الديانات التي كانوا يدينون بها من قبل.


الإسلام ترسخ بفعل التصوف والطرق الصوفية لأنه يحمل أسس الرسوخ، والاستمرارية، ويعتمد على الأخلاق، التي يقول عنها رسول الإسلام، صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".


أيضًا يحث التصوف على التواضع والتسامح والحب والمودة، ونبذ الخلافات بين الناس. فالتشاحن والتطاحن في البقاع التي أسلمت بفعل التصوف لا تكاد تكون موجودة، في مقابل مناطق ساخنة أخرى.


هذا في الوقت الذي نجد فيه الجماعات والفئات المتشددة، تعمل، ربما دون أن تدري، على تشويه صورة الإسلام، فتصوره على أنه دين دموي، يشجع على التطرف، والكراهية، والبغضاء، وسفك الدماء، وإهانة المرأة، والتعامل معها باعتبارها سلعة من أجل الاستمتاع بها فقط.

 


تلك الجماعات تحرِّض على الإعلاميين، والمفكرين، والمثقفين، والمنفتحين، بل وترفض كل جديد في العلم، والاقتصاد، والرياضة، والمجتمع.. إنهم يقدمون مسوغات ومبررات القتل، والنسف، والحرق، والعمليات الانتحارية، بتكفير كل من يخالفهم الرأي.

الجريدة الرسمية