بديعة مصابني، عميدة الرقص الشرقي التي عشقها الريحاني فأذلته بمقولة "مش لاقية راجل معايا"
الراقصة بديعة مصابنى، عميدة الرقص الشرقي ولقبت بملكة الليل وملكة الصالات وملكة الشيشة والنرجيلة، والراقصة التي حكمت باشوات القاهرة، جمعت بين الجمال والذكاء اللبناني والفرصة الواسعة التي أتيحت لها في مصر، ابتكرت رقصة الشمعدان التي تسجل باسم رقصة بديعة لتصبح بعدها موضة الراقصات، جاءت إلى مصر حبًّا في نجيب الريحانى وبعد اللقاء ساد بينهما الإعجاب ثم الحب والزواج.
وصفها الكاتب الصحفي جليل البنداري، فقال: كانت بديعة مصابني بحق المدرسة الأولى في الشرق الأوسط التي تعلم على يدها أفواج من الراقصات الرسميات وغير الرسميات وأشهرهن ببا عز الدين، صفية حلمي، حكمت فهمي، كاميليا، تحية كاريوكا وسامية جمال، كما كانت صالة بديعة مدرسة لتخريج المطربين والملحنين منهم إسماعيل يس ومحمد فوزي وشكوكو وغيرهم.
راقصة غير عادية
تتحدث بديعة مصابني عن نفسها فتقول: كنت راقصة غير عادية، فلم أكن أرتدي بدلة أثناء الرقص، لكنه كان فستانًا سواريه مع الإكسسوارات والمجوهرات، كما أضفت الموسيقى الإسبانية والتركية والإيرانية للتجديد، لكسر الملل عند الجمهور المتعطش دائمًا إلى كل ما هو غريب وجديد، وبذلك اعترف الجمهور بفضلي على المزج الذي تم بين الموسيقى الشرقية والعربية، وأنني صاحبة السبق في دمج التخت الشرقي مع عازفين للآلات الغربية، وذلك باستضافتي للفرق الأجنبية من كل بلاد العالم للعمل في كازينو بديعة، ما منحني ثقافة فنية بأسرار هذا الفن.
الليالي الملاح أول أعمالها
ولدت بديعة مصابني واسمها الحقيقي "وديعة" في مثل هذا اليوم 25 فبراير 1892 لأم شامية وأب لبناني، جاءت إلى مصر حبًّا في الفن وللتعرف على الفنان نجيب الريحاني وارتبطت حياتها بمصر بالعديد من الأحداث السياسية التي عاصرتها، فهي التي بدأت أول خطواتها تلميذة صغيرة في فرقة الريحاني الذي سمح لها بمشاركتها له أحد أعماله المسرحية "الليالي الملاح" تأليف بديع خيري ليظهر اسمها لأول مرة بجانب الريحاني ليتبعها تقديم عدة مسرحيات من أجمل ما قدمه نجيب الريحاني منها أوبريت الشاطر حسن، ياسمينة، وأنا وأنت، البرنس.
أحب الريحاني بديعة وتزوجها، ثم دبت الخلافات بينهما بسبب الغيرة وبسبب تصادم شخصيتين طموحتين لكل منهما طموحه ومعجباته، حتى تم الانفصال بعد تقديمها دور امرأة لعوب أمامه في مسرحية "أنا وأنت" حيث لطمها وكانت النهاية بينهما.
وعن أسباب الطلاق قالت بديعة ببرنامج "السيدة" من تقديم ليلى رستم: "أنا كنت شكل وهو شكل، هو يحب النوم ويحب السهر كتير، بيقعد هو وبديع خيري يألفوا ويعملوا روايات، وأنا عايزة بالنهار مثلًا أروح أتغدا في مسرح وأروح أتفسح ما ألاقيش راجل معايا، فين نجيب؟ نايم، فين نجيب؟ بيشتغل، فين نجيب؟ عند بديع، فاتخانقنا وسِبنا بعض".
في بداية نجاحها ونجوميتها بدأت بديعة مصابني عملها بشراء صالة رقص بالإسكندرية اسمها (سنديكس) مقابل 5 آلاف جنيه، وعمل معها كل من فتحية أحمد، وفاطمة سري، نجاة علي، محمد عبد المطلب، إبراهيم حمودة، أسمهان، فريد الأطرش، فريد غصن، محمد فوزي، محمود الشريف، إسماعيل يس، ثم جاءت إلى القاهرة واتجهت إلى شارع عماد الدين واشترت صالة هناك "صالة بديعة" التي عرفت فيما بعد كازينو صفية حلمي، ويوم الافتتاح قتل رئيس الوزراء أحمد ماهر على يد جماعة الإخوان فتوقف النشاط عامين.
كوبري الجلاء بدلًا من كوبري بديعة
عاودت بديعة مصابني نشاطها الفني بامتلاك كازينو جديد باسم كازينو بديعة ـ تم هدمه الآن وأقيم مكانه فندق شيراتون ـ بجوار كوبري إسماعيل ـ الجلاء حاليًّا ـ وأطلق عليه كوبري بديعة إلى أن تم هدم الكازينو.
خروج بديعة هاربة من مصر
تراكمت الضرائب عليها وعلى الصالات التي كانت تمتلكها، وطاردتها الضرائب في مصر بمبالغ ضخمة لم تمتلكها، فقررت الهرب إلى لبنان عن طريق طيار إنجليزي في زي راهبة، وفي مدينة شتورا بلبنان أسست بديعة مصابني متجرا للملابس عاشت من إيراده حتى رحيلها عام 1974 عن 86 عامًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
