رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى عرضه، هل غيرت رقابة المطبوعات أحداث فيلم ريا وسكينة، وهذا السيناريو الحقيقي

نجمة وبرلنتى وزوزو
نجمة وبرلنتى وزوزو فى مشهد من ريا وسكينة، فيتو

في مثل هذا اليوم 23 فبراير 1953 بدار سينما ميامى بالقاهرة عرض الفيلم  العربى "ريا وسكينة "، وقام بالتمثيل فيه كوكبة كبيرة من النجوم: أنور وجدي، فريد شوقي، شكري سرحان، سميرة أحمد، نجمة إبراهيم، زوزو حمدي الحكيم، ملك الجمل، رياض القصبي، برلنتي عبد الحميد، عبد العليم خطاب، شفيق جلال والراقصة زينات علوى.


ريا وسكينة هو الفيلم رقم 40 في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، اخذ الفيلم عن قصة حقيقية تعود حكايتها إلى عام 1920، حيث  تقوم امرأتان بحى اللبان بالإسكندرية باستدراج النساء وقتلهن لسرقة مصوغاتهن ويعاونهما في ذلك زوجاهما عبد العال وحسب الله، حيث يتنكر الضابط أحمد في زي أحد رجال البحر وشخصية دحروج ويتتبع محل الصاغة الذي يصرف المصوغات المسروقة ويصل إلى بيت ريا وسكينة في لحظة وصول ضحية جديدة ويتم القبض على العصابة.

تحقيق صحفى يتحول الى سيناريو 

فعن تحقيق صحفي لحادث من أشهر حوادث أوائل القرن العشرين كتبه الصحفي لطفي عثمان أخذ الأديب نجيب محفوظ والمخرج صلاح أبو سيف فكرته ليكتبا سيناريو فيلم "ريا وسكينة" وكتب له الحوار السيد بدير وصمم الديكور المهندس ولي الدين سامح وأخرجه مخرج الواقعية صلاح أبو سيف الذي كان أول من قدم هذه الحادثة في السينما قلده بعده الكثير من المؤلفين والمخرجين بأسماء مختلفة، 

أفيش فيلم ريا وسكينة 

تضمن فيلم " ريا وسكينة " مجموعة من الأغنيات كتبها بيرم التونسي ومصطفى عبد الرحمن والألحان من أحمد صدقي وحسين جنيد وهى نفس الأغنيات التى تكررت فى أفلام أخرى قدمت عن حادثة ريا وسكينة فيما بعد، ومن اشهرها اغنية ( ياحسرة عليها يا حسرة عليها ).

زوزو حمدى الحكيم تشرح دورها 

عن فيلم ريا وسكينة تتحدث الفنانة زوزو حمدي الحكيم التى قامت بدور سكينة فى الفيلم، وقالت: كانت مخاطرة كبيرة قام بها المخرج صلاح أبو سيف عندما أسند لي البطولة في فيلم ريا وسكينة ومعي نجمة إبراهيم تشاركني البطولة، وذلك لأننا كنا وقتها لسنا من النجمات المحبوبات الجميلات وكنا فى بداياتنا، لكنه بذكائه اعتمد على عناصر أخرى لنجاح الفيلم، وهي توافر الميزة الأساسية لكل الأفلام وقتها وهي جودة الصنع، فكل شيء جيد ومخدوم، وكل ممثل في مكانه المناسب، بل ويمكن أن يصدق المشاهد كل ما يحدث أمامه كما لو كنا نحن المجرمتين الحقيقيتين، حققنا بعده الشهرة لكنها شهرة إجرامية وكنا مازلنا في بداية الطريق.

نجمة ابراهيم تخاف من صورة ريا 

وقالت الفنانة نجمة إبراهيم: صحيح كان دور ريا في الفيلم تمثيلا لكنى كنت ارتعد من " ريا " حين اشاهدها على الشاشة، لقد تعود الناس أن يرونى على الشاشة شريرة تحالف الشيطان، أو قاتلة تحترف الإجرام، أو قاسية القلب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلبها، وقد تجلى كل ذلك مجتمعا في فيلم ريا وسكينة بالرغم من ان كل هذا سينما مجرد أدوار تمثيلية لا أكثر ورغم ذلك أخرج بعد مشاهدة دورى غاضبة ناقمة على نفسى لأننى كنت بالقسوة التي ترونها، ولأننى حين أجلس لأرى نجمة إبراهيم الممثلة تتجه عواطفى لضحاياها فيستبدنى الحنق عليها - التي هي أنا - ويتمتع المتفرجون بأدائى.. إلا أنا.

كواليس فيلم ريا وسكينة 

ويقول المخرج صلاح أبو سيف عن ريا وسكينة: مررنا بأزمات كثيرة أثناء تصوير الفيلم منها نوة الشتاء التي أزالت جميع مناطق التصوير التي خططنا لها، إلا أنني استطعت التغلب على ذلك بالمونتاج، فقد كنت قد التقطنا لقطات مصورة مسبقة استعنا بها في لقطات أشاد بها النقاد الألمان والإنجليز أثناء عرض الفيلم فى مهرجان برلين عام 1953، أيضا استطاع المصور وحيد فريد وضع الكاميرا فى قصعة الأسمنت المعلقة بالسقف والتى كان اهتزازها يعكس المزيد من التوتر مع أصوات موسيقى الزار الصاخبة للتغطية على أصوات الضحايا وصراخهم،

ديكور من ارض الواقع 

وقد اشاد النقاد بديكور الفيلم الذى عكس صورة حقيقية للقصة من أرض الواقع، فكتب الناقد أحمد رأفت بهجت عنه يقول: يأخذنا مهندس الديكور ولى الدين سامح فى فيلم "يا وسكينة " ويقدم درسا فى ديكور افلام الاثارة والرعب والاسقف المنخفضة الخانقة، ويأتى الضوء مهزوزا مترددا من اللمبة السهارى التى كان ضوؤها اقرب الى الظلام منه الى الضوء، والجدران ملونة بكفوف الدم وطرقات ضيقة كما الكابوس، وقبو خانق عفن برائحة الموت، واثاث متهالك اكلته الرطوبة وهنا يرسم ولى الدين لوحات فنية درامية بذل فيها جهد خارق.

وكتب محمود السعدنى في مجلة «صباح الخير» عام 1966 يقول: كانت ريا وسكينة تحترفان القتل وتعيشان من سفك الدماء وإزهاق الأرواح، وأن فيلم ريا وسكينة نجح لأن ريا وأختها يعرفهما الناس في مصر أكثر من المخرج صلاح أبو سيف، ولا أريد أن أجرد المخرج أو المصور أو الأبطال من مواهبهم فقد كان واضحا للجميع جهودهم الرائعة التي بذلوها.

مشهد من ريا وسكينة 

وأضاف السعدنى:قدم الجميع فيلما سينمائيا جيدا في إخراجه وتصويره وتمثيله، أما قصته فهذا ما اختلف عليه الجميع، لأن السيناريو وقد اشترك في وضعه قصاص موهوب هو نجيب محفوظ جاء سطحيا جدا، والذى لا يعرفه الكثيرين انه كان هناك سيناريو سابق لفيلم ريا وسكينة كتبه المخرج كمال عطية ورفضته إدارة المطبوعات،وظل السيناريو أكثر من عام في إدراجها وقرر موظفو الإدارة منع كمال عطية من إخراج حياة ريا وسكينة على الشاشة.

رفض سيناريو كمال عطية 

وفوجئ الجميع بأن المطبوعات وافقت على سيناريو نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف على الرغم من أن سيناريو كمال عطية يبرز الحقيقة في حياة ريا وسكينة والفقر والبؤس والعوز الذي عاشتا فيه ثم كيف تدخلت الصدفة البحتة في دفعهم  إلى الإجرام.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية