رئيس التحرير
عصام كامل

سيد عبد العاطي.. مقاتل لا يعرف الخوف

لم يكن صحفيا عاديا، التحق بالعمل في أول صحيفة معارضة في التجربة التعددية الثانية -الأحرار- ولمع اسمه وأصبح واحدا من أهم صحفيي المعارضة المصرية.. عندما عاد الراحل العظيم مصطفى شردى من الخليج لإصدار صحيفة الوفد كان سيد عبد العاطى أول العابرين من الأحرار إلى الوفد فقدم نفسه نموذجا صحفيا يحتذى.


وسيد عبد العاطى الذي غاص في المجتمع بتحقيقاته ومغامراته الصحفية أثار جدلا واسعا عندما استطاع دخول مستشفى العباسية للأمراض النفسية وكشف كوارث إنسانية ترتكب بحق المرضى.

ورافق سيد عبد العاطى في مغامراته المصور الصحفى المدهش عبد الوهاب السهيتي وقدما معا سلسلة من التحقيقات الاجتماعية غيرت قوانين وحاكمت مسئولين وعاشت في أعماق المجتمع المصرى لسنوات.


وتدرج سيد عبد العاطى في عدد من المواقع القيادية من محرر ووصولا إلى رئىس تحرير الوفد وشهدت فترة رئاسته لها نجاحات هائلة وكان الرجل ضيفا دائما في المحاكم.

طارد سيد عبد العاطى الفساد في كل صوره وعاش من أجل رسالته ولم يتكسب من مهنة الصحافة غير أنه كان النموذج الأكثر أناقة وشرفا وعفة وصلابة في مواجهة الكبار.


خرج سيد عبد العاطى على المعاش ولم يتحمل فكرة الخروج من الحياة الصحفية ورغم الصعاب ظل قابضا على الأمانة فلم يهن ولم يضعف وظل كما هو مرفوع الرأس حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

 


غادرنا سيد عبد العاطى منذ ساعات بعد رحلة مع غيبوبة لم تغيبه عن محبيه وقرائه وعشاق قلمه والمؤمنين بنزاهة القلم وشرف الكلمة.. غادرنا سيد عبد العاطى تاركا لنا إرثا صحفيا مدهشا.. رحم الله الصديق الأوفى بين رفاقه والأشرف بين زملائه وأكثر المؤمنين برسالة صاحبة الجلالة.

الجريدة الرسمية