رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا بريطانيا.. الوكيل!

وكلت جماعة الإخوان بالقيام بكل ما لا تستطع أكبر الدول القيام به.. خصوصا أن قيامها بكوادرها به سيجعل رجال المخابرات البريطانية في مأمن وستكون المواجهات مصرية مصرية في مصر.. وسورية في سورية الشقيقة.. وهكذا في باقي البلدان العربية.. ولذلك تحقيق مصالح الاحتلال الإنجليزي له الأولوية.. جماعة الإخوان تؤسس في الإسماعيلية حيث النشاط الأكبر للفدائيين لمواجهة قوات الاحتلال فيتم امتصاص طاقة شعبية هائلة في اتجاه آخر.. وصولا إلي عمليات أخري بدأت ال سنوات الأخيرة فتح ملفاتها من قتل أسمهان بطلب من الإنجليز لشبهات عملها مع المخابرات الألمانية إلى حريق القاهرة! 

في الخمسينيات والستينيات جاءت الفرصة لتقدم الجماعة خدماتها.. بن جوريون مع المبعوث الأمريكي يرد على طمأنته من أن جمال عبد الناصر أولوياته تنمية مصر وليس العداء لإسرائيل.. فيرد مؤسس الكيان: هذا أسوأ خبر سمعته في حياتي! فكيف ترجمت الجماعة ذلك على الأرض؟!  

حاربوا وسعوا لإسقاط الدولة التي تقود أكبر عملية تصنيع وطني وتضيف لأول مرة في تاريخ البلاد ١٥٪ للأرض الزراعية، ثم أكبر نهضة تعليمية وفرت فيه التعليم لكل قرية في مصر ووفرت البعثات العلمية لكل المتفوقين بغض النظر عن قدراتهم المادية، ووفرت العلاج المجاني للجميع في أكبر إجراءات العدل الاجتماعي، وتقود المنطقة والعالم الثالث كله، تتآمر الجماعة على الفور من أجل وقف كل ذلك وغيره ومن أجل هدم النظام واسقاطه! وهي عمليات ظاهرها الخلاف السياسي لكن باطنها التعليمات القادمة من بعيد!

وثائق الـ بي بي سي


في بريطانيا أفرجوا عن وثائق وأذاعت الـ بي بي سي وثائق الدور الذي قامت به جماعة الإخوان لتشويه الدور المصري في اليمن (راجع البي بي سي ٦ أكتوبر ٢٠١٩ بعنوان وثائق سرية واستخدام الإخوان ضد ناصر.. نشره عامر سلطان وراجع مقالنا عنها بعنوان “قنابل بالوثائق في وجه الإخوان”)  والذي استكمل طرد بريطانيا ليس من مصر وقناة السويس فحسب انما من اليمن وباب المندب وبعدها من الخليج العربي ذاته وعاد بترول العرب للعرب وكان الدور بالطبع لمصلحة الطريد الذي قطعت قدمه من هناك!

تمر الأيام.. تتحالف الجماعة مع أنظمة في مصر أو العكس.. وتلعب لعبة السياسة الناعمة مع أنظمة أخرى.  قضايا تتم واعتقالات وثروات في الوقت نفسه تتزايد ونقابات وأندية تخطف ضمن منافسة وليس عداء والفرق كبير جدا.. بلغت حد مباركة المرشد للتوريث! 

كان ذلك كله مع أنظمة عطلت حركة التنمية وبدأت في الإنفاق على المصريين من عائد بيع ثروته وممتلكاته.. من اللحم الحي كما يقولون!  وما أن بدأت مصر بعد ٢٠١٤ تعويض ما فاتها وبناء دولة عصرية حديثة تعتمد التخطيط والرؤى البعيدة وبناء جيش حديث يحتل تصنيفات دولية متقدمة وتحقيق أحلام أجلت أو حتى ألغيت من تنمية سيناء والطاقة النووية وغيرها وغيرها من الأحلام إلا وصدرت الأوامر من جديد.. امنعوا ذلك! 

ممنوع - لديهم- دولة متقدمة في المنطقة ولا على حدود دولة العدو! ويتقدم الوكيل بتعليمات الأصيل ليؤدي ما إعتاد عليه من التصدي لمن يتقدم ليبني مصر! والمعركة مستمرة.. ولن تتوقف إلا إذا خرجنا عن المسار.. ولن نخرج عنه!  كانت تلك باختصار شديد.. قصة أحد الوكلاء.. وربما كان للحديث بقية!

الجريدة الرسمية