رئيس التحرير
عصام كامل

الوطن هو الخاسر!

بعد تصريحات الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم العجيبة والغريبة أمام البرلمان.. أليس كان من الأفضل أن يركز وزير التربية والتعليم ويعالج كل نواقص العملية التعليمية التي نشكو منها على مدار سنوات طويلة وفي مقدمتها عزوف التلاميذ عن الذهاب لمدارسهم، وأن يحقق على أرض الواقع حضور المعلم في فصله ليتحاور مع تلاميذه ويشرح لهم المنهج بيسر وسلاسة تدفعهم  للمواظبة على الحضور كما كان يحدث في الزمن الجميل..

 

لكن تقنين الدروس الخصوصية سوف يجهز دون شك على ما تبقى للمدرسة من أدوار تربوية وسيحول التعليم إلى سلعة ومن ثم تجارة يتحكم في سعرها قانون العرض والطلب، وحتما ستنفلت أسعارها كما انفلتت في أشياء أخرى حتى لو وضع الوزير حدًا أقصى لها.. ويبقى الخاسر الأكبر منها هو الوطن الذي لن يتمكن والحال هكذا من غرس قيم الولاء والانتماء والوطنية في نفوس أبنائه منذ نعومة أظفارهم، مهما قال الوزير غير ذلك..

 

 

ولابد هنا أن نسأل: هل توجد دولة في العالم المتقدم تعليميًا تفعل شيئًا مما يعتزم وزير التربية والتعليم تطبيقه في مصر.. هل يوجد شيء اسمه دروس خصوصية في المدارس وحتى الجامعات إلا هنا في مصر.. فلماذا نعطي الفرصة لخلق تعليم موازٍ وماذا سيبقى للمدرسة من رسالتها التي تعارفت عليه الدنيا كلها؟!

الجريدة الرسمية