رئيس التحرير
عصام كامل

ولكن أي تاريخ..

وزير يدخل التاريخ من أوسع أبوابه!

كلام وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي المضحك الباكي أمام البرلمان يدعونا للتساؤل: أين دور المجلس الأعلى للتعليم.. ولماذا لا تكون هناك استراتيجية قومية وسياسة واضحة دائمة للتعليم يقرها البرلمان وتسهر الحكومة على تنفيذها، استراتيجية لا تتغير بتغير وزراء التعليم، ولا يحق للوزير-أي وزير- أن يمسسها أو يقرب لها إلا بتوافق مجتمعي ورؤية علمية يصوغها خبراء على أعلى مستوى ويقرها برلمان الشعب حتى لا يظل ملف التعليم يراوح مكانه لا يبرحه أو ربما يمضي للخلف ليحقق مزيدًا من التراجع!

مؤتمر قومي للتعليم


وحسنًا فعلت الحكومة حين دعت لمؤتمر اقتصادي جسد حراكًا مجتمعيًا نحتاجه بشدة في هذا التوقيت، استمعت فيه للخبراء وأهل الاختصاص؛ تمهيدًا لوضع توصياته موضع التنفيذ لتحسين الوضع الاقتصادي في ظل ما يحيط بنا من تحديات وأزمات أكثرها مستورد وبعضها محلي.. وهنا يثور سؤال أراه ضروريًا: أليس التعليم أساس أي نهضة، وعصب الأمن القومي لأي دولة.. 

 

ألا يستلزم الأمر عقد مؤتمر قومي للتعليم ترعاه الحكومة، وتدعو إليه خيرة أبناء مصر هنا وخارج هنا ليضعوا رؤية تستلهم روح العصر وتعوض ما فاتنا في هذا المجال شديد الحيوية بالغ الخطورة بحسبان الاستثمار في البشر مقدم على الاستثمار في الحجر.. ألا ترى معى أن تحويلات المصريين بالخارج أحد أهم روافد النقد الأجنبي للبلاد.. فماذا ننتظر؟!


كنت أرجو من وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي أن يركز على تطوير العملية التعليمية، وأن يعيد المدرسة لسابق عهدها ورسالتها في الزمن الجميل، بحسبانها مكانًا يحبه الطلاب ويحرصون على الذهاب إليه، فالإصلاح لا يعنى فقط تطوير المناهج والمحتوى الدراسي ولا تحديث طرق التدريس وطرائق التعلم لتواكب تكنولوجيا العصر وعلومه وتنافس في سوق العمل بل هي فوق ذلك كله إصلاح للنفس وتربية للضمير والوجدان؛ فالأخلاق أساس أي إصلاح حقيقي ومرتكزه.

 


كنت أتمنى أن يركز الوزير على محاربة الغش في الامتحانات حتى يضع نهاية له ليحقق مبدأ مهما وهو تكافؤ الفرص والجدارة والاستحقاق، فالغش يهدر الحقوق ويمنح غير الأكفاء ما لا يستحقون، ويساوي بين المجد المتقن والكسول المهمل، ويضيع على البلاد فرصة الدفع بالأكفاء ويضيع في الوقت ذاته همة المجدين ويوهن عزائم المجتهدين.. وظني أن قرار وزير التربية والتعليم تقنين مراكز الدروس الخصوصية ينسف أي دور للمدرسة، ويهدر مبدأ التربية قبل التعليم.. هذا الوزير سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه ولكن أي تاريخ يا سيادة الوزير!

الجريدة الرسمية