رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ليه ياربي.. حكمة ربانية في المنع والمنح (2)

الشيخ متولي الشعراوي، رحمه الله، له نظرية بديعة، وهي أن الله سبحانه، قسم الأرزاق إلى 24 قيراطًا، لكنه لم يمنح أحدًا القراريط الـ 24، بل تجد شخصًا ينعم بـ 23 قيراطًا من الصحة والمال والثقافة والعلم، والزوجة الصالحة، لكنه محروم من الذرية.. وآخر يتمتع بالذرية والصحة والثقافة والذكاء، لكنه يفتقر إلى المال.. وهكذا لا يمكن أن يكتمل الكل لدى واحد! لحكمة ربانية جميلة، وهي أن ينظر الإنسان إلى من دونه، فيتصبر على الابتلاء، ويجتاز الاختبارات بنجاح، ويعبر قنطرة الدنيا إلى الآخرة، فيدخل الجنة، ويفوز بالنعيم.

تقسيم الأرزاق

 

في السوق؛ تجد بائعا أميا تقريبا يستطيع حساب أعقد المسائل في ثوانٍ معدودات، وبمنتهى السهولة، وأكبر المثقفين، والمتعلمين لا يستطيع إجراء أقل العمليات المحاسبية إلا باستخدام الآلة الحاسبة. ألا تلاحظ أن ابنك عندما يصاب ببرد تضطر إلى الذهاب به إلى أكبر الأطباء، وجلب أهم الأدوية وأنجحها، بينما ابن أى عامل بسيط لا يحتاج إلا لمشروب دافئ، وليمون، لكي يشفى من مرضه؟! وفي أقصى الأحوال يتوجه إلى الصيدلي ليشتري دواءً رخيصا، ما أن يتناوله حتى يشفى؟!

 

 في الريف تجد الفلاح يضرب الأرض بمنتهى القوة، ولا يتغذى إلا على أبسط ألوان الغذاء، وفي بعض الأحيان لا يتناول إلا البصل و"المش"، والعيش، ونحن في الحضر، نتناول ما نعتقد أنه أكثر أنواع الغذاء فائدة، وفيتامينات، ولا نتمتع بنصف ما ينعم به فلاحو القرى من صحة وحيوية!!

 

عبد الحليم حافظ، رحمه الله، حاز من الحب، والنجاح، ما لم يؤته فنان غيره، لكنه لم يكن يستطيع أن يتناول وجبة كاملة مثل غيره من الناس العاديين.. كان المرض يتحكم في كل تصرفاته وتحركاته. كثير من الطلاب المتفوقين على مستوى الجمهورية لم يستعينوا بالدروس الخصوصية لضعف دخول آبائهم.. وهذه ابنة البواب التي تصدرت زملاءها في الثانوية العامة، وبائع الفريسكا الذي حصد درجات باهرة، والتحق بكلية الطب، وغيرهما كثير.

 

 

الدكتور طه حسين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفقد بصره مبكرا، لكنه، بالعزيمة والإرادة، تمكن من اقتحام سجلات التاريخ، من أوسع أبوابه، وحقق ما لم يستطع تحقيقه أعتى الأصحاء !! وأمثاله كثيرون. هيلين كيلر، صماء، كفيفة، بكماء.. دخلت التاريخ أيضا، بإرادة حديدية، وطموح لا حدود له. معاذ بن جبل، رضي الله عنه، كان يعاني من إعاقة حركية، وبلغ شأنا في العلم لا يناطحه فيه غيره. أبو العلاء المعري، الكفيف النابغة، سجل من الحكمة والبلاغة، ما لم ينافسه فيه غيره من المبصرين!

Advertisements
الجريدة الرسمية