رئيس التحرير
عصام كامل

هزيمة الخبراء في حرب أوكرانيا!

عندما اندلعت حرب أوكرانيا خرج علينا خبراء عسكريون وسياسيون واستراتيجييون ليأكدوا أن الحرب سوف تنتهى في غضون أيام قليلة، بعد أن تكون روسيا قد التهمت أوكرانيا كاملة وأسقطت نظامها.. وهؤلاء مثل عامة الناس الذين ليسوا بخبراء ولا محللين فاجأتهم التطورات الدراماتيكية، فتلك الحرب التى جاوزت الثمانية أشهر ولم تنته بل مازالت تتصاعد.. 

 

لدرجة بات يتوقع فيها البعض لجوء روسيا إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية كما تروج واشنطن الآن وتسير وراءها عواصم أوربية أخرى، خاصة بعد تقدم القوات الأوكرانية في المناطق التى ضمتها روسيا لها وأعلنت أنها صارت مناطق روسية، وبعد تفجير جسر القرم والاعتراف الضمني لأوكرانيا بأنها  قامت به.. هذا يكشف أن من لقى الهزيمة في حرب أوكرانيا كانوا هؤلاء الخبراء الذين صدعونا بتحليلاتهم وتوقعاتهم وتنبؤاتهم التى لم يتحقق منها شيء حتى الآن، وربما لا يتحقق منها شيء مستقبلا أيضا.

خبراء بدون خبرة


لذلك فإن التوقع الوحيد الذى يمكن تصديقه أن الصراع العسكرى في أوكرانيا بعد أن تحول إلى مواجهة بين روسيا والغرب كله بقيادة أمريكا مستمر، وغير مرشح للانتهاء قريبا، فى ظل إصرار روسي على خوض هذا الصراع كاملا وحتى النهاية، لأن التوقف الآن حتى وإن كانت سيطرت على مساحات من أوكرانيا إلا أنه يجعلها تخسر استراتيجيا في صراعها مع الغرب.. بينما أمريكا تريد استنزاف روسيا عسكريا حتى آخر نفس.. أما تطورات المعارك على الأرض فالأفضل أن نتابعها تطورا وراء الآخر دون انسياق وراء هؤلاء الخبراء الذين كشفت الحرب الأوكرانية أنهم لا خبرة ذات بال أو يعتد بها لديهم!

 


وإذا كان الحال كذلك، فإننا يتعين أن نتحسب لاستمرار تداعيات تلك الحرب على الاقتصاد العالمى، فى ظل اختلاف المصالح حول ملف الطاقة الآن، والذى يعد الخلاف حول تخفيض إنتاج النفط أبرز مظاهره الآن، بعد قرار أوبك الموسعة الأخير الخاص بتخفيض الإنتاج.. وهذا أمر يتعين أن نضعه في اعتبارنا ونحن نواجه تلك الأزمة الاقتصادية.. ومن الحكمة أن نتصرف وكأن تلك الأزمة الاقتصادية ممتدة لوقت غير محدد، أما إذا انتهت بعد شهور فإنه سوف يكون من قبيل الحظ الحسن. 

الجريدة الرسمية