رئيس التحرير
عصام كامل

لو عاد النبي

لو عاد محمد صلى الله عليه وسلم في زيارة إلى قومه بعد كل هذه السنين!  لو عاد الرسول الكريم إلى أمته فيلقي نظرة على ما يفعله فينا من ظنوا أنفسهم أنبياء وتوهموا أنهم جاءوا إلينا بقرار إلهى.. سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا وهما وكذبا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ وأن ما يقولون إنما هو وحي من الله.

 

لو عاد الرسول الكريم ورأى أمته وقد انشغل كبيرهم عن صغيرهم وغنيهم عن فقيرهم وتنامى دور شيوخهم إلى أن صاروا أصحاب ثروات وعمارات وسيارات وقد شغلتهم الحياة بمباهجها وساروا في طريق الغى يعيثون.. لو عاد الرسول الكريم ووجد صانعنا وقد جانبه الضمير وتخلى عن الأخلاق وأصبح مثلا يضرب عن الغش ولم يعد يعرف من صنعته إلا الكذب والخداع.

 

لو عاد الرسول الكريم ووجد فينا من يلوون الحقائق ويمهدون الطريق أمام الأعداء وحادثونا بما لم يحادثنا به الخلفاء الراشدون وأمعنوا فينا القتل والتعذيب وبعثروا مقدرات الأمة علي مغامرات وخيالات وطالبونا بالجوع من أجلهم ومن أجل بقائهم.
 

لو عاد الرسول الكريم ووجد بيننا من قامر وغامر بعيش الناس وأحوالهم وأولادهم وتعليمهم ومستقبلهم وضيق عليهم من سبل الحياة ما يجعلهم أقرب إلى الموت.

لو عاد الرسول الكريم ورأى منا ما لم يره من كفار قريش وجبروتهم وطغيانهم وظلمهم وتعنتهم.. لو عاد الرسول الكريم ورأى فينا من حال دون الناس وبعض الهواء وقليل الماء وضيق عليهم الأرض وحبسهم في واد من الخوف والرهبة والظلمة.

 

 

لو عاد الرسول الكريم لعاد إلى حيث كان.. إلى صحاري القلوب الرافضة وجبال النفوس الفارغة، لو عاد الرسول الكريم لعاد إلينا يدعو من جديد إلى دينه الذي نسيناه وطريقه الذي خطه بنضاله ضد الكفر والظلم والظلام.. لو عاد الرسول الكريم لعاد إلى حيث كان وهو يخرج الناس من الظلمات إلى النور.. يدعو من جديد إلى دين الرحمة والحرية والطريق المبين.

الجريدة الرسمية