رئيس التحرير
عصام كامل

٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢

هذا اليوم سوف يدرج في قائمة الأيام المهمة في تاريخ عالمنا.. فهو اليوم الذى شهد مراسم توقيع ضم أربعة مناطق أوكرانية تمثل خمس كل أراضى أوكرانيا إلى روسيا، وذلك استنادا لنتائج الاستفتاءات التي جرت قبل أيام في هذه المناطق تطبيقا كما قال سيد الكرملين لمبادىء الأمم المتحدة التى تمنح الشعوب الحق في تقرير مصيرها.. وهذه الخطوة الروسية لن تمر بدون رد فعل أوروبي وأمريكي.. ولعل ذلك ما يفسر ما قاله بوتين في حفل التوقيع أن روسيا لا تواجه فقط أوكرانيا وإنما تواجه الغرب كله بقيادة أمريكا، الذى يريد استمرار فرض هيمنته السياسية والاقتصادية بل والقيمية والثقافية على شعوب العالم.


وقد سارع الاتحاد الأوروبى إلى إعلان رفضه للخطوة الروسية وتوعد روسيا بمزيد من العقوبات الاقتصادية، رغم أنه يعلم أن تلك العقوبات تؤذى الدول الأوروبية أيضا ولذلك تصاعدت احتجاجات شعبية في بعض الدول الأوروبية ضد استمرار الدعم الأوروبى لأوكرانيا.

 تشديد العقوبات


أما الامريكان فإن الخيار المناسب لهم مع تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا هو تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة حتى تظل قادرة على القتال وتطول الحرب لاستنزاف القدرات العسكرية الروسية، وحتى لا تستجيب أوكرانيا لدعوة بوتين لوقف القتال والذهاب إلى مائدة المفاوضات.

 
وإذا كانت كلمات الرئيس بوتين في حفل التوقيع على ضم المقاطعات الأوكرانية الأربعة لبلاده  تشى بأن روسيا ماضية في حربها دون توقف، خاصة وأن بعض مساحات في المناطق الأربعة مازالت تحت سيطرة الجيش الأوكراني ويدور بينه وبين الجيش الروسي قتال فيها الآن.

 
إذن لقد طويت صفحة في الصراع المسلح الدائر الآن في أوكرانيا، وفتحت صفحات أخرى جديدة لا أحد يستطيع التنبوء متى تطوى -أى متى ينتهى هذا الصراع- لآنه لا يحدد، كما يفهم ضمنا من خطاب بوتين، مستقبل أوكرانيا، أو حتى مستقبل روسيا، وإنما يحدد مستقبل العالم كله ونظامه الدولى.. 

 

 

وهذا ما يدركه منذ اللحظة الاولى لاندلاع الصراع المسلح في فبراير الماضى الرئيس الأمريكى بايدن ومساعدوه، ولذلك لا يعبأون بالآم أوكرانيا ومتاعب ومعاناة أوروبا، ومأساة الدول النامية والفقيرة التى داهمتها أزمة غذاء وطاقة مزدوجة، لان كل ما يهمهم هو إستمرار النظام الدولي أحادى القطبية الذى يتيح لهم فرض هيمنتهم على العالم كله، ويبعد منافسيهم العسكريين والاقتصاديين عن حلبة المنافسة مع أمريكا.    

الجريدة الرسمية