رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين وضع الفتيل ولافروف أشعله.. روسيا في مواجهة غضب الأصدقاء.. والسر في المشاهد الصدمة بأوكرانيا

لافروف
لافروف

ذكرت صحيفة ”بوليتيكو“ أن روسيا لم تسلم حتى من ”غضب الأصدقاء“ بسبب حربها على أوكرانيا، مشيرة إلى أن ”الاستنكار“ كان واضحا في خطابات زعماء العالم والجدول الهزيل لموسكو في اجتماعات الأمم المتحدة التي بدأت أعمالها، الأربعاء.

زعماء العالم 

وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه ”بحلول الوقت الذي اعتلى فيه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، المنصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس السبت، كان هو وبلاده فقدوا بالفعل الكثير من (الجمهور المؤيد) لروسيا“.

وأضافت الصحيفة ”خلال الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية، أعرب زعماء عالميون واحدا تلو الآخر عن انزعاج عميق إن لم يكن إداة الصريحة للحرب الروسية في أوكرانيا. حتى أن بعض الدول التي ظلت صديقة للكرملين دعت إلى وقف إطلاق النار أو طرق أخرى لإنهاء الأزمة.“

وتابعت ”دول قليلة فقط هم التي قدمت كلمات تعزية لروسيا. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يحضر إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يفعل لنفسه أي مصلحة عندما أعلن الأسبوع الماضي أنه يصعّد المعركة وربما يستخدم الأسلحة النووية.“

دعوات روسية

وأشارت الصحيفة إلى أن الحدث العالمي كان من الصعب أن يفوت الاستياء المتزايد من روسيا. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي كبير قوله إن بعض المسؤولين الأجانب رفضوا الدعوات الروسية للاجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بسبب ”المشاهد الصادمة“ في أوكرانيا.

وأردفت الصحيفة ”تعد هذه المواقف تحولًا كبيرًا في اللهجة أكثر من أي شيء ملموس يمكن أن يضيف ضغطًا على الكرملين اقتصاديًّا أو عسكريًّا. وبدأ أن لافروف، على سبيل المثال، يدرك ذلك، ولذا لم يتراجع الدبلوماسي المخضرم عن خطابه أمس“.

وكان لافروف أصر على أن حرب بلاده في أوكرانيا كانت عادلة، وأن موسكو كانت تدافع عن نفسها وعن المتحدثين الروس المقيمين في أوكرانيا ضد ”نظام النازيين الجدد“ في كييف.

تحد لا يغير الواقع

ورأت الصحيفة الأمريكية أنه رغم هذه التصريحات، فإن تحدي لافروف لا يغير الواقع المزعج لروسيا الذي يتزايد وضوحًا، والمتمثل في أن بعض حلفائها ”المخلصين“ يشككون في الحكمة من حربها في أوكرانيا، والتي تسببت في سلسلة من الخسائر الإقليمية الكبيرة لروسيا في الأيام الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحول في اللهجة هذا كان واضحًا حتى في الأيام التي سبقت اجتماع زعماء العالم في الأمم المتحدة.

وقالت إن بوتين كان التقى خلال قمة ”منظمة شنجهاي للتعاون“ في أوزبكستان في وقت سابق من الشهر الجاري، بالزعيم الصيني، شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.

وقالت الصحيفة ”اعترف الزعيم الروسي بأن نظيره الصيني – الذي يمكن القول إن أمته أهم صديق لروسيا – أثار أسئلة ومخاوف بشأن حرب أوكرانيا.

في غضون ذلك، ورد أن الزعيم الهندي أبلغ بوتين أن (عصر اليوم ليس عصر حرب)، وهو ما اعتبره البعض توبيخًا دقيقًا.“

وأضافت الصحيفة أنه من قبيل الصدفة البحتة، جاءت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في التوقيت ذاته، والتي وفرت أيضًا لمزيد من البلاد ”الغاضبة“ منبرًا للتعبير عن إحباطها.

وتابعت ”لم ترغب بعض البلدان في تجنب موضوع أوكرانيا، لا سيما تلك التي تعاني نقص الغذاء والطاقة وارتفاع الأسعار الناتج عن الحرب، فضلًا عن تغير المناخ ووباء كورونا.“

وأردفت الصحيفة ”لم يكن غياب بوتين المادي عن الجمعية العامة مفاجأة، لكنه أثار قلق المجتمعين بإعلانه، الأربعاء، أنه يحشد مئات الآلاف من القوات الإضافية، ويدعم الاستفتاءات لضم بعض الأراضي الأوكرانية، وربما يستخدم الأسلحة النووية في جهوده لهزيمة كييف.“

الجريدة الرسمية