رئيس التحرير
عصام كامل

غراب البين يكتب: زوجات آخر زمن

غراب البين
غراب البين

 

بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أريح جتتى فوق فرع الشجرة بأحد شوارع حى بولاق.. وبينما كنت منكمش داخل ريشى قبل آذان فجر أمس وكان نفسى أنام ساعتين قبل أن يستيقظ العيال بتوع الشارع وإذا بى أسمع هرج ومرج قادم من مدخل عمارة الحاج عماد.
 

زوجة الواد ممدوح إبن الحاج عماد نازلة من العمارة ورأسها وألف سيف إنها تروح بيت ناسها.. والواد ممدوح عمال يشد فيها ويقول لها هتفضحينا يا بنت العبيطة الدنيا ليل والصوت بيسرى تعالى ادخلى والصباح رباح.. بينما هى مُصرة على الرحيل وتقول له انا مراتك يا بنى آدم.. أنا مش خدامة عندك علشان تصحينى من النوم وعايزنى أحضرلك تتعشى فى وش الفجر.. ليه هو انت اشتريتنى من سوق الجوارى ولا انا من سبايا الحرب اللى خاضها ابوك عنتر زمانه؟.. لا يا حبيبى إخدم نفسك بنفسك "هلب يور سيلف يا روح الست الوالده" انت هنا مش فى فندق خمس نجوم ولا انا الشيف الشربينى بتاع حضرتك.
 

 

حسام قال لها: يابنتى إتلمى فضحتينا الصوت بيسرى والناس هتتلم علينا.. يعنى عايزانى أنام من غير عشا.. طب انا مكانش هدفى العشا بس.. دا انا كنت هحلى بيكى يا حماره.. وثانيا أنا راجع من الشغل مش من الكباريه.
 

فقالت له: وأنا مش قاعده قصادك علشان تحلى بيا فى الوقت اللى يعجبك.. وماليش دعوة بظروف شغلك.. أنا إنسانه ولازم تحترم خصوصيتى.. سيبنى أنا مروحة عند امى وأهو بالمرة أرتاح منك ومن عيالك شويتين.. مش كفاية إنى بربيهملك ببلاش؟
 

وفجأة بقا الناس صحيت على صوت ممدوح ومراته والبلكونات والشبابيك اتفتحت وهنا علمت إن الليله مافيهاش نوم فمقدرتش استحمل ولا أسمع اكتر من كدا فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق.. فراح حسام وزوجته ومعهم مشاهدى البلكونات يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.
 

فقلت يا فكيك ورفرفت بأجنحتى هاربا قبل أن يحدفوننى بالطوب كعادتهم ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جايبلكم النكد والفقر يا شوية بنى آدمين أم تصرفاتكم هى سبب بلاويكم ومشكلاتكم؟.. طب بتتزوجوا ليه طالما انتم لا تعرفون قيمة الزواج ومودته ورحمته؟!.. أم غرتكم تصريحات بعض مخابيل السوشيال ميديا والفضائيات التى توصى بأن يدفع الرجل لزوجته مقابل خدمتهها له ولأبناءه.. وأخرى تقول لو زوجك زعلك إضربيه.. وثالثة تفتى بأن الزوجة غير ملزمة بإرضاع أبنائها إلا بمقابل مادى يدفعه والدهم اللى هو زوجها.. هما البنى آدمين عايزين من بعض إيه؟!.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم!

الجريدة الرسمية