رئيس التحرير
عصام كامل

سر مخاوف إسرائيل من إحياء الاتفاق النووي الإيراني

النووي الإيراني
النووي الإيراني

مخاوف كبيرة تنتاب الحكومة الإسرائيلية مع قرب التوصل لاتفاق بين إيران والدول الكبرى – أمريكا والاتحاد الأوروبي- حول إحياء اتفاق 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وأعلنت إيران، اليوم الأربعاء، أنها تلقت ردا من الولايات المتحدة على "النص النهائي"، الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

وزادت التوقعات العالمية مؤخرا، حول احتمال قرب التوصل إلى اتفاق جديد بين طهران وواشنطن.

وبعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران استمرت 16 شهرا، قام خلالها الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في الثامن من أغسطس، إن التكتل قدم "عرضا نهائيا".

سر المخاوف الإسرائيلية

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، اليوم الأربعاء، إن تل أبيب تعارض الاتفاق النووي المرتقب مع إيران، واصفا إياه بـ"السيئ" لأنه يعطي طهران امتيازات بالجملة.

وذكر لابيد، في تصريحات "نعارض هذا الاتفاق مع إيران لأنه سيئ ولا يمكن القبول بنصه الحالي"، متعهدا بالتحرك من أجل منع إيران من التحول إلى دولة نووية.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده لن تكون ملزمة بهذا الاتفاق، في حال التوقيع عليه.

وأضاف "نجري حوارا مفتوحا مع الإدارة الأمريكية حول جميع القضايا المختلف عليها. أقدر استعداد الأمريكيين للاستماع إلينا وللعمل معنا. الولايات المتحدة كانت وما زالت أقرب حليفة لنا والرئيس بايدن هو من أفضل الأصدقاء لإسرائيل على مر تاريخها".

100 مليار دولار

وتابع أن الاتفاق المطروح حاليا  سيمنح إيران 100 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن "هذه الأموال لن تصرف على بناء مدارس أو مستشفيات. 100 مليار دولار هذه ستصرف على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وعلى ترويج الإرهاب في كل أنحاء العالم".

وأوضح أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق من حيث المبدأ، بل "نعارض هذا الاتفاق لأنه لا يناسب المعايير التي حددها الرئيس بايدن نفسه وتتعهد بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية".

واستطرد أن هذا الاتفاق "يعرّض استقلالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية للخطر، وهو يخلق ضغوطا سياسية تهدف لإغلاق الملفات المفتوحة بدون استكمال تحقيق مهني فيها".

أسوأ من ذي قبلها

من ناحيته جدد زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، معارضته الشديدة لتوقيع اتفاق لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، قائلا إن "الاتفاقية الجديدة الناشئة أسوأ من ذي قبل".

وقال نتنياهو للصحفيين في تل أبيب: "الصفقة الرهيبة مع إيران، تلقي بظلالها الثقيلة على أمننا ومستقبلنا"، لافتا إلى أن الاتفاقية الجديدة "تمنح مئات المليارات من الدولارات لإيران، كما تمنح طهران شبكة طرد مركزي متقدمة بقدرة تخصيب مطورة، وهي تخلق ما يسميه حصانة دولية للبرنامج النووي الإيراني".

كما انتقد نتنياهو الصفقة لعدد من الشروط الغائبة، بما في ذلك "المطالبة وقف تطوير الأسلحة الباليستية، ووقف تطوير الأسلحة النووية، والرقابة الدولية الفعالة".

نص الإتفاقية

وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي للأخبار، عن تفاصيل الاتفاق النووي الجديد، مؤكدا أن الاتفاق "سيلزم طهران بنسبة محددة لتخصيب اليورانيوم".

وأضاف نقلا عن مسؤول أمريكي، أن "الاتفاق الجديد مع إيران لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم أعلى من 3.67 %".

كما أشار إلى أن الاتفاق "سيمنع إيران من تخزين أكثر من 300 كجم من اليورانيوم المخصب، وسيفرض قيودا على برنامج إيران النووي حتى عام 2031".

إزالة أجهزة الطرد المركزي

وقال المسئول الأمريكي للموقع: إنه "ستتم إزالة أجهزة الطرد المركزي المتطورة لدى إيران وتخزينها تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية".

الجريدة الرسمية