رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"جدعنة ولاد إمبابة".. يوسف رسلان حمل كاهن كنيسة أبو سيفين على ظهره وسط النار | فيديو

زوجة كاهن كنيسة أبو
زوجة كاهن كنيسة أبو سيفين

بطولات لا تنتهي صنعها أبناء منطقة إمبابة بالجيزة، تحديدًا في الشارع الذي شهد الحادث الأليم الذي وقع أمس الأحد بكنيسة أبو سيفين وراح ضحيته أكثر من أربعين شخصًا معظمهم من الأطفال.

 

ومن بين أسماء أبطال إمبابة يبرز اسم الشاب يوسف رسلان صاحب الـ17 عامًا، الذي كان من أوائل من هرعوا إلى الكنيسة لإنقاذ المحاصرين وسط ألسنة اللهب، لتظهر شهامة وجدعنة أولاد البلد.

يحكي يوسف تفاصيل يوم الحادث التي بدأت بمجرد استيقاظه من النوم في الثامنة والنصف صباحًا، قائلًا "إحنا ساكنين قدام الكنيسة على طول، سمعت صوت الفرقعة في التكييف، خرجت اشوف فيه إيه، لقيت عامل من العمال، متعلق في التكييف وهيقع خلاص جبنا بطاطين عشان ينزل عليها، ولكن جسمه اختل ووقع على الأرض، في نفس الوقت سمعت صوت أطفال في الحضانة فوق بتصرخ، كسرنا الباب ودخلنا لقينا العيال كلها قافلة على نفسها باب الحضانة وفوق بعض".

 

صعد يوسف حينها إلى السطح وبدأ في إخراج الأطفال الأحياء هو وجيرانه من خلال أجهزة التكييف "كنا بنطلعهم على التكييف ومنه للسطح، وفيه بنت وولد طلعتهم السطح والولد الصغير نط حوالي ٣ متر من سطح الكنيسة لسطح بيتنا، ورجله اتسكرت شلته نزلته لعربية الإسعاف".

 

وفي خضم الأحداث يكن يعلم يوسف حينها هل الأجساد التي يحملها مازالت تدب فيها الحياة أم لا؟! "كل اللي كنا بنشيلهم مع رجال المطافي كانوا فاقدين الوعي منعرفش ميتين ولا أحياء كنت بشيل اللي اقدر عليه أنزله على الإسعاف".


في وسط تلك الأجواء المضطربة التي يملؤها الصراخ ونداءات الاستغاثة، صعد يوسف إلى الطابق الأخير أو كما يقولون "الثالث علوي" حيث كان يقام قداس الصباح، رأى وسط الدخان الكثيف وبين أجساد الضحايا والمنقذين، كرسي كبير ملقى على الأرض “شيلت الكرسي لقيت تحته الكاهن عبدالمسيح، بس عرفت أنه مات ومكنتش قادر اشيله، وجه حد من الجيران شاله معايا رفعه على كتفي ونزلت بيه”.

 

وأكد يوسف أن علاقته وأهل بيته بالكاهن الراحل طيبة، رغم أنه ليس من أبناء المنطقة، “كنا نعرف أنه من شبرا مصر لكن كان جار لينا ومعرفة طيبة”.

 

 ما زال يوسف يتذكر أصوات أسلاك الكهرباء وهي تطلق الشرار الذي تسبب في الحريق، بينما حفر في ذاكرته مشهد الطفلان الصغيران اللذان حالت النيران المشتعلة دون قدرته على إنقاذهما ومحاولاته المتكررة لإخراجهما من بين اللهب.


واستكمالًا لفصول البطولات العديدة التي سطرها أبناء منطقة إمبابة، يأتي دور عمار بائع الخضار بشارع الكيلاني أحد الشوارع القريبة من موقع الحادث، والذي رافق يوسف في عملية الإنقاذ، إذ ألهمه الله في خضم هذا الحدث الجلل أن يهرع إلى أسطوانات البوتاجاز التي كانت متواجدة في المبنى ووضعها في الثلاجة، ثم قام رفقة بعض أبناء المنطقة بفصل التيار الكهربائي.

 

وقال عمار "لو مكناش بعدنا الأنابيب والبيوت هنا جنب بعضها كانت الخسائر هتكون أكبر بكتير الحمد لله أنه هدانا للتصرف ده".

Advertisements
الجريدة الرسمية