رئيس التحرير
عصام كامل

أنا وساويرس والكنيسة

ما إن أطلق نجيب ساويرس “تويتة” على حسابه الشخصي بموقع “تويتر” متحدثا عن حريق كنيسة أبي سيفين، منهيا عبارته بالعزاء إلى المسيحيين والمسلمين، معتبرا إن كل من يؤمن بالله فهو حزين للمصاب الجلل، إلا وانطلقت حملة تصف ما كتبه بأنه عنصري واستباق لنتائج التحقيقات، خصوصا وإنه قال "الله المنتقم" مما أوحى بأن الحادث مدبر.

 

والحقيقة أن قراءة متأنية لما كتب ساويرس تنقلك إلى فهم آخر، ومن استفهامات الجماهير وأسئلتهم نستطيع فهم الرسالة.. من منح شهادة الدفاع المدني لمبنى يكتظ بالناس وليس به أولى درجات الحماية المدنية ودون وجود لأجهزة استشعار الحريق مثلا.. بعض الناس تحدثت عن التسلسل الزمني لوصول سيارات الإطفاء وعدم معقولية البيان الذي أشار إلى وصولها بعد أربع دقائق فقط من بدء الحريق وأن الإسعاف وصل بعد دقيقتين فقط وهو تسلسل مدهش في حقيقة الأمر. 

 

لو أن سيارات المطافئ وصلت بعد أربع دقائق من الحريق فهل عدد الضحايا يناسب هذا التسلسل؟ وهل بالفعل وصلت سيارات الدفاع المدنى بعد هذا الوقت في حي يزخر بالشوارع الضيقة والحارات؟! من الذي جمع كل هذا الرقم من المواطنين في مبنى لا تتوفر به أبجديات الحماية المدنية وكيف وافقت الجهات على اعتماد المبنى من ناحية الدفاع المدني وما تفرضه الشروط التي لم تتوفر من أساسه؟


أليست هذه التفاصيل تدفع المرء إلى اللجوء إلى الله ليحاسب كل مقصر في تقصيره، وهل الالتجاء إلى الله يعنى الحديث عن مؤامرة! وأمام هذا العدد الكبير من الضحايا يصبح لزاما علينا أن نحاسب المقصر أيا كان موقعه وأيا كان منصبه؛ فالحادث قد أخذ معه قلوب أهالي الضحايا وقلوب المصريين في كل مكان ولا يجب أن يمر مرور الكرام.

 


إن للجهات أن تحقق وتسأل وتحاسب كل مقصر، واعتبار هذا التقصير تورطا حقيقيا ضد أمان الناس وحياتهم؛ فالاستهانة بالإجراءات تعني التورط، ومرور الحادث دون محاسبة هو بكل المقاييس كارثة أهم وأكبر.. والتحقيق لابد وأن يشمل المسئولين عن الكنيسة، والتحقيق في الوقت الذي وصلت فيه سيارات الإسعاف والإطفاء والمسئولين عن منح تراخيص الدفاع المدني.
ألا يعنى وجود تقصير أن هناك متورطين فعلا في الحادث واللجوء إلى الله ليحاسبهم لا يعنى أكثر من التسليم بأن الله يرى ويحاسب، فما هي الجريمة التي ارتكبها نجيب فيما كتب؟!.

الجريدة الرسمية