رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عمالة الأطفال بالمنوفية.. مزارع السادات تنهي براءة الصغار

مزارع السادات
مزارع السادات

أطفال أرهقت أسرهم الظروف المعيشية الصعبة، ونال منهم ضيق الحال، فقرروا التخلي عن طفولتهم واختاروا العمل ليقفوا موقف الرجال بجوار ذويهم، رغم كل التحديات والصعاب التي يعلمون أنها ستواجههم.

مدينة السادات بمحافظة المنوفية، يتواجد بها الكثير من المزارع والتي تعتبر هى الوجهة للأطفال حيث يعملوا داخلها باليومية، حيث يبدأ يومهم من السادسة صباحا وينتهي في الظهيرة.

بمجرد أن تعلن مكبرات الصوت بالمساجد ميلاد فجر يوم جديد بمركز أشمون في محافظة المنوفية، يستيقظ هؤلاء الأطفال ليبدأوا في التجمع إنتظارًا لوصول السيارة والتي يمتلكها مقاول الأنفار أو كما يطلق عليه "خولى الأنفار" لتقلهم إلى حيث مقر عملهم بالمزارع الموجودة بمدينة السادات.

يتحول خولى الأنفار في بعض الأحيان إلى "كفيل" حيث يبرم اتفاقًا شفهيًا مع صاحب المزرعة للحصول على مبلغ من راتب هؤلاء الأطفال يوميًا يبدأ ذلك المبلغ من 20 جنيهات ويصل إلى 30 جنيها، غير المبلغ الذي يتحصل عليه من يومية الأطفال نظير نقلهم من وإلى مكان العمل والذي يبلغ 20 جنيهًا يوميًا.

تتراوح يومية الطفل من 80 إلى 100 جنيها نظير العمل في جني محاصيل الفاكهة في مدة زمنية تبلغ 5 ساعات تبدأ في السابعة صباحًا وتنتهي في الثانية عشرة ظهرًا، ثم يتجمعون في صندوق غير آدمى لسيارة ربع نقل تقلهم إلى حيث أتت بهم.

مركز أشمون في محافظة المنوفية هو المورد الفعلي لهؤلاء الأطفال وهو أكثر المراكز التي يتجه أطفالها للعمل في تلك المزارع رفقة بعض الأطفال الذين يأتون من قرى ومراكز محافظة البحيرة المجاورة لمركز السادات.

حوادث كثيرة تتعرض لها سيارات نقل الأطفال للمزارع بسبب زيادة عددهم في الصندوق الخلفي لها حيث لا يجدون مكانًا للجلوس ويظل أكثرهم واقفين مما يعرضهم لإصابات بالغة إذا تعرضت السيارة لانقلاب أو اضطر صاحبها للوقوف المفاجئ.

المبلغ المالي الذي يحصل عليه الأطفال شهريًا في تلك السن الصغيرة والذي يتراوح ما بين 1700 إلى 2200 جنيه يدفعهم للاستمرار في العمل بالمزارع خاصة الإناث منهم وذلك لتجهيز أنفسهن ورفع العبء عن أسرهن حسب تأكيدات "م.م" 14 عاما، إحدى العاملات في تلك المزارع.

"م.ح" 16 عام قرر ترك الدراسة لمساعدة والده العامل بأحد المصانع في الإنفاق على أسرته فلديه من الأشقاء 6 منهم أربعة بنات و2 من الأولاد، وكان عليه التضحية بعدم استكمال تعليمه من أجل أشقاؤه.

وكانت مديرية القوى العاملة بمحافظة المنوفية قالت أن القانون يجرم عمل الأطفال في مهن شاقة أو المهن التي تعرضهم لأى خطورة، لافتًة إلى أن عمل الأطفال بالمزارع ليس من الأماكن التي تسبب خطورة على صحة الأطفال وتسمى "عمالة موسمية"، مؤكدة على أنها تتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

Advertisements
الجريدة الرسمية