رئيس التحرير
عصام كامل

أنواع من النساء.. الساخطة طول الوقت!

لم أتوقع ردود الفعل عند الحديث عن ألوان من النساء، يذهبن بالرجل إلى الجحيم أو يأخذن به إلى النعيم، والحق أن النعيم بالنسبة للرجل هو بيت هادئ مستقر وزوجة متفهمة غير متطلبة، ولا متطاولة. ونقول لمن طالبنى بالكتابة عن أنواع الرجال، أن هذا سيحدث، فقط بعد أن نفرغ من تحليل وتشريح  نماذج من النساء، يعشن معنا وحولنا.. وفي الأسبوع الماضى كتبنا عن الصعبة الجريئة، واخترت لفظ الجريئة تأدبا، لأنها غالبًا بذيئة  اللسان، ثم كتبنا عن الناعمة المتسللة التي تمناها كثيرون منا، واليوم نواصل، والنموذج الثالث هو المرأة الشاكية الساخطة!

 

لا تكف عن سب الأيام. تلعن اليوم الذي تزوجت فيه، تنعى بختها، وجملتها الشهيرة هي جملة تراثية، يا ميلة بختى يانا، ورضينا بالهم والهم مرضيش بينا، كنت اتصيت في نظرى يوم ما شفتك.. المفردات تتنوع حسب درجة التعليم وحسب الطبقة، ذلك التنوع يحدث في المرحلة التمهيدية من بدء النقار، حتى إذا إحمر المشهد والتهب، انتقلت الراقية المتعلمة إلى لغة القاع التراثي، فأنزلت من القاموس الموروث كل المفردات القاسية المهينة حتى ليشعر الرجل أنه ظلمها، وأنه جعل حياتها ظلاما، وتتداعى مقاومته وهو يرى دموعها تساند لسانها، ونهنهة صوتها، ويقترب ليمسح الدموع فتزيح كفيه في غضب. 

الباب يساع جمل


هي لا ترضى، ولو جئتها بكل ما تقدر عليه، وما اضطررت إليه لكى تحصل منها على كلمة شكرا، أو الحمد لله، فكلما جئتها بشئ، نحته جانبا في استخفاف، أو رمته بنظرة جانبية، وسحبت نفسا ثم أطلقته مع الكلمات التالية: مالقتش غير دول؟ الناس تقف وتختار وتعرف تشترى وانت تستخسر فينا وتسترخص!


فاجأتك؟ غالبا لا لأنك متعود  ومع ذلك فأنت زعلان وحزين، لكن لا تنكر أنك كنت تتمنى إعلان الرضا على وجهها، وإنك أحرزت هدفا في مرمى سخطها المعتاد. غالبا تتخذ قرارا بألا تعاود الكرة وأن تدعها تنفلق، طالما لا شئ يسكن سخطها، ولا شيء يجلب إلى عينيها نظرة الامتنان التي يتمناها كل رجل يسعد زوجته أو حبيبته قدر المستطاع.

  
هي ناقلة جيدة للمعلومات من  بيوت الأخريات، من زميلاتها أو جيرانها، وهي ليست معلومات نميمة أو حسد، بل معلومات للمقارنة بين زوج الجارة وزوجها هي، بعبارة أخرى، هي تتخذ من معلومات الزيارة فرصة للمعايرة والتذكير بالبخت الذي مال، وبأن تلك الجارة منصوفة برجل يعرف كيف يرضى بيته وأهل بيته. 


هي لا تضبط نفسها أبدًا في حالة مراجعة، لكى تعدل من سلوكها، أو ترضى بما قسم، لأن الفكرة الأساسية المسيطرة أنها وقعت وقعة سوداء، وأن الشكوى المستمرة تنفيس بخار هائل، والإ كان خراب البيت هو النهاية المحتومة. ربما يتصبر الرجل ويستعمل عقله، ويسمح باستمرار اللعنات على عيشتها معه، وربما يبنى رد فعل مضادا، يأخذ في النمو يوما، بعد يوم، حتى يتحول الصهير إلى طفح نارى عارم، يطيح بها وبالبيت. 

 

الصبر الطويل، والتريث، وعمل المواءمات والحسابات، قد تجعلها تمعن في ابداء السخط وعدم الرضا، لكن شيئا من المقاومة قد يكبح جماح لسانها، ويجعلها تتردد في التشكي والتباكي، ويلجأ رجال إلى التهديد بفضها سيرة وأن يذهب كل واحد لحاله، لكى يخرسها، فبعضهن يرتدعن، وبعضهن ستنهى الموقف بالجملة التراثية: الباب يساع جمل.. ولا تفرق معانا!

 


هل ستسكت بعدها، كلا أنها ستواصل نعى بختها، والظلم والظلام في حياتها معك.. ويستمر العزف من جانبها والنزف من جانبك، هي عيشة والسلام.. ليس لها من دون الله كاشفة.. إصبر يا أخي على الجار السو يرحل أو تأتيه مصيبة فيرحل. 
تصور عيشة كهذه..

الجريدة الرسمية