رئيس التحرير
عصام كامل

"لوموند": روسيا تتعاقد مع المرتزقة لإرسالهم للحرب في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

كشف تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية عن أزمة بداخل الجيش الروسي تمثلت في نقص عدد الرجال المتقدمين للتجنيد، على خلفية الحرب الدائرة بين موسكو وكييف ما دفعت السلطات في الكرملين للتعاون مع شركات "المرتزقة". 

 

الحرب الروسية الأوكرانية 

وأكدت الصحيفة الفرنسية انه مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السادس شكلت موسكو كتائب متطوعين إضافية بالتعاقد مع الشركات الخاصة مثل "فاجنر" لتوفير الاعداد المناسبة من الرجال لاستكمال الحرب في كييف. 


وقال تقرير "لوموند"، إنّه "إذا كان التحدي الرئيس الذي يواجه كييف هو توريد الأسلحة، فبالنسبة إلى روسيا فإن التحدي الأكثر حساسية يتمثّل في الموارد البشرية ولا سيما منذ أن تخلى فلاديمير بوتين عن التوجه نحو التعبئة العامة التي لا تحظى بتفاعل كبير".


وأضاف أنّ "غزو أوكرانيا رسميًّا لا يزال يوصف في روسيا بأنه عملية عسكرية خاصة؛ لذلك أجبر هذا الوضع الكرملين منذ بداية الربيع، على إستراتيجية تجنيد معقدة منخفضة الضوضاء، وفقًا لعناصر تم إعلانها في الأيام الأخيرة من قبل مصادر روسية وغربية مختلفة".


وكما هو الحال في العديد من الجيوش حول العالم، يعتبر التجنيد في روسيا "مشكلة قديمة"، لكن الموضوع ساء على مدى السنوات العشر الماضية، وفق التقرير.


ونقلت الصحيفة الفرنسية عن ديميتري مينيك، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قوله: "في السنوات 1990-2000، خلال حروب الشيشان، وصل النقص في الرجال إلى حد التجنيد الإجباري الذي اتخذ حتى شكل المداهمات، وهذه المرة تبدو الطريقة مختلفة والجزء الأكبر من الجهد هو محاولة تشكيل كتائب من المتطوعين".

 

شركات المرتزقة الخاصة

وأوضح التقرير أنّه "بالنسبة لهذه الموجة الجديدة من التعبئة تعتمد موسكو إستراتيجيتين رئيستين: إما الطريقة الكلاسيكية للاكتتاب في العقود في الجيش، أو شركات المرتزقة الخاصة مثل فاجنر، وبالنسبة للمسار العادي فإنّ الهدف هو أن تقوم كل مقاطعة من المقاطعات الـ 85 في الاتحاد الروسي بإنشاء كتيبة واحدة على الأقل من المتطوعين أي 400 رجل، وفق ما يؤكده مينيك".


ومن شأن هذه الطريقة أن تمكّن موسكو من تجنيد ما يصل إلى 35 ألف مجند جديد، وفقا للمحللين، وبالتالي تعويض الخسائر الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والتي بلغت حتى الآن 3800 قتيل، وفقا لموسكو، وحوالي 15 ألفا وفقًا لآخر تقديرات الخدمات الغربية، و39 ألف قتيل، وفقا للجيش الأوكراني – دون احتساب الجرحى.


لكن هذه الإستراتيجية، التي تتكون في النهاية من محاولة التجنيد بشكل أسرع من التجنيد الإجباري، يصعب على الكرملين إدارتها؛ إذ لا يمكن إرسال المجند إلى المقدمة إلا من خلال إبرام عقد بعد ثلاثة أشهر على الأقل من الخدمة، ومن ثمّ فإن الأمر يحتاج إلى تعديل من قبل البرلمان الروسي، وفق "لوموند"، في حين يشعر ممثلو المجتمع المدني بالقلق من ممارسة ضغوط على المجندين للتوقيع على تعهد مع الجيش.


ووضع الكرملين أيضا جزءا من مسؤولية هذا التجنيد على عاتق حكام المناطق، فقد تم تعيينهم من قبل بوتين وهم يعلمون أن حياتهم المهنية قد تكون مرتبطة بمدى نجاحهم في مهمة التجنيد.

متطوعين جدد 

وأشار التقرير الفرنسي إلى أنّه تم تجنيد نحو 8 كتائب في محافظات كورسك وبريمورسكي وتيومين ونوفجورود وفي جمهوريات باشكورتوستان، تشوفاشيا، الشيشان، تتارستان ومدينة موسكو، ومن المفترض أن يتلقى المتطوعون الجدد تدريبا لمدة شهر قبل إرسالهم إلى الجبهة.


وأكد أنه "لإغراء هؤلاء المتطوعين يلجأ الكرملين إلى تقديم تحفيز مالي قوي للغاية".


ووفقا لوثيقة بعنوان "الدليل الاجتماعي لأفراد العملية الخاصة"، منسوبة إلى الإدارة السياسية العسكرية للقوات المسلحة الروسية، نشرت في 19 يوليو الجاري، فإن الرواتب المقترحة هي أعلى بثلاث إلى أربع مرات من معدلات العقود في بداية الحرب أي من 3500 يورو إلى 9 آلاف يورو شهريا، وهي مبالغ ضخمة تتجاوز بكثير أجر مدير متوسط خاص في موسكو، المدينة ذات الدخل الأعلى في روسيا.

الجريدة الرسمية