رئيس التحرير
عصام كامل

الكلمة الحلوة

"اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ"، هذا ما وجدته ينطبق تمامًا على ما حدث مع حارس الاتحاد السكندري أحمد يحيى، فقبل مباراة الفريق مع فريق سيراميكا بيومين تقريبًا توفي أخوه، ولكنه قرر ألا يتغيب عن المباراة ووقفوا دقيقة حداد على روح أخيه قبل المباراة.


ولكن عندما وجه له كلام سلبي كثير على قلبه المكلوم من قلوب متحجرة لم تراعي حرمة الحزن ومشاعر الفراق، انفجر في الحزن والبكاء وخرج من المباراة وهو لا يريد اللعب مجددًا، من فيض اللوم الذي وجه له، ولكن ما طمئني قليلًا هو احتضان مدرب حراس فريق سيراميكا الكابتن أحمد ناجي له وتدعيمه ومحاولة تهدئة غضبه وحزنه الكبير على أخيه ومن لوم الجمهور له.

الرياضة أخلاق


الرياضة من الأساس تقوم على فكرة المكسب والخسارة، وحتى أعظم وأنجح الناس في العالم ليس فقط في المجال الرياضي، أنهم عندما يتعرضون لحادث أليم ربما لن يكونوا في رونقهم الطبيعي أو مستواهم الطبيعي الذي يقدمونه باستمرار، فحتى إن كان العقل حاضرًا، فالقلب يكون مجروحًا وليس حاضرًا معه في تلك المواقف الصعبة.


ولكن ربما يكون هذا الفارق الأعظم بيننا وبين الغرب، الغرب يقدر التضحية التي ربما يقدمها حارس عظيم مثل أحمد يحيى الذي قبل أن يلعب وهو يعتصر من الآلم على أخيه، ويشجعه حتى يتجاوز تلك المحنة، أما نحن، وبدون أي تعميم، نعرف كيف نغتال أي بطل، وكيف نقتل أي موهوب بالسباب والتنمر والنعت بأسوأ الصفات والشتائم التي ربما تصل إلى أن الشخص يقرر ألا يلعب مجددًا.


فلا تحزن يا كابتن أحمد، فأنت قلبك الوديع الذي حزن على فراق أخيك هو قلب يحيا ويشعر وتلك المشاعر طبيعية، ولا تحزن على حالك أن بعض الناس لم يقدروا حزنك، بل أحزن على قلوبهم التي لم تشعر بحرمة الحزن وحرمة الفراق، وأفرح أن هناك قلوبًا حية ككابتن أحمد ناجي، الذي يعرف أن الدعم النفسي هو الذي يصنع الأبطال ويقويهم.

 


وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يعرف فيه مشجعو كرة القدم، أن الرياضة في الأساس مبنية على الروح الرياضية وعلى تقبل الخسارة كالفرح بالفوز، وأن الأبطال لن يكونوا إلا بالدعم والمساندة، لا بالسباب وتوجيه اللوم، فنحن لا ننجح إلا وسط ناس داعمين لنا، وناس تعرف بالحق، أن الكلمة يمكن أن تقتل كما يمكن لها أن تنقل الجبال.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية