رئيس التحرير
عصام كامل

جمال شعبان يحذر من القاتل المجهول: الهوموسيستين سام للمخ وخطر على القلب

الهوموسيستين
الهوموسيستين

كشف الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، عن قاتل مجهول ومسكوت عنه وهو "الهوموسيستين"، الحامض الأميني الذي يوجد في الخلايا والبلازما، الغريب أن هذا الحامض يدخل في صنع البروتينات الفعالة والهورمونات والخمائر الضرورية للجسم.

القاتل المجهول

وأكد جمال شعبان أن زيادة الهوموسيستين في الدم يؤدي لزيادة الإصابة بالجلطة القلبية وتصلب الشرايين، كما أنه مادة سـامّة للمخ ويؤدي للإصابة بالخرف "الزهايمر"، والسكته القلبية. 
وكتب الدكتور جمال شعبان تدوينة على الفيس بوك "الهوموسيستين.. القاتل المجهول والمسكوت عنه.. كلنا سمعنا وقرأنا عن عوامل الخطورة علي القلب والشرايين التاجية مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم والتدخين والإفراط في الوزن، والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية لكن يوجد عامل آخر مجهول أو مسكوت عنه  رغم أن له دورا مباشرا في الإصابة بأمراض القلب ألا وهو "الهوموسيستين".
وعن التخلص من الهوموسيستين قال شعبان: "وهو عبارة عن حمض أميني طبيعي يوجد في الخلايا والبلازما وهو يلعب دورًا رئيسيًا في إتلاف  شرايين الجسم بأكثر مما يفعله التدخين أو السمنة أو الكولسترول نفسه، ويتم التخلص منه بطريقتين: الأولى بتحويله إلى ميثيونين بواسطة تفاعل يعتمد على وجود الفولات وفيتامين ب12 وإنزيم ميثيونين سنثيز".

وأضاف:"الطريقة الثانية هي عبارة عن التخلص من الفائض من الهوموسيستين بتحويله إلى مادة السيستين بواسطة تفاعل يعتمد على وجود فيتامين ب6 وإنزيم سيستاثيونين سينتيز."

أضرار الهوموسيستين

وعن القاتل الخفي قال الدكتور جمال شعبان: "ورغم أن  الهوموسيستين Homocysteine من أهم العوامل المسببة لأمراض القلب والذي أطلق علية القاتل الخفي إلا أنه قد أهملته المجتمعات الطبية العالمية، ولقد وُجد أن تركيز هوموسيستين العالي يزيد الإصابة بالجلطة القلبية 3 مرات عن الحال الطبيعية؛ والهوموسستين هو حمض أميني يقول العلماء إن خطره على القلب لا يقل عن خطر الكولسترول." 
وتابع شعبان: "فقد اتضح من دراسات عديدة أجريت على مجموعات سكانية معينة أن خطر التعرض للنوبات القلبية يزداد بازدياد معدل الهوموسستين في الدم، كما أشارت دراسات أجريت على الحيوانات أن الهوموسستين يمكنه تدمير الجدار الداخلي المبطن للشرايين إلى درجة الإصابة بتصلب الشرايين." 
وقال "والهوموسستين حمض أميني مشتق من انشطار حمض أميني آخر يدعى الميثيونين، وهو حمض أميني طبيعي يوجد كوحدة بناء في كل بروتينات الغذاء. الحامض الأميني مثايونين هو المصدر الوحيد للهوموسيستـين. المثـايونين أحد الحوامض الأميـنية العشرين التي يتكون منها البروتين، فهو إذًا مادة لا غنى عنها في صنع البروتينات الفعالة والهورمونات والخمائر الضرورية للجسم." 
وعن مشكلة الحمض الأميني قال: "ولكن المشكلة هي وجوده بكمية كبيرة جدًا حيث تـتولد منـه كمية كبيرة من الهوموسيسـتين هذا الحمض الأميني الضار الذي يُـنـتَج في الجسم، فيخدش الأوعية الدموية ويؤدي إلى تصلب الشرايين وانسدادها مما قد يسبب الجلطة الدماغية أو السكتة القلبية وقد يسبب الخرف (ألزهايمـر) أيضًا، إذا زاد تركيزه عن معدله الطبيعي في الدم." 

فوائد الهوموسيستين

وأضاف "وقد تكون له فائدة واحدة فقط، ألا وهي تكوين الحامض الأميني سيستـين Cysteine الذي يدخل في تركيب الخمائر والهورمونات التي تشمل هرمون الإنسولين، التي تنـظم تركيز سـكّـر الدم. ولكن سيسـتين موجود أيضًا في البروتينات التي يتناولها الإنسان. وقد يرتفع تركيز الهوموسيتستين إن كان هناك نقص في: حامض الفوليك، وفيـتامـينـيْ B1 وB6." 
وقال "هذه العوامل الثلاثة التي تحول هوموسيسـتين مرة أخرى إلى مثـايونين، أو إلى الحامض الأميني سيسـتين، وهما الحامضان الأمينيان المفيدان لتكوين البروتينات. ولكن الخلل الجيني في الشخص، إن وُجد، يحول دون هذا التحويل."
وتابع الدكتور جمال شعبان: "وقد يعود ارتفاع هوموسيسـتين أيضًا إلي: انخفاض هورمون الغدة الدرقية (ثايروكسين) أو مرض الكلى أو تـناول بعض الأدوية التي يكون أحد أعراضها الجانبية التأثير على تأيض المثـايونين والسيسـتين."
وقال "ومن المعروف أن هناك مرض يدعى بيلة الهوموسستين Homocysteinuria، وهو مرض وراثي نادر يرتفع فيه مستوى الهوموسستين إلى عشرة أضعاف معدله الطبيعي، ويتميز المرض بتخلف عقلي خفيف، وعدسات أعين في غير موضعها الطبيعي وقامة طويلة. ويترافق هذا المرض بحدوث تصلب مبكر في شرايين القلب التاجية وشرايين الدماغ والأطراف، ويموت الكثير من هؤلاء المرضى في طفولتهم من جلطات في القلب أو في الدماغ."

زيادة الهوموسيستين في الدم

وأوضح الدكتور جمال شعبان: "إلا أن الجديد في أمر الهوموسستين هو أن الدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن الارتفاع المعتدل في مستوى الهوموسستين في الدم يزيد من خطر حدوث تصلب شرايين القلب والمخ والأطراف دون أن يكون هناك مرض " بيلة الهوموسستين" Homocysteinuria فقد أكدت دراسة تحليلية نشرت في مجلة JAMA الأمريكية عام 1997 وشملت 27 دراسة طبية، أن كل ارتفاع بمقدار 5 ميكرومول/ ل في مستوى هوموسستين الدم يزيد خطر حدوث مرض شرايين القلب التاجية بنسبة تصل إلى 60 % عند الرجال، و80 % عند النساء." 

وتابع جمال شعبان: "وأكدت الدراسات العلمية أيضا أن ارتفاع مستوى الهوموسستين في الدم يتناسب عكسيا مع كمية حمض الفوليك وفيتامين ب6 وفيتامين ب12 المتناولة في الطعام. ومن المؤكد أن العلاج بحمض الفوليك والفيتامين ب6 وب12 يخفض مستوى الهوموسستين في الدم، إلا أنه لا توجد في الوقت الحاضر دراسات تثبت أن مثل هذا العلاج يخفض احتمال حدوث مرض شرايين القلب." 

وقال "وتوصي جمعية تصلب الشرايين العالمية بضرورة قياس مستوى الهوموسستين عند الذين يصابون بمرض شرايين القلب التاجية وهم في سن الشباب. كما ينبغي قياس مستواه عند المرضى الذين أصيبت شرايينهم بتصلب الشرايين وأوردتهم بجلطات في الأوردة." 

وأضاف "هل الهوموسستين مادة سامة للمخ؟ قد وُجد هوموسيسـتين في 20% من المصابين بأمراض القلب.وهو مادة سـامّـة للمخ، حيث ورد في تقارير عدة أن ارتفاع تركيزه في الدم يسبب ضَـعـفَ الذاكرة وحتى الخرفَ (ألزهايمر). 

الجريدة الرسمية