رئيس التحرير
عصام كامل

سر طلب الباحثين وقف محاصرة المرأة بالفتاوى على وسائل الإعلام

المرأة في ميزان العدالة
المرأة في ميزان العدالة

محاصرة المرأة بالفتاوى أصبحت ظاهرة غريبة من نوعها تجتاح وسائل الإعلام بكل أشكالها، تطرح على الشاشات والمواقع الإلكترونية فتاوى تتناول أدق تفاصيل حياتها، وعلاقتها بالحياة والزوج والأسرة، ما دفع العديد من الباحثين لرفض هذه الظاهرة والمطالبة بالحد منها. 

 

المرأة والقوامة 

عبير سليمان، الباحثة في شئون المرأة انتقدت ما أسمته سيل الفتاوى التي تجتاح كل تفاصيل وشئون النساء، والتي يستخدمها البعض لقمعهن ومحاصرتهن، لافتة إلى أن الرجل لا يحظى بنفس الاهتمام من حجم الفتاوى التي تطلق يوميا على المواطن، مؤكدة ضرورة الحد من هذه الظاهرة واللجوء للحوار باعتباره من أهم أركان العلاقات الإنسانية في إطارها العام. 

وأوضحت سليمان أن كتاب الله الكريم لم يفرق بين النساء والرجال إلا في نص القوامة المرتبط بالإنفاق، لكن ما يحدث على أرض الواقع مخالف كلية لذلك، مؤكدة أن بعض الرجال يشغلوا أنفسهم بالنساء عبر إمطارهم بالفتاوى اليومية لأنهم مهتمون بالاستحواذ عليهن.

وأضافت سليمان: من غير المعقول أن يكون لدينا أكثر من ٤٥٪ من نسبة إعالة العائلات المصرية نساء عاملات معيلات، بحسب أبحاث وتقارير رسمية، أي يتحملن أعباء أسرة كاملة، لكن طلاب الفتاوى لا ينشغلون إلا بملابسِ المرأة ومكياجها وشئونها الخاصة خلال تواجدها في أماكن عملها أو دراستها، موضحة أنه بدلًا من كل هذه القيود التي تقدم للمجتمع في صيغة فتاوى، إيجاد لوائح خاصة بكل مؤسسة توضح ما هو اللائق من عدمه للرجال والنساء.

 

أزمة الاشتغال بالنساء 

أشارت الباحثة إلى أن الانشغال بالنساء بهذه الصورة المكثفة في الفتاوى، يلهي الرجال عن الانشغال بالميثاق الغليظ، ويعطي البعض الحجج التي تجعله يجتزأ من الشرع لصالحه، فيترك أسرته بلا عائل، ويتفنن في ضرب شريكته في الحياة وإهانتها وعدم احترام كرامتها. 

تابعت: يدمرون منظومة الأسرة بعدم احترام نسائهن وكرامتهن، فيهجرون ويمتنعون عن الإنفاق، ولايعترفون أن الأمم تعرف من مدى احترامها للنساء.

أشارت الباحثة إلى أن النساء اللاتي يكفرن العشير في تزايد مخيف، وهناك من تخون ببرودة أعصاب بسبب الضغط عليها بفتاوي التعدد وإباحة الضرب، وأصبحنا نرى نساء تقتل أطفالها تحت ضغوط تصرفات زوج هجرها وتركها في المسئولية وحدها.

اختتمت "سليمان" مؤكدة أن الممارسات الذكورية التي تعزز انتهاك المرأة يجب أن تنتهي، وعلينا التركيز بالفتاوى على صيانة العهد والشرف والضمير ومراعاة الأخلاق في المعاملة، بدلًا من محاصرة المرأة وإمطارها دون غيرها،  فصيانة كرامتها وإحترام كبريائها، ينعكس على المجتمع بالسلب أو الإيجاب.

الجريدة الرسمية