رئيس التحرير
عصام كامل

المتلونون.. نافقوا الجميع وما زالوا بيننا!

جعل الله جزاء المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وجعل في القرآن سورة باسمهم تنبيهًا لخطرهم الذي هو أشد فتكًا وتدميرًا لأي مجتمع من أعدائه المعروفين؛ فهذا الصنف من الناس يبطن خلاف ما يظهر ويقول ما لا يفعل، ولا نأمن شرهم.. يعطونك من طرف اللسان حلاوة كاذبة بينما قلوبهم تنطوي على حقد دفين وعداوة مستحكمة ويتلونون كالحرباء، ولهم ألف وجه ووجه..

 

وقد رأينا خطورة هذا الصنف من الناس بعد أحداث يناير 2011 وفي العام الذي حكم فيه الإخوان مصر؛ رأينا مذيعين وإعلاميين متلونين أيضًا سياسيين –وللأسف مازالوا بيننا– وهم الذين نافقوا الجميع وداهنوا كل الأنظمة ونسوا أن الله شهيد عليهم وأن المجتمع يراقب أفعالهم ويوثقها بالتسجيلات صوتًا وصورة ولو افترضنا جدلًا أنهم أفلتوا من حساب الناس فكيف يفلتون من عقاب الله.


وكم عبّر الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا بصراحته المعهودة عن خطورة الكلمة ودورها في تشكيل الوعي؛ إذ يقول: "إن الكلمة أمانة" بل ذهب لأبعد من ذلك حين دعا إلى عدم التورط في الإساءة للغير في خطابنا مشيرًا إلى أنه كان حريصًا منذ توليه منصبه على ألا يقول لفظًا خادشًا أو مسيئًا لأحد مهما يكن عدوًا حتى في أحلك اللحظات وأشدها صعوبة، حتى إن الفهم الصحيح لمدلول الآية الكريمة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا" لا يقف عند حدود الحفاظ على حياة الإنسان فقط بل يتسع معناها ليشمل كل ما له صلة بالحفاظ على تلك الحياة من قريب أو من بعيد.

مسئولية الكلمة

 

هذا هو رئيسنا الذي ينشد دائمًا الكلمة الطيبة التي تحمل الناس على التعايش السليم والنهج المستقيم؛ هذه الكلمة الطيبة التي بُعث بها الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والتي يكاد نورها يخفت في عالم اليوم ولا مخرج مما نعانيه إلا إذا أحسنا الكلام وحافظنا على اللسان وتركنا اللغو والخوض في الأعراض واغتيال سمعة الأبرياء بكلمات هي غائلة لا تبقي ولا تذر.


شرف الكلمة في كلمة ودين الإنسان في كلمة وبداية الخلق كانت بكلمة وأبواب السماء تفتح بكلمة وأقفال القلوب تفتح بكلمة وترقى العقول بكلمة وتقوى الهمم وتشتد العزائم بكلمة.. وكلامنا يجسد شخصياتنا وما تنطوي عليه نفوسنا من حب أوكره وعمق أو سطحية ومروءة أو خسة ونذالة ورقي أو انحطاط.. فلنجعل كلامنا عنوانًا لشخصياتنا.. وفي الحديث الشريف: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".


ونردد مع مفتي الجمهورية قوله: "إن مسئولية الكلمة مشتركة والأساس فيها يرجع للبيت لذا ينبغي للآباء أن يتحروا الصدق سلوكًا ولفظًا أمام أبنائهم لأن التربية بالأفعال والقدوة الحسنة هي الأساس وكذلك للمدرسة دور كبير في الجانب التربوي من ناحية غرس الصدق في نفوس الطلاب والتحذير من الكذب ونقل الشائعات ف نفوس الطلاب والتحذير من الكذب ونقل الشائعات فإذا وجد المعلم أن طالبًا يقوم بنقل الكلام والشائعات فعليه أن يبين له خطورة ذلك في الدنيا والآخرة.. كما يتحمل الإعلام والمسجد والكنيسة ومؤسسات الثقافة والشباب دورًا مهما في بناء وتصحيح الوعي".

 


نصيحة المفتي للشباب والمتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي ألا يتناقلوا شائعات مكذوبة ومعلومات مضللة دون التأكد من صحتها ومعرفة أثرها التدمير للمجتمع وأن يستشعروا خطورة ما يكتبون على مجتمعهم.. وأن يتحروا  الصدق فيما يكتبون وأن ينطوى كلامهم على عمق ورقي يعكس صدق ما تربوا عليه من مبادئ وقيم أصيلة بعيدًا عن الإسفاف والكذب الذي يكاد يغرق تلك المواقع ويهوي بها أسفل سافلين.. رمضان فرصة لتصحيح السلوك والعادات فلا تضيعوها.

الجريدة الرسمية