رئيس التحرير
عصام كامل

حوار لا فرض رأى!

الحوار، أى حوار، يعنى تبادل الآراء والرؤى والأفكار للتوصل في نهاية المطاف لما هو مشترك أو متوافق عليه من قبل المشاركين في الحوار.. أى أنه لا يعنى فرض رأى طرف مشارك في الحوار على بقية المشاركين الآخرين فيه.. أرجو أن تكون تلك قناعة القوى والأحزاب والشخصيات المشاركة في هذا الحوار السياسى الذى دعا إليه الرئيس السيسى مؤخرا.. 

 

ولتأكيد تلك القناعة سيكون مفيدا لنجاح هذا الحوار أن تتشكل لجنةَ وطنية تقوم بالتحضير له تضم ممثلين لكل ألوان الطيف السياسى في البلاد التى تتشارك في أن تكون دولتنا ديمقراطية مدنية حديثة، كما أعلن الرئيس السيسى، ولا يكتفى فقط بالدور المهم  الذى ستقوم به إدارة منتدى الشباب فى هذا الصدد.. 

 

فان ذلك من شأنه أن يجعل كل الأطراف المشاركة في هذا الحوار تشعر أنها صاحبته وبالتالى سوف تحرص على نجاحه وتوصله إلى توافقات وطنية. تصون الدولة الوطنية المصرية وتمنحها مناعة ضد كل فيروسات تقويضها وتساعدها على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وتمنحها قوة وبأس.. ولعل  الانفتاح على عناصر معارضة الذى شهدته مناسبة إفطار الأسرة المصرية الذى شهده شهر رمضان هذا العام واستجابتها يشجع على ذلك.

 
إن المشاركة الجماعية في التحضير والإعداد لهذا الحوار السياسى سوف يخلق الثقة في جديته وجدواه وبالتالى سوف يحفز أكبر عدد من القوى والشخصيات أولا على المشاركة فيه، وثانيا على التفاعل بجدية مع الغير خلاله حينما يبدأ، وثالثا في الاستعداد بالقبول بتوافقات عامة يسير على هداها المجتمع وتلتزم بها الدولة وتترجم في سياساتها ومواقفها وبرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. 

 

 

واذا كان تم مراعاة التنوع المجتمعى والسياسى  فى التشكيل الجديد للجنة العفو الرئاسى، فإنه بالتالى يمكننا محاكاة  ذلك بتوسع في لجنة الإعداد والتحضير للحوار السياسى الذى دعا إليه الرئيس السيسي.. وسيضمن لنا أن نظفر بحوار جاد وفاعل ومثمر في نهاية المطاف لا لمحاولات لفرض الرأى من قبل المشاركين فيه، وهذا ما ننشده.      

الجريدة الرسمية