رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خبراء فشنك!

كثيرة التحليلات والاستنتاجات والتوقعات التى تناولت تداعيات الحرب الأوكرانية على علاقة أوروبا وروسيا والتى توقع فيها أصحابها اقترابا أوربيا أكثر لأمريكا وابتعادا عن روسيا، وهو ما اعتبروه أحد مظاهر اخفاق روسيا.. لكن ها هى أحدث الأرقام الخاصة بصادرات الغاز الروسى إلى أوروبا تبين إنها زادت خلال الشهر الحالى ولم تنخفض كما كان يرغب الامريكان ومارسوا ضغوطا على أوروبا من أجل تخفيض اعتمادها على الغاز الروسى.. 

 

فقد بدأوا بأنفسهم وتوقفوا عن استيراد الغاز الروسى في إطار سلسة العقوبات الاقتصادية التى فرضوها على روسيا، وبحثوا لأوروبا عن مصادر أخرى بديلةَ تصدرتها الجزائر.. لكن كل ذلك لم يحقق ما كانت تبتغيه أمريكا، بل حدث العكس تماما وزاد اعتماد أوروبا على الغاز الروسى.. والأكثر من ذلك فان بعض الدول الاوربيةَ قبلت بدفع ثمن الغاز الذى تشتريه من روسيا بالروبل. 


وحدث ذلك لآن أوروبا لا تستطيع الاستغناء حاليا وبشكل فورى عن الغاز الروسى، ولا يوجد لديها بديلا آخر عنه، وإذا توقفت عن استيراده سوف تتحمل أضرارا جسيمة وخسائر فادحة  قدرتها ألمانيا وحدها بأكثر من ١٣٠ مليار يورو، لآن الغاز الروسى لا يوفر للألمان التدفئة فقط  وإنما هو مهم لتشغيل المصانع الألمانية وبدونه ستتوقف هذه المصانع عن العمل وينخفض الإنتاج الألمانى ويتأذى الاقتصاد الألمانى كثيرا، وذات الشىء ينطبق على دول أوربية أخرى كثيرة.. 

 

 

وحتى إذا خططت أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسى فإنها سوف تحتاج لسنوات ليست بالقليلة لتنفيذ هذا التخطيط.. والأغلب أن هذا ما يدركه الرئيس الروسي بوتين وهو يدير معركته الأكبر مع الغرب بقيادة أمريكا. ولعل هذا يكون درسا لهؤلاء المحللين المتسرعين الذين يجازفون باستنتاجات متعجلة ودون منح أنفسهم وقتا كافيا مناسبا للإحاطة بكل معطيات الأوضاع الاستراتيجية والتكتيكية للأحداث وتطوراتها وتفاعلاتها التى لا تتوقف، ولذلك يقدمون لنا تحليلات فشنك!           

Advertisements
الجريدة الرسمية