رئيس التحرير
عصام كامل

المصالح تتكلم !

خلال المناظرة التى جرت بين ماكرون ومنافسته لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى تجرى الآن وجه الرئيس الفرنسي اتهاما لزعيمة اليمين الفرنسي المتطرف بأنها حصلت على قرض من بنك روسى لم تسدده حتى الآن.. ولم تستطع لوبان أن ترد لآن الإتهام صحيح.. 

 

وهنا يستحق الأمر وقفة تأكيد لمقولة قديمة تقول أنه لا توجد بين الدول صداقات دائمة ولا عداوات دائمة وإنما توجد دوما مصالح دائمة.. وقد وجدت روسيا من مصالحها رغم العلاقات الرسمية مع فرنسا في ظل حكم ماكرون أن تمد جسورا وتبنى صلات مصالح مع ممثلة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان حتى إذا ظفرت في حكم فرنسا تسهم فى دعم العلاقات الروسية الفرنسية.

 

وهذا الأمر يذكرنا بما فعله الرئيس الروسى مع الرئيس الامريكى ترامب قبل أن يتمكن من دخول البيت الأبيض ويصير رئيسا لأمريكا.. فإن الكرملين لم يكتف فقط بنسج علاقات طيبة مع ترامب، وإنما راهن عليه رئيسا لأمريكا، بل إن الديمقراطيين إتهموا بوتين بأنه ساعد ترامب للوصول إلى البيت الابيض من خلال التدخل الروسى في الانتخابات الرئاسية الامريكية، وهو الإتهام الذى حاول ترامب رده للديمقراطيين بإتهام إبن بايدن بتعاون مشبوه مع أوكرانيا.

 

 

وبغض النظر عن مدى صحة هذه الاتهامات المتبادلة ببن الفرقاء الأمريكيين، فان المؤكد أن موسكو راهنت على ترامب وفضلته على هيلارى كلينتون، وربما تكون موسكو إستعدت مبكرا أيضا لإحتمال أن تفوز لوبان فى الانتخابات الفرنسية حتى وإن كانت التوقعات ترشح ماكرون للفوز. 
وهكذا.. المصالح دوما هى التى تتحكم في سياسات الدول.. والدولة المصرية ليست مختلفة ويجب أن تبحث هى الأخرى عن مصالحها.  

الجريدة الرسمية