مناورة روسية اقتصادية!
إذا كانت روسيا لم تنفذ بعد ما سبق أن أعلنته حول بيع الغاز لأوربا بالروبل، فانها نفذت بالفعل ما سبق أن أشارت إليه من قبل حول سداد ديونها الخارجية التى استحق موعد سدادها بالروبل فعلا.. فقد سبق أن دفعت روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية فوائد استحقت على ديون عليها بالدولار، لكنها أول أمس دفعت قيمة ديون إستحق سدادها عليها وتبلغ نحو ٦٥٠ مليون دولار بالروبل..
روسيا فعلت ذلك رغم أن واشنطن سبق أن أوردتها إن مثل هذا الأمر سوف يعتبر تخلُّفا لها عن سداد ديونها.. إلا أن روسيا أعلنت أنه سيكون متاحا لاصحاب هذه الديون المتمثلة في سندات خزانة تحويل أموالهم من روبلات إلى دولارات بعد إلغاء تجميد نصف الاحتياطيات النقدية للبنك المركزى الروسى وبالأسعار السائدة للعملة الروسية وقتها!
وبذلك وضعت روسيا الامريكان والاوربيين تحت ضغط أصحاب هذه الديون المستحقة عليها لكى يخففوا من وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، خاصة وأن الديون الخارجية الروسية تقارب في قيمتها ثلث قيمة الأموال التى جمدها الغرب من احتياطيات البنك المركزى الروسى في الخارج..
ولم تلق روسيا بالا بتحذير واشنطن لها لآن سدادها ديونها الخارجية سوف يعتبر تخلُّفا عن سداد هذه الديون، لآن العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب عليها وضعتها في موقف أسوء من حالة الدولة المتخلفة أو العاجزة عن سداد ديونها، وهى الحالة التى تجعلها غير قادرة على مزيد من الاقتراض من الخارج وإن حصلت على قروض خارجية تحصل عليها بتكلفة كبيرة..
بينما سوف يمارس أصحاب الديون المستحقة على روسيا والتى تسدد بالروبل ضغوطا على الحكومات الأوروبية والحكومة الامريكية لإنهاء العقوبات المفروضة على روسيا حتى يتمكنوا من تحويل الروبل الروسى إلى دولارات، لآن أموالهم قد جمدت هى الأخرى ويبغون تحريرها حتى يتمكنوا من الإستفادة بها وإعادة توظيفها.. وهكذا تناور روسيا بالروبل لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية عليها.
