رئيس التحرير
عصام كامل

خيبة أمل

خيبة أمل كبيرة وانزعاج شديد شعرت به واشنطن بسبب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للإمارات، والتي تعد أول زيارة عربية له منذ نحو إحدى عشر عاما مضت، حيث اقتصرت زياراته طوال هذه الفترة الطويلة على كل من روسيا وإيران فقط.. هكذا وصفت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية مشاعر واشنطن تجاه زيارة بشار الأسد لـ الإمارات، لأن أمريكا كما قالت أيضا ترفض تطبيع العلاقات مع سوريا تحت قيادة بشار، وهو ما اتخذت الإمارات خطوات واضحة في اتجاه تحقيقه خلال الفترة الماضية كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإماراتي لـ سوريا قبل عام مضى. 

غير أن إنزعاج أمريكا وخيبة أملها وما سوف يترتب عليه من ضغوط سوف  تمارسها على الدول العربية لن يمنع تطبيع العلاقات العربية مع سوريا في ظل  قيادة بشار واستعادتها مقعدها في الجامعة العربية.. فإن الإدارة الأمريكية تحتاج الآن استرضاء الدول العربية الخليجية من أجل زيادة ضخ النفط لتعويض توقف أمريكا عن استيراد النفط الروسي من أجل السيطرة على إرتفاع أسعار النفط العالمية الذي بدأ المواطنون الأمريكيون يضيقون به.. كما أن الإدارة الأمريكية تحتاج أيضا لاحتواء انزعاج الدول الخليجية من إحياء الاتفاق النووي الإيراني لتعود إيران لضخ نفطها في السوق العالمي حتى يتم كبح جماح انفلات أسعار النفط.. 

ولذلك لن تذهب أمريكا بعيدا في ممارسة ضغوطها على الإمارات وغيرها من دول الخليج بخصوص تطبيع العلاقات العربية مع سوريا.. فإن الإدارة الامريكية منخرطة بشكل مباشر وكبير في الحرب الأوكرانية وتعول كثيرا على إضعاف روسيا من خلال العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها ضدها، وفي ذات الوقت تجتهد لتخفيف تداعيات هذه العقوبات عليها وعلى الدول الأوروبية وهو الأمر الذي لم تحرز فيه نجاحا ملحوظا حتى الآن. ولذلك لن تتصرف أمريكا مع قادة الإمارات مثلما فعلت مع القيادة السودانية بعد زيارتها ل سوريا، وقد تشهد قمة الجزائر في الخريف المقبل إستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية. 

الجريدة الرسمية