رئيس التحرير
عصام كامل

الاستعانة بالأجانب خطر يهدد الكرة المصرية.. الجبلاية تتجاهل.. والمنتخب أكبر المتضررين

المنتخب
المنتخب

على اعتبار أن الغالبية منهم ينتمون للقارة السمراء.. لا توجد أدنى مقارنة بين المحترفين فى الدورى المصرى والمحترفين فى الدوريات العربية خاصة الدول الخليجية.. عندهم محترفون حقيقيون ولدينا أنصاف موهوبين أو معدومى الموهبة، ولكنها أرزاق ومن الممكن أن تطلق عليها (رزق الهبل على المجانين) لا يهم إن كان هؤلاء يؤثرون سلبا على المنتخبات الوطنية أم لا لأنهم يحصلون على أماكن كان من الممكن أن تتوافر للاعبين المحليين.

ولك أن تتخيل أن إصابة لاعب مثل أكرم توفيق نجم المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية التى جرت مؤخرا بالكاميرون واضطر البرتغالى كيروش للاستعانة بعمر كمال وهو لا يلعب فى نفس المركز، ونفس الأمر أيضًا عندما أصيب الظهير الأيسر أحمد فتوح وغاب عن عدد من المباريات اضطر معها المدير الفنى للاستعانة بلاعب لا يلعب في مركزه.

ويكفى أن ترى أن رغم تراجع أداء مصطفى محمد لم يجد المدير الفنى مفرا من الاعتماد عليه أطول وقت، لأن بديله محمد شريف، والفارق بينهما كبير جدا؛ لأن الأندية دائما تستعين بمحترفين فى مركز رأس الحربة، وعندما تقارن العهود التى مضت بالوقت الحالى تجد أنه لم يكن مسموحا بأكثر من لاعبين فقط، وهنا كانت الأندية تدرس وتفكر قبل التعاقد ودفع العملة الصعبة.

ولذلك لم يكن مستغربا فى الألفية الثانية أن يتعاقد المقاولون العرب مع أكبر نجمين فى القارة خلال ثمانينيات القرن الماضى، وهما الغانى عبد الرازق عبد الكريم والحارس الكاميرونى بل أنطوان، وكلاهما حصل على لقب بطولة أفضل لاعب فى أفريقيا من قبل، ولم نندهش عندما تعاقد الزمالك مع الدبابة كوارشى، والنجم الكبير النيجيرى إيمانويل أموكاتشى، والأهلى أيضًا تعاقد مع الغانى أحمد فيلكس.

وكل الأندية كانت تتعاقد مع نجوم كبار وبعضهم تألق فى الدوريات الأوروبية بعد الرحيل من مصر على وزن جون أوتاكا.. الآن أصبح هناك محترفون من دول الله أعلم بها، بل إن بعضهم يحترف على الورق دون أن يلمس الكرة من قريب أو بعيد، المهم أن تنتهى المصلحة! 

ولأننا نبحث عن الصالح كان لا بد من فتح الملف كاملا لعل وعسى يتحرك اتحاد الكرة لإيقاف نزيف الدولارات المهدرة على لاعبين فرز عاشر! 

محترفون الدوري العام
فى البداية يؤكد الكابتن علاء نبيل مدرب المنتخب الوطنى والمدير الفنى السابق للمقاولون العرب أنه لا يوجد محترفون فى الدورى المصرى، وعلى اتحاد الكرة أن يتحرك قبل فوات الأوان.

وقال علاء نبيل إن المحترف الحقيقي الذى له قيمه فنية مع فريقه هو التونسى على معلول وأليوديانج مع النادى الأهلى، وفيما عدا ذلك لا يمكن أن نطلق عليهم محترفين، وأكد المدير الفنى السابق للمقاولون العرب أن الموجود حاليا فى الدورى المصرى فرز ثانى أو ثالث، ووجودهم مثل عدمه.

وقال إنه عاصر وجود محترفين من العيار الثقيل فى نادى المقاولون العرب فى ثمانينيات القرن الماضى من نوعية عبد الرازق عبد الكريم صاحب الكرة الذهبية، وبل أنطوان حارس الكاميرون فى عصرها الذهبى، والمؤكد أن كليهما كان إضافة كبيرة للكرة المصرية، وأفاد النادى (المقاولون العرب)، واستفدنا نحن كلاعبين منهم.

سبوبة وسمسرة
وأكد علاء نبيل أن احتراف اللاعبين الأفارقة الآن فى مصر تحول إلى سبوبة وعمليات سمسرة وإهدار عملة صعبة على صفقات مشبوهة، الهدف منها ثراء أشخاص ولا تهدف لصالح النادى أو الكرة المصرية.


وأكد المدير الفنى السابق للمقاولون العرب أن الفارق أصبح شاسعا بين المحترفين فى الدورى المصرى والمحترفين فى دوريات الخليج، فهناك عناصر متميزة جدا، ولديها خبرات كبيرة تفيد الكرة هناك، وعندنا معدومى الموهبة.


وشدد الكابتن علاء نبيل على أهمية تحرك الاتحاد المصرى لكرة القدم من أجل وضع حد لتلك الظاهرة من خلال تقنين الأعداد بالشكل الذى يفيد الكرة المصرية، حيث إن العدد المسموح به الآن هو خمسة لاعبين أجانب لكل فريق، ويجب ألا يزيد على ثلاثة لاعبين فقط كما كان يحدث فى الماضى، لأن هذا من شأنه أن يجعل كل ناد يفكر جيدا قبل إبرام أي صفقة مع محترف أجنبى.


وقال نبيل إنه لو تم توجيه جزء من أموال تلك الصفقات على قطاعات الناشئين فى تلك الأندية فإنها بلا شك ستنجح فى توفير البديل الجاهز الذى يستطيع سد العجز، لأنه من المفترض أن يكون المحترف يملك مقومات غير متوافرة فى البديل المحلى، ولكن للأسف فإن واقع الأمر يؤكد أن المحترفين لا يسدون عجزا ولا يضيفون جديدا للكرة المصرية، وهو ما يجب أن يتنبه له القائمون على أمر كرة القدم المصرية.


فرز رابع
وفى المقابل أكد محمد شيحة، وكيل اللاعبين السابق، أن واقع الأمر يؤكد عدم وجود تأثير للاعبين المحترفين فى الدورى المصرى، وأن تأثيرهم لا يتجاوز الـ5%، وربما يكون على معلول وأشرف بن شرقى فقط هما المحترفان الحقيقيان.


وأكد شيحة على أن واقع الأمر يقول إن المسئولية الأكبر تقع على عاتق مجالس إدارات الأندية والأجهزة الفنية وما يطلق عليه لجان التخطيط، لأنها هى من تتعاقد وتبرم الصفقات! 

وأضاف شيحة أنه لا يوجد كواليتى جيد للاعبين المحترفين، وأصبحنا نعتمد على الفرز الثالث والرابع من الصفقات الأفريقية لأن الفرز الأول يتجه مباشرة للدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى عدم وجود العين الخبيرة التى تختار اللاعب الواعد والذى من الممكن أن يكون الدورى المصرى بوابته للاحتراف فى الدوريات الأوروبية.


ويختلف محمد شيحة مع كل من يطالب بتقليص أعداد المحترفين من قبل اتحاد الكرة ليحصل اللاعب المحلى على فرصته مؤكدا أنه يطالب بزيادة أعداد اللاعبين المحترفين لأن هذا من شأنه أن يخلق حالة من التنافس فى الاستفادة بالعناصر المميزة من المحترفين وعدم الاقتصار على خمس لاعبين، ويطالب أيضًا بفتح التعاقد مع حراس مرمى.


انتهى كلام الخبراء وأصبحت الكرة الآن فى ملعب الاتحاد المصرى لكرة القدم ولجنته الفنية لإقرار النظام.

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية