رئيس التحرير
عصام كامل

افرح بنجاحك ولكن..

لا تظن إنك قد وصلت لنهاية المطاف، ولا تظن أنك قد وصلت إلى كل ما يمكن أن تصل إليه في حياتك، حتى لو رأيت أنك حققت الكثير في حياتك، ففي اللحظة التي تشعر فيها بتلك المشاعر، تكون بداية سقوطك، وبداية النهاية لكل شيء في حياتك لأنك ما دمت في الحياة، إذًا مازال أمامك الكثير لتحققه أو لتصل إليه في حياتك.


فأحيانًا يتفاخر الإنسان، ويشعر أنه وصل لقمة كل شيء، مثل الملك "نبوخذ نصر" الذي كان يظن أنه هو من بيده المُلك، وبيده كل شيء، وهو الذي جعل مملكته هي الأعظم على وجه الأرض، وأنه لا يوجد في الأرض ملك مثله، وأنه الملك الذي من الصعب بل من المستحيل تكراره مجددًا على وجه الأرض.
 

فسمح الرب بتجربة صعبة لنبوخذ نصر، وجعله يعيش وسط الحيوانات ويأكل من عشب الأرض مثلهم، ولم يجد ما يأويه أو يدفئه لسبعة أزمنة، حتى يدرك أن المُلك بيد الله وحده، وأن الخير من عنده، وأن العظمة لو سمح بها فهو الذي يمنحها وليس الإنسان هو الذي يستطيع أن يصل إليها بمفرده.

 


ولنتعلم من قول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس في الإصحاح العاشر عندما قال: "لأَنَّهُ لَيْسَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ هُوَ الْمُزَكَّى، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ"، لنتعلم في حياتنا أن الغرور ليس هو معرفة القيمة الذاتية لأنفسنا، وأن حتى وصلنا لأعلى المراتب في الحياة، من الجيد أن نستمتع بما قطعناه من أشواط كبيرة، ولكن علينا الإستمرار في الحياة وعلينا أن نشكر إلهًا يكلل كل أعمالنا بالخير والنجاح.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية