رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. الإسلاميون يختطفون ثورة الشعب المصري.. انقسام في الكونجرس بشأن المساعدات لمصر.. سر مساندة أردوغان لـ"مرسي".. تل أبيب تطالب واشنطن بعدم المساس بالمعونة الأمريكية لـ"مصر"

أنصار محمد مرسي
أنصار محمد مرسي

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بتطورات الأحداث الجارية في مصر، وأشارت صحيفة "بوسطن هيرالد"، إلى أن ما يحدث حاليًا في ميادين القاهرة جعل الإدارة الأمريكية تجد نفسها مجددًا عاجزة عن التعامل مع الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط.


وقالت: "من وجهة نظر واشنطن، حدث شيء جيد في مصر في العامين الماضيين بعد عقود من الديكتاتورية، وكثير من المصريين الذين خرجوا إلى ميدان التحرير في يناير 2011 وهم يرددون "كفى"، حصلوا أخيرا على "حكومة الشعب، من الشعب، من أجل الشعب".

وتساءلت: "لكن هل حقًا تمكنت حركة الإخوان المسلمين، التي أعدت نفسها ثمانية عقود لتولي الحكومة في مصر، من انتزاع الثورة من أيدي الناس والحصول على السلطة من خلال انتخابات حرة؟ فالإخوان صاغوا الدستور بسرعة حتى تتحول مصر إلى بلد تحكمه بالكامل الشريعة الإسلامية".

وأضافت: هذه الخطوة لم تكن فقط مخالفة لإرادة كثير من المصريين، لكن الجماعة فشلت أيضًا في عدة جوانب أخرى، حيث تعاني البلاد من الشعور بالضيق الاجتماعي والاقتصادي المزمن، ما جعل شعبيتها تتدهور بسرعة وظهرت الأسبوع الماضي في ثورة شعبية.

وقالت وكالة " الأسوشيتدبرس" الأمريكية إن الكونجرس الأمريكي منقسم تجاه تقديم المساعدات لمصر، وعلي الرغم من الدعم الذي يقدم من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للجيش المصري، إلا أن بعض أعضاء الكونجرس يطالبون بحجب المساعدات أو قطعها عن مصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، إذا لم يتم استعادة حكومة مدنية بسرعة.

وأشارت إلى ضرورة دعم الولايات المتحدة لمصر لأن بدون هذا الدعم سيكون أمام مصر عقبة كبيرة، ولكن دوامة العنف التي شهدتها مصر بعد الإطاحة بمرسي، جعلت أعضاء الكونجرس يستاءلون أن طرد الجيش للرئيس مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، يجب أن يعرف بأنه انقلاب، وكيف ينبغي للولايات المتحدة الاستفادة منه وهو عنصر النفوذ الوحيد الذي لديها في مصر.

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية أصرت أمس الإثنين على أنها لن تحجب الأموال عن الجيش بعد عودة سيطرتها مرة ثانية في مصر، نظرًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعت في عام 1979. وعلي الرغم من العلاقات المضطربة منذ سقوط مبارك استمرت الولايات المتحدة في تقديم الدعم المالي لمؤسسة تعتبر الضامن للاستقرار في مصر، ولكن البعض يصر في الكونجرس بعد تغير الأحداث في مصر يجب أن تغير الحسابات لأن الجيش أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا.

ورأت مجلة تايم الأمريكية، أن هناك أسبابًا عدة وراء موقف الحكومة التركية وبخاصة رئيسها رجب طيب أردوغان الداعم لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي منذ بدء الأزمة.

وأوضحت المجلة أن تركيا وعلى خلاف أغلب الدول الغربية التي لم تحدد موقفها بشكل قاطع من أن إطاحة الجيش المصري بالرئيس يعتبر انقلابًا أم لا، سارعت أنقرة إلى إدانة ما حدث بأشد العبارات الممكنة.

وأضافت "في خطاب يوم 5 يوليو، رفض أردوغان ما قام به الجيش مصرًا على أن الانقلابات العسكرية ضارة وغير إنسانية، وموجهة ضد الشعب، والإرادة الوطنية والديمقراطي، في حين أن الدول الغربية تضع في حسبانها أيضًا لتبرير ما قام به الجيش سخط المصريين على مرسي، فضلاً عن الحجم الهائل من الاحتجاجات الأخيرة ضده".

وتابعت: "حتى عندما قام القادة العسكريون في مصر بإمهال مرسي 48 ساعة قبل تدخلهم هرع المسئولون الأتراك في اسطنبول للدفاع عن الرئيس المصري المحاصر، ودعا حزب العدالة والتنمية الحاكم أتباعه لمسيرات مؤيدة لمرسي".

وأوضحت المجلة، أن أنقرة لديها عدد من الأسباب الأخرى للوقوف إلى جانب مرسي. ففي يناير 2011، بعد أن خرج المصريون إلى الشوارع للدعوة إلى إسقاط رئيسهم الأسبق حسني مبارك وفي وقت وقف فيه الغرب على الحياد، دعت تركيا مبارك إلى التنحي. ومع وصول مرسي للحكم احتفى أردوغان بالرئيس الجديد في أنقرة خلال مؤتمر لحزبه الحاكم، كما وعدت الحكومة مرسي بـ 2 مليار دولار في شكل قروض وتشجيع رجال الأعمال الأتراك للاستثمار في مصر.

ورأت أنه بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية وأنصاره فإن انتخاب مرسي عام 2012، ليس فقط انتصارًا للديمقراطية، ولكن للإسلام السياسي، الذي يشكل العمود الفقري الأيديولوجي لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان.

واهتمت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، بتطورات الأوضاع السياسية في مصر، والموقف الأمريكي من عزل الرئيس محمد مرسي.

وقالت الصحيفة إن موقف الولايات المتحدة بين نقيضين فمؤيدو مرسي يرون أن واشنطن اتفقت مع الجيش وأعطتهم الضوء الأخضر للاستيلاء على السلطة.

بينما ترى المعارضة أن الولايات المتحدة تقف وراء كل ما يحدث في مصر وتتهمها بمساندة جماعة الإخوان المسلمين في توجههم السلطوي الديكتاتوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقادًا أمريكيين يرون أن الولايات المتحدة لا تقوم بالدور الذي ينبغي لها في مصر وبذلك تفقد نفوذها في الشرق الأوسط بينما نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يرون الرئيس الأمريكي باراك أوباما راعٍ للإرهاب.

وأضافت الصحيفة: أن بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي يطالبون بوقف المساعدات إلى مصر ولكن هناك البعض الآخر الذي يصر على ضرورة الحفاظ على العلاقات مع الجيش في مصر، موضحة أن القانون الأمريكي ينص على وقف المساعدات لأي دولة إذا أطاح الجيش بحكومة منتخبة.

ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة لها نفوذ وتأثير في مصر ويجب أن تمارسه للخروج من الأزمة في مصر، كما يمكنها أن تدعم الحكومة القادمة إذا تم تشكيلها عن طريق قروض صندوق النقد الدولي.

وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنها علمت من مسئول في الإدارة الأمريكية وصفته الصحيفة العبرية بـ"رفيع المستوى" بأن تل أبيب فتحت عدة قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية في واشنطن، تطالبها فيها بعدم المساس بالمعونة العسكرية الأمريكية لـ"مصر" التي تقدم سنويا والمقدرة بـ1.3 مليار دولار.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن محادثات إسرائيلية أمريكية جرت نهاية الأسبوع الماضي، تناولت الأحداث الأخيرة في مصر جراء ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن هذا الموضوع مدى بحث في محادثة جرت بين كل من "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري" وفي محادثة أخرى بين "وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون وبين نظيره الأمريكي " تشاك هاجل"، كذلك بحث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور الموضوع مع نظيرته الأمريكية سوزان رايس.

ولفتت الصحيفة العبرية أن المسئول الأمريكي كشف أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بالاستمرار في تقديم المعونة الأمريكية لمصر، مشيرًا إلى أن إسرائيل رأت أن وقف المعونة عن مصر سوف يضر بأمن إسرائيل ويهدد اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.

وكانت بعض التقارير الأمريكية قد أشارت إلى أن بعضًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي قد طالبوا الإدارة الأمريكية بوقف المعونة العسكرية عن مصر بعد أحداث ثورة 30 يونيو، فيما رأى أعضاء آخرون أن وقف المعونة يمثل زيادة الانفلات الأمني في سيناء ويمكن الجماعات الجهادية منها.

الجريدة الرسمية