رئيس التحرير
عصام كامل

فيلم ريتسا.. معتز فتيحة السيناريست الذى فقد نصه

جرعة رومانسية كبيرة كان ينتظرها الجمهور مع عرض فيلم ريتسا من بطولة: النجم الكبير محمود حميدة، أحمد الفيشاوى، عائشة بن أحمد، مريم الخشت، مى الغيطي، وأمير المصري وكارولين عزمى ويوسف عثمان، ومن تأليف معتز فتيحة وإخراج أحمد يسرى، خصوصا مع اشتياق السينما المصرية لها بسبب قلة الأعمال المعروضة عنها.

ولكن الرومانسية ليست الجزء الأساسي فى أى عمل سينمائي وإنما القصة وفكرة العمل هما ما يحددان عوامل الجذب سواء لصناع العمل أو الجمهور. 

15 يوما هى مدة عرض فيلم ريتسا فى السينمات حتى الآن، والذى تدور أحداثه حول ثلاث حكايات لـ ثلاثة أشخاص مختلفة وتدور بين زمنين مختلفين، لكل منهم مسارها الخاص إلا أن هناك ما يجمع تلك الحكايات وهو الحب الذي يدفعهم لاتخاذ قرارات تتسبب في اضطراب حياتهم.

ويجسد النجم الكبير محمود حميدة الشخصية المحورية بـ ريتسا، فالفيلم مبني على قصة حب بين شاب مصري وشابة إيطالية وهما "حداد فريد" الرجل السبعيني الذى لازال يتذكر حب عمره “ريتسا” والتى تجسد شخصيتها الفنانة عائشة بن أحمد والتى تلعب فى نفس الوقت دور الحفيدة مانويلا التى تبحث عن جدها بشكل صامت.

وعلى مدار ساعة ونصف تقريبا، نجد أبطال العمل حاضرون وبشكل مميز فى أداء دورهم من حركة ومشاعر وانفعال بالشخصية وخلافه، ويظل المشاهد يبحث جاهدا عن الحوار بينهم.. والسؤال أين الجملة الحوارية بين الممثلين فى المشاهد؟ هل غفل عنها مؤلف العمل؟!.

وعلى الرغم من أن قصة فيلم ريتسا ليست بجديدة على السينما المصرية من نظرة الرجل الشرقي للمرأة الغربية ومشاكل العلاقات الزوجية المتكررة يوميا من حب وخيانة والتذبذب فى الارتباط العاطفى، إلا أنه مع ذلك أيضا غابت الحبكة الدرامية التى بنى عليها العمل نفسه، فطوال مدة عرض الفيلم لم نعرف السبب القهرى الذى منع البطل  "حداد فريد " من أن يبحث عن حب عمره "ريتسا " بعد عودتها إلى إيطاليا على الرغم من أنه بحار فلم تأتيه رحله طوال حياته إلى هناك حتى يبحث عنها ويلتقى بها مرة ثانية؟! وما السبب فى تركها له بعد حملها منه على الرغم أنه قال لها "لو عايزه نتجوز نتجوز" ؟! ليكون رد الحبيبة ريتسا بشكل انفعالى لا يتناسب مع عدد الكلمات التى نطقت فى المشهد أو مع الجملة نفسها.

 

أحمد الفيشاوى 

وأظهر فيلم ريتسا الفنان أحمد الفيشاوى "مالك منصور" والذى قدم شخصية كاتب مشهور لا يفعل أى شيء سوى أنه كاتب سطحى يعتمد على ثقافته من محرك البحث جوجل لا يقرأ، يقضي وقته فى السكر وشرب المخدرات وإقامه علاقات مشبوهة مع الفتيات، وهذه ليست الصورة الحقيقية عن الكتاب والمبدعين فهم ليسوا ملائكة ولا شياطين فى نفس الوقت هم “بنى آدمين”، والخمر والمخدرات ليست العامل المحورى فى حياتهم العملية، فلماذا تم تصدير تلك الصورة الذهنية عنهم؟

أحمد يسرى

وفقا للمثل الشعبي الشهير فقد استطاع المخرج أحمد يسرى وفريق التصوير والديكور أن يصنعوا من الفسيخ شربات، والفسيخ هو سيناريو فيلم ريتسا والشربات ما رأيناه من تكوينات بصرية ومحاولات لإيجاد حبكة على الشاشة، ولا نعرف هل المؤلف معتز فتيحة الذى كتب العمل هو هو معتز فتيحة الذى عرفناه فى فيلم ريجاتا مع المخرج والسيناريست محمد سامى؟ هل قرأ معتز فتيحة نفس الجمل الحوارية التى كتبتها أصابعه؟ هل فيلم ريتسا يكتب نهاية فتيحة العملية أم أنه فقد نصه ؟ 

وفى النهاية نستطيع أن نختصر فيلم ريتسا فى إعلان تسويقى مشوق وحضور لصناع العمل بكل أدواتهم مع غياب الورق أو السيناريو. 

الجريدة الرسمية