رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا فشل رهان القوى الإقليمية والدولية على الإخوان؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

انتهى الرهان على الإخوان هكذا تقول معطيات الواقع، جماعة لاتعرف كيف تدار الأمور ولا يهمها الطريق للاندماج في المجتمع ‏بعد كل ازمة بل هدم المجتمع على رؤوس من فيه، ولهذا أصبحت خارج التاريخ، والأزمة الأخيرة لها في المنطقة، جعلت كل ‏حلفائها التاريخين يبعتدون عنها تماما ويطالبون رموزها بمغادرة بلدانهم. ‏

قال الدكتور إبراهيم جلال، الكاتب والباحث، إن تنظيم الإخوان أصبح وضعه الدولي متدن اللغاية، ويواجه ‏حالة من التيه والشتات، ‏ولاسيما بعد القبض على محمود عزت، القائم بأعمال المرشد وزعيم الأذرع ‏المسلحة للتنظيم، والصراع بين القائم بأعمال المرشد، ‏والأمين العام المفصول. ‏

بيت مال بديل

وأشار جلال إلى أن تنظيم الإخوان يحاول حاليا إيجاد قاعدة وبيت مال بديل بعد تضييق تركيا، وإغلاق ليبيا الباب أمام تدفقهم ‏إليها ‏بعد خط مصر الأحمر، حيث كان المال الوفير والفوضى العارمة بعد إسقاط الدولة، وكذلك تونس التي تناضل لإيقاف مشروع أخونة ‏الدولة. ‏

وأضاف: تنظيم الإخوان صناعة استخباراتية عالمية قديمة، لهذا له مهام وأجندات عدة، وينص على ذلك ‏الفكر القطبي الذي يدعو ‏إلى تكفير الدولة، وهو فكر استنسخه من  الهندي أبو الأعلى المودودي، الذي تبنى ‏مفهومًا مبتدعًا سماه «الحاكمية»، وبرر فيه ‏تكفير المجتمع، وتبنى فكر حسن البنا الإقصائي الذي اختزل ‏الإسلام في الجماعة فقط.‏

تدوير التنظيم

واستكمل: العالم يفهم الآن أن أي رهانات على إعادة تدوير هذا التنظيم مصيرها الفشل؛ مردفا: إذا خسروا ‏يتنكرون للديمقراطية ‏ولنتائجها، كما حدث في مصر وليبيا وتونس.‏

وتابع: يعتقدون أنهم ‏قادرون علي استعادة حكم مصر، ومن هذا المنطلق يمكنهم السيطرة على باقي البلاد العربية، والتغلغل ‏في ‏مجتمعاتها وأخونتها.‏

واختتم: سيبقى التنظيم في حالة الشتات إلى الأبد، ما داموا يصرون على المضي في طريق الباطل. ‏

صراع جبهات الإخوان ‏

وكانت الأيام الماضية ‏شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء‏ ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏

وتجريد محمود ‏حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم‏ ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

مصادر تمويل الجماعة

وعلى جانب ‏آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن ‏كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

وبعد رفض القيادات ‏المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة ‏لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.‏‎ ‎

لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي ‏من ‏الطرفين.‏

Advertisements
الجريدة الرسمية